رووداو ديجيتال
كشف ضابط في الحشد الشعبي لرووداو، حيدر المختار، من اللواء 11 حشد شعبي (لواء علي الأكبر)، أن الأحداث المفاجئة في سوريا أعادت إلى الأذهان سيناريو الأحداث التي جرت عام 2014 عندما سيطر تنظيم داعش الإرهابي على مدينة الرقة السورية والموصل العراقية. وكررت هيئة تحرير الشام وفصائل معارضة مسلحة أخرى السيناريو ذاته، اليوم السبت (30 تشرين الثاني 2024)، عندما أعلنت سيطرتها على كامل مدينة حلب، عقب الهجوم الواسع النطاق الذي شنته هذه الفصائل فجر يوم الأربعاء (27 تشرين الثاني 2024)، على القوات الحكومية والفصائل الموالية لها في ريف حلب الغربي، والذي تمكنت خلاله من السيطرة على أجزاء واسعة من حلب، بما فيها المدينة، وريف إدلب الشرقي، وأجزاء من محافظة حماة.
وكان الجيش السوري قد اعترف بدخول فصائل المعارضة إلى محافظة حلب، مشيراً إلى أن "الأعداد الكبيرة للإرهابيين وتعدد جبهات الاشتباك" دفعت بقواته إلى "تنفيذ عملية إعادة انتشار هدفها تدعيم خطوط الدفاع بغية امتصاص الهجوم، والمحافظة على أرواح المدنيين والجنود، والتحضير لهجوم مضاد".
لكن آمر أحد أفواج اللواء 11 حشد شعبي، لواء علي الأكبر، وهو ضمن ألوية المرجعية الرشيدة في قيادة عمليات الفرات الأوسط، حيدر المختار، أوضح أن هذا الهجوم مُعد له منذ أكثر من خمسة أشهر وحدث بدعم أمريكي وصهيوني وتركي، وبدعم بعض الدول العربية، وليس مفاجئاً.
المختار قال لشبكة رووداو الإعلامية، اليوم السبت (30 تشرين الثاني 2024): "إن فشل إسرائيل في الهجوم البري على لبنان وبسبب إدامة زخم معارك جنوب لبنان من قبل إيران والعراق وسوريا، دفع إلى إحداث بلبلة في سوريا وقطع الطريق، وهذا المخطط موجود ومتوقع، وتم تنفيذه في ظل الفراغ في الحكومة الأمريكية خلال الفترة الانتقالية من رئاسة جو بايدن إلى دونالد ترامب والتي كان يجب أن تتم بزوبعة".
وعن إمكانية زج قوات الحشد الشعبي في معركة لدعم الحكومة السورية، أوضح المختار أن الحشد الشعبي مؤسسة رسمية تأتمر بأمر القائد العام للقوات المسلحة وعملها داخل الحدود العراقية، أما الفصائل العراقية المسلحة أو فصائل المقاومة العراقية فعندها ارتباط وتواجد خارج العراق وقد تُزج بأي معركة أو مواجهة ضد الفصائل السورية المسلحة، وهذه قضية طبيعية وحدثت سابقاً لأن الخطر لا يتوقف في حلب فحسب، بل الموضوع أوسع من حلب، والقتال في حلب وريف حلب، لكن الموضوع أكبر من هذا ووراؤه مخطط أمريكي صهيوني وتركي أيضاً داخلة على الخط وبعض الدول العربية، ويهدف إلى إسقاط النظام السوري.
وفيما إذا يشكل هذا المخطط خطراً على العراق، قال: "أنا أؤمن بما قاله المرجع السيد علي السيستاني خلال الزيارات عندما أكد لأكثر من مرة بأن القادم أعظم"، منبهاً إلى أن: "هناك ارتباط عقائدي مع الأحداث الراهنة في سوريا حيث توجد مراقد مقدسة، مثل مرقد السيدة زينب، وإذا طالت الاعتداءات هذا الجانب فلا بد أنه سيكون هناك قرار آخر والتعاطف العراقي ليس هيناً". مضيفاً بأن: "تجربة لبنان تحتم على الأمريكان وعلى الصهاينة وأتباعهم أن ينهوا حلقة الوصل بين المقاومة والعراق وإيران، باعتبار أن سوريا هي حلقة الوصل وقطع طرق الإمدادات عن سوريا والمقاومة، وخطتهم تقتضي، على أقل تقدير الوصول إلى الباغوز في ريف دير الزور، وهي آخر معاقل تنظيم داعش الإرهابي والقريبة على الحدود السورية العراقية، وتضم مناطق البادية وتدمر، وفي المخطط أيضاً قطع هذه المناطق. الآن الورقة الرابحة هي الجانب الروسي وأيضاً وضعها مرهون بما يحدث في الحرب الروسية الأوكرانية، وممكن أن الروس إذا انسحبوا فهذه مشكلة.. حقيقة تصير مشكلة في المنطقة".
وبين الضابط في الحشد الشعبي، حيدر المختار: "بالرغم من أن سيناريو السيطرة على حلب من قبل فصائل المعارضة السورية مشابه لما أقدم عليه تنظيم داعش الإرهابي في احتلال الرقة ومن ثم مدينة الموصل عام 2014، لكن السيطرة على حلب أكثر خطورة، وهؤلاء، فصائل المعارضة السورية المسلحة، لا يختلفون عن تنظيم داعش، فهذه الحركات مدعومة من أمريكا والصهاينة وبعض العرب المتخاذلين، وبنفس الطريقة التي يعتبرونها الإرهاب الإسلامي، ونحن نعتبرها الإرهاب اللا إسلامي، ويرفعون شعارات الإسلام ولافتات الله أكبر وهذه مخالفة للإسلام.. نعم، نفس هم ينفذون سيناريو داعش وأكثر خطورة".
وكشف آمر فوج في اللواء 11 حشد شعبي: "نحن كنا متوقعين تحريك الجبهة السورية، والإعداد بدأ تقريباً قبل 5 أشهر، والجيش السوري منهك والدولة هشة بسبب الحروب وغياب الموارد المالية وشح الأسلحة المتطورة وواشنطن تتقاسم مع الأتراك المنطقة السورية الغنية بالخيرات.. هذا مخطط مدروس بعد فشل إسرائيل في الهجوم البري في لبنان تم تنفيذ هذا المخطط في سوريا".
وعبر المختار عن اعتقاده بصعوبة "تحرير حلب والمناطق التي تمت السيطرة عليها من قبل فصائل المعارضة السورية"، موضحاً: "حسب الأحداث ومتابعتها، وسقوط هذه المناطق، حلب وريف حلب، بهذه السرعة وبهذا الوقت والرقعة الجغرافية التي سيطروا عليها فلا أعتقد من السهل استعادتها من قبل القوات السورية، الجيش السوري لو كان على أُهبة الاستعداد ومتهيئ لمواجهة هذه الفصائل ما كانت سقطت بهذه السهولة والسرعة، الجيش السوري منهك من الحروب وبهذه الفترة صار عنده برود، والدليل أن الجيش العراقي عندما خسر الموصل وغيرها على أيدي تنظيم داعش الإرهابي لم يستطع استعادتها بسهولة وذلك لأسباب عدة منها المعنوي وبسبب التسليح.. استعادة حلب لن تكن سهلة إلا بتوفير غطاء جوي قوي وهذا يتوفر إذا روسيا التزمت بالاتفاقية العسكرية بينهم وبين سوريا، ومن الممكن أن تتهدم حلب تماماً مثلما حدث للجانب الأيمن لمدينة الموصل، وأساساً حلب شبه مهدمة حيث استقرت لسنتين وستعود حالها حال حماة وغيرها، أنا زرتها في فترة سابقة وكانت تقريباً منطقة أشباح بسبب الدمار الهائل، وبالتالي هذا كله يتسبب بقتل المدنيين واستنزاف لإمكانيات سوريا التي أساساً هي منهكة".
وبين المختار بأن: "توجيه الحكومة العراقية هو غير توجيه المرجعية التي يعد توجيهها عقائدياً ولا يمكن أن يُهمل أو يُناقش، أما الحكومة فتخضع لاتفاقات ونقدر أن نقول إنها ما زالت تحت الضغط الأمريكي، وبالتالي إذا وجهت القيادة العامة بالقتال فهذا سيتحقق، أما المرجعية فخطواتها عاقلة وتدرس الأوضاع من كل الجوانب والتفاصيل وهكذا تعاملت مع الأوضاع في لبنان، بالرغم من تعاطفنا معها، إلا أنها، المرجعية، وجهت بتنفيذ بعض الأمور الخدمية".
وطمأن حيدر المختار الضابط في الحشد الشعبي بأن: "الحدود العراقية مؤمنة تماماً، فعراق 2024 هو ليس عراق 2014، الحشد تعداده اليوم يقارب الربع مليون مقاتل ما عدا القطعات العسكرية، وهذا رقم ليس هيناً، والمناطق التي عانت الويل من داعش غير مستعدة لتكرار هذه التجربة المريرة ودعم هذه التنظيمات المتطرفة ثم إن التسويات السياسية والتقارب غير المعادلة السياسية في المناطق الغربية".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً