النائب السابق لمحافظ البنك المركزي: السياسيون العراقيون يعانون أمية اقتصادية

31-08-2022
نوينَر فاتح
الكلمات الدالة العراق الاقتصاد
A+ A-

رووداو ديجيتال

أكد النائب السابق لمحافظ البنك المركزي العراقي، فالح داوود، أن العراق يعاني من "أمية اقتصادية" لدى السياسيين، داعياً إلى إقرار قانون باستمرار العمل بموازنة 2021، بما يسمح بالصرف على اساس 1/12 من الموازنة في عام 2023.

جاء ذلك خلال حوار استضافه نوينر فاتح على شبكة رووداو الإعلامية، شارك فيه إلى جانب النائب السابق لمحافظ البنك المركزي العراقي، فالح داوود، كل من أستاذ العلاقات الدولية في جامعة الخليج- واشنطن، هيثم الهيتي، والمتحدث باسم العشائر العربية في المناطق خارج إدارة إقليم كوردستان، مزاحم الحويت.

وذكر أستاذ العلاقات الدولية في جامعة الخليج- واشنطن، هيثم الهيتي، أن زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، غير قادر على أن يكون لاعباً حقيقياً لوحده، مؤكداً حاجته إلى لاعبين محليين آخرين من أجل تشكيل تحالف، يعطي انطباعاً بأن هناك إمكانية للتغيير.

من جانبه، أكد المتحدث باسم العشائر العربية في المناطق خارج إدارة إقليم كوردستان، مزاحم الحويت، أن الوضع في بغداد أثر على المحافظات الغربية، كاشفاً عن نزوح جديد إلى محافظات إقليم كوردستان.

فالح داوود: نعاني من أمية اقتصادية بين السياسيين

النائب السابق لمحافظ البنك المركزي العراقي، فالح داوود، دعا إلى مراجعة الورقة البيضاء التي قدمتها الحكومة، لمعرفة ما الذي تحقق منها، مبيناً أن "تغيير سعر الصرف كانت النقطة الوحيدة التي نفذت، ولا معلومات عن النقاط الأخرى".

وبشأن تأثير غياب الموازنة، قال إن "الحكومة تصرف حالياً 1/12 من موازنة السنة السابقة"، متسائلاً: "ما الذي سيحدث بعد ذلك؟".

في هذا الصدد، دعا إلى "إقرار قانون باستمرار العمل بموازنة عام 2021 في عام 2022، بما يسمح بالصرف على أساس 1/12 من موزانة 2022 في عام 2023".

النائب السابق لمحافظ البنك المركزي، لفت إلى أن موازنة 2021" اعتمدت سعر 46 دولاراً للبرميل، فيما يتجاوز السعر 90 دولاراً حالياً"، متسائلاً: "ماذا عملت الحكومة من أجل الحفاظ على الفروقات المتحققة". 

ورأى أن هذه الفروقات "يجب أن تكون محمية، تحسباً لعامل التضخم العالمي، حيث بلغت نسبة التضخم في الاتحاد الأوربي 9.1% خلال الشهر السابق، فيما تتوقع الولايات المتحدة نسبة تضخم تبلغ أكثر من 6%، وفي بريطانيا سترتفع نسبة التضخم إلى 22%، ما يعني أن الركود هناك سيؤثر على العراق، حيث سيقل الطلب على النفط، وسيضطر العراق إلى البيع بأسعار أقل".

ولمعالجة هذا الوضع، أكد ضرورة أن تشكل "الجهات الاقتصادية في الحكومة فريق عمل متخصص في الموضوع، لغرض وضع آلية لاستثمار الفائض عن تقديرات الميزانية، وتحديد كيفية التصرف بها، بأدق التفاصيل".

فالح داوود شبه وضع الاقتصاد في أي دولة وليس العراق وحسب، بـ "شخص يرقد في العناية المركزة يتأثر بأي تأثيرات خارجية"، مبيّناً أن "الاقتصاد العراقي متأثر بالسياسية منذ عام 1980 لغاية الآن".

وأضاف: "نعاني من أمية اقتصادية لدى السياسيين"، منوّهاً إلى أن الاقتصاديين يقبعون في الصفوف الخلفية فيما يعتبر السياسي نفسه "الإله المعبود الذي يقرر كل شيء". 

بشأن توقعاته عن المستقبل، قال: "لا يمكن أن نتوقع المستقبل، لكنه طالما هناك انحدار في التصرفات الاقتصادية، قد لا نجد شيئاً يمكن أن نطلق عليه اقتصاد بعد عشر سنوات".

وأضاف أن "حكومة ضعيفة لا يمكنها توجيه الموارد إلى المجالات التي تريدها"، مشيراً إلى "عدم وجود خطة اقتصادية ملزمة التنفيذ للجهات كافة، إنما أهواء وأمزجة".

وخلص إلى أن العراق الذي وصفه بـ "دولة فاشلة اقتصادياً" بحاجة إلى "خبرة وطنية لمعالجة الظرف الاقتصادي الحالي، دون مراعاة التدخل السياسي".

هيثم الهيتي: الصدر غير قادر أن يكون لاعباً حقيقياً لوحده

أستاذ العلاقات الدولية في جامعة الخليج- واشنطن، هيثم الهيتي، اعتبر أن ما حدث من تطورات في العراق، يشكل "بداية لنوع من أنواع التفكك للنظام السياسي في العراق وشكله"، منوّهاً إلى أن "هناك حاجة لمبادرة سياسية جديدة، لإعادة صياغة الدستور والنظام السياسي وإدارة الدولة، ومحاسبة الكثير من الفاسدين، والتي أصبحت متطلبات رئيسية لدى الشارع العراقي منذ عام 2019 إلى هذا اليوم".

ورأى أن السؤال الكبير هو "كيف سيكون التغيير وحجمه؟"، مضيفاً أن "ثمناً باهضاً سيدفع، ولن تمر الأمور بدون ثمن، ومن يعتقد أن الناس لن تجوع، والصراع لن تذهب فيه دماء، ليس صحيحاً".

وأشار إلى أن العراق يحكم وفق نظرية وضعها عالم هولندي يدعى آيرن ليبرت، وهي النظرية التوافقية لإدارة الدول، التي طبقت في دول فيها إثنيات وطوائف مثل إيرلندا وهولندا، موضحاً أن "النظرية مرت بظروف فككت التوافقية، أي أن التوافقية نظام مؤقت للانتقال إلى نوع جديد من الديمقراطية، ونحن اليوم في حالة هذا الانتقال".

هيثم الهيتي أعطى مثالاً على ذلك، مشيراً إلى "الصراع الدموي بين البروتستانت والكاثوليك في هولندا، كما هو الصراع بين السنة والشيعة، لكن الفرد الهولندي وصل إلى نتيجة مفادها أن الأحزاب البروتستانية والكاثوليكية لا تمثله، وهو يحتاج إلى فكرة سياسية جديدة"، مبيّناً أن "الاحزاب الدينية تحولت إلى أقلية نتيجة الصراع".

بشأن تطور الوضع السياسي في العراق، لفت إلى أن "ما حصل في تشرين وبزوغ أفكار جديدة هو نوع من أنواع التحول الاجتماعي الذي يتطلب تحولاً سياسياً"، معتبراً أن زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر قام بـ "عملية استباقية، ويريد أن يأخذ الفرصة، وفهم أن هناك تحولاً في مجتمع يرغب في التغيير، وأراد أن يبادر في هذا التغيير، وهذه هي اللعبة السياسية، وهو يعرف أن الأطراف الأخرى خاسرة في الانتخابات وشعبياً، لذا هو لن يتخلى عن هذه الفرصة الكبيرة".

هيثم الهيتي استطرد أن مقتدى الصدر "غير قادر على أن يكون لاعباً حقيقياً لوحده"، واصفاً إعتزاله بـ "شكلي، حيث يورد التاريخ الكثير من الاستقالات السياسية لقادة، جعلت منهم أقوى وأشد".

في هذا السياق، بيّن أن مقتدى الصدر "يحاول أن يعطي انطباعاً بأنه سيبتعد عن الساحة، لكنه في واقع الحال هو شخص مؤثر، بل هو الشخص الأقوى في التأثير، ولديه قدرة على تحريك الشارع، لكنه غير قادر على أن يكون اللاعب الوحيد"، معرباً عن اعتقاده بأن هناك "لاعبين محليين آخرين يجب أن يظهروا على الساحة لتشكيل تحالف، والتحالف هو الذي يمكن أن يعطي انطباعاً بأن هناك إمكانية للتغيير".

أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الخليج- واشنطن، لفت إلى أن مقتدى الصدر حاول أن "يغيير النظرية التوافقية إلى أغلبية، وشكل تحالفاً صدرياً، كوردياً، سنياً، كانت هي الكتلة الأكبر من أطياف متعددة، تختلف عن كتلة أكبر بلون سياسي طائفي واحد"، مشيراً إلى أن هذا الأمر يشكل "تغييراً جذرياً في اللعبة السياسية".

بشأن الانتخابات المبكرة، شدد على أنها قد تكون "أصعب وأفشل من التي سابقتها، وقد لا تنتج حكومة أيضاً، ما لم يتم الاعتراف بالاخطاء الجسيمة التي ارتكبت على مدى عشرين عاماً، وتصحيحها قبل إجراء الانتخابات".

مزاحم الحويت: موجة نزوح جديدة إلى محافظات إقليم كوردستان بسبب الوضع في بغداد


المتحدث باسم العشائر العربية في المناطق خارج إدارة إقليم كوردستان، مزاحم الحويت، قال إن هدف العشائر العربية السنية هو "توحيد الصف العراقي"، مشيراً إلى أنهم لا يريدون زج أبنائهم في الصراعات "سواء داخل البيت الشيعي، أو داخل البيت السني".

وأضاف أن ما يشهده العراق يعد "وضعاً مقلقاً ليس للمحافظات الجنوبية وحسب، إنما للمحافظات الغربية أيضاً"، موضحاً أن العشائر العربية تؤيد حل البرلمان "احتراماً للشهداء الذين سقطوا، والذين كانوا يطالبون بالاصلاح وإنهاء الفساد".

مزاحم حويت بيّن أن الوضع في بغداد "أثر على المحافظات الغربية"، كاشفاً عن "عمليات نزوح مشابهة لما حدث عند الكثير من المعارك السابقة، منذ عام 2003".

وأوضح أن "أغلب المسؤولين والمواطنين اتجهوا إلى محافظات أربيل، دهوك والسليمانية في إقليم كوردستان، ولم يتجهوا إلى المحافظات الغربية".

المتحدث باسم العشائر العربية في المناطق خارج إدارة إقليم كوردستان، أشار كذلك إلى ارتفاع اسعار المواد الغذائية في غضون ساعات من بدء الاشتباكات.

بشأن سبب المطالبة بحل البرلمان من قبل "جميع الأطراف"، قال إن "الدورة البرلمانية هذه لم تقدم أي شيء للمواطن، وللمحافظات، والنائب بات يعمل ويتاجر لمصلحته، ويقوم بإنشاء معامل، أو يساوم على مشاريع مقاولات وغيرها، دون أن ينظر إلى حاجات المواطن".

 

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، صباح النعمان

بغداد ترد على وزارة داخلية إقليم كوردستان بخصوص مصدر هجمات المسيّرات

رد الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، صباح النعمان، على اتهام وزارة الداخلية بإقليم كوردستان لـ"جماعات تابعة للحشد الشعبي" بالوقوف وراء الهجمات على إقليم كوردستان بالطيران المسيّر، عاداً ذلك "أمراً مرفوضاً".