عدنان الباجه جي: اياد علاوي غدر بي في انتخابات 2010 .. وجماعة الهاشمي والمطلك سيطروا على "العراقية"

30-10-2021
معد فياض
معد فياض
الكلمات الدالة القائمة العراقية اياد علاوي عدنان الباجه جي
A+ A-

معد فياض

قصة الانتخابات العراقية من 2005 وحتى 2021

لم تسلم اية دورة لانتخابات مجلس النواب، ومنذ 2005، وحتى 2021 من اتهامات التزوير والخروقات ومطالبة الكتل الخاسرة بالعد اليدوي، ومن ثم ادخال البلد في دوامة الصراعات والازمات لتنتهي هذه العملية بتوافقات وتوزيع المناصب الحكومية حسب المحاصصات الدينية والطائفية.

كنت قد شهدت، بحكم عملي الصحفي، أحداث جميع الانتخابات العراقية ميدانيا، مع تفاصيل الصراعات بين الاحزاب والكتل المرشحة للانتخابات خلف الكواليس، وبمناسبة تجدد الخلافات بين الاحزاب والكتل السياسية على نتائج التصويت في انتخابات 10 تشرين الاول 2021، أدون هنا مشاهداتي ومعايشتي كمحايد، وعلى حلقات، وسأكشف بعض هذه التفاصيل في قصة الانتخابات العراقية.

الحلقة(5)

مؤامرة داخل القائمة العراقية
تنشر رووداو، في هذه الحلقة، وللمرة الاولى، قصة الخلافات بين السياسي العراقي المستقل، والدبلوماسي المعروف عدنان الباجه جي واياد علاوي في انتخابات 2010، كاشفة عن المؤامرات التي قادها كل من طارق الهاشمي وصالح المطلك للسيطرة على اصوات "العراقية" حيث يقول: "حذرت علاوي من ان كتلته البرلمانية القادمة لن تمثله ولن تمثل توجهاتنا في (العراقية) بل سيكون تحت رحمة حلفائه الجدد، خاصة جماعة الهاشمي والمطلك وهذا ما حدث بالضبط".

كنت قد تعرفت على عدنان الباجه جي للمرة الاولى في مؤتمر محدود لتجمع الديمقراطيين المستقلين، الذي اسسه  مع مجموعة من السياسيين العراقيين الديمقراطيين المستقلين في لندن عام 2003، والذي انفرط عقده بعد عامين. بعدها التقيته مرات عديدة، سواء في شقته الفارهة بحي (نايتس بريج) الراقي للغاية وسط لندن، او في بغداد، لكن لقاءاتنا الاخيرة كانت في شقته المطلة على الخليج العربي في عاصمة دولة الامارات العربية المتحدة، ابو ظبي، والتي امتدت ما بين بداية عامي 2017، وحتى منتصف عام 2019، قبيل وفاته عن عمر 96 عاما، حيث كنت ادون مذكراته لكتابي "عدنان الباجه جي ذاكرة العراق"، حيث تحدث الباجه جي، ولاول مرة، عن تفاصيل علاقته بعلاوي في انتخابات 2010.

كان الباجه جي قد انظم للقائمة العراقية قبيل انتخابات في 2005، وانتخب في شهر كانون الثاني من نفس العام عضوا في مجلس النواب العراقي الذي افتتحه في جلسته الاولى باعتباره أكبر الاعضاء سنا. قبلها كان عضوا في مجلس الحكم الذي شكله الحاكم المدني الاميركي بول بريمر، وخلال رئاسته الدورية للمجلس تم القاء القبض على الرئيس العراقي صدام حسين في كانون الاول عام 2003.

نائبا لاول وآخر مرة
تحدث الباجه جي عن سبب ترشيحه ضمن القائمة "العراقية" للانتخابات النيابية في العام 2005، قال: "كنت ابحث عن اية فرصة او دور لمساعدة العراقيين وتجنيد خبراتي وعلاقاتي السياسية والدبلوماسية لانقاذ البلد من الغرق في مستنقع الطائفية والتبعية". يضيف بقوله: "قبل الانتخابات اتصل بي اياد علاوي واقترح خوض الانتخابات بقائمة واحدة (العراقية) التي تمثل التيار العلماني الليبرالي، فرحبت بهذه الفكرة لمعرفتي بتوجهاته (علاوي) العلمانية وكرهه للطائفية ومعارضته للنفوذ الايراني الذي اتسع وازداد قوة بعد الانتخابات ووصول اعوانه الى سدة الحكم مثل ابراهيم الجعفري واحمد الجلبي".

يستطرد الباجه جي قائلا: "ولكن بسبب عمليات التزوير المفضوحة والتدخلات الخارجية غير المشروعة وقتل اكثر من 12 من انصار القائمة "العراقية"، جاءت النتائج مخيبة للآمال وحصلنا على 25 مقعدا في البرلمان العراقي وخصص احدها لي واصبحت لاول، ولآخر مرة، عضوا في مجلس النواب".

كانت الاوضاع السياسية والحياتية في العراق تزداد سوءا، وكل ما تحركت سفينة البلد تغرق في المياه الضحلة ووحل المؤامرات والصراعات الطائفية،وكان عدنان الباجه جي، سليل العائلة العراقية، البغدادية الوطنية الاصيلة، والذي تربى على المبادئ الصحيحة والخلق الرفيع، ومارس عمله خلال سنوات طويلة في السلك الدبلوماسي وكوزير للخارجية باخلاص، في بغداد محاطا بالدسائس وبمن اجادوا طوال حياتهم خلط الامور والاصطياد بالمياه العكرة وتدبير المؤامرات وانتهاج اسلوب الخيانة، والانكى من هذا انه (الباجه جي) وباخلاقه النبيلة كان يثق بالآخرين معتقدا بان الاخلاق هي التي تحكم تصرفاتهم.

يذكر قائلا: "في عام 2009 بدأ الاعداد للحملة الانتخابية التي كنا نعول عليها الكثير من الطموحات، وكانت الخطة هذه المرة ان تجتمع عدة احزاب وحركات وشخصيات سياسية لخوض الانتخابات كتحالف واحد، وجرت محادثات مطولة بين الوفاق الوطني العراقي بزعامة اياد علاوي، وجبهة الحوار بزعامة صالح المطلك، وقائمة الحدباء برئاسة اسامة النجيفي، وكذلك مع طارق الهاشمي الذي كان قد ترك توا الحزب الاسلامي العراقي،  وجماعة رافع العيساوي. اما نحن اعضاء القائمة العراقية الذين لم نكن منضمين لحركة الوفاق الوطني فقد شعرنا بالاقصاء والتهميش والغبن". مشيرا الى ان:"الذين وقفوا مع علاوي وساندوه في اشد الايام صعوبة وشجعوه في احلك الظروف قد جرى التضحية بهم من اجل الحلفاء الجدد ".

يقرر الباجه جي ، وحسب قرائته للاحداث، واعتمادا على تعديل قانون الانتخابات الذي جرت مناقشته في مجلس النواب حيث أقر ان تكون الاصوات التي يحصل عليها المرشح شخصيا هي التي تضمن حصوله على مقعد في البرلمان العراقي، عدم خوض الانتخابات، يقول "لكن علاوي ألح علي وبقوة بالترشيح، وأكد بانه سيضمن لي مقعدا في البرلمان القادم، وبناء على ذلك استجبت لرجائه، ولكن على مضض، لانني حتى ذلك الوقت كنت مؤمنا ان صوت القائمة هو الذي سيسهم في ايقاف انزلاق العراق الى المستنقع الطائفي". 

حذرت علاوي من المؤامرة
ومثلما توقع الباجه جي فان "اعضاء حركة الوفاق وجبهة الحوار ومؤيدي طارق الهاشمي عملوا بكل جهودهم على ان لا نصل نحن اعضاء القائمة العراقية الاصلية، ممن هم ليسوا اعضاء في حركة الوفاق، الى مجلس النواب وذلك لافساح المجال لاعضاء تشكيلاتهم السياسية وانصارهم للحصول على اكثر عدد من مقاعد البرلمان".

ويشير بقوله: "انا لم اتلق اي دعم مالي، كما اني لم امد يدي على المال العام منذ دخولي الى العراق في 2003، ولم اسيطر على عقار ليكون مقرا لي بل كنت قد استأجرت مقرا لحركتنا وبيتا لسكني في منطقة المنصور، بجانب الكرخ من بغداد، وانفقت على اصدار صحيفتنا (النهضة) ، وهكذا انفقت مائة الف دولار من مالي الخاص لحملتي الانتخابية، وحُرمت من الظهور على شاشات القنوات الفضائية في الاوقات المهمة (الذروة) التي كانت مخصصة لعلاوي والهاشمي والمطلك ومؤيديهم، عند ذاك ادركت ان الامور تجري بعكس ما تمنيته وما خططت له، وحذرت علاوي من ان كتلته البرلمانية القادمة لن تمثله ولن تمثل توجهاتنا في (العراقية) بل ستكون تحت رحمة حلفائه الجدد، خاصة جماعة الهاشمي والمطلك وهذا ما حدث بالضبط".

خيبة أمل
وايضا، تاتي توقعات الباجه جي صحيحة رغم انها مؤسفة، ذلك ان "مويدي علاوي منحوا اصواتهم له حصريا واهملوا باقي اعضاء القائمة من اصدقائه، بينما وزعت بقية الاصوات بشكل مبرمج لصالح الهاشمي والمطلك وجماعتهم. وهكذا فشلت في الحصول على مقعد في مجلس النواب، واعتمادا على وعود علاوي كنت اتوقع ان احصل انا ومحمد علاوي على المقعدين التعويضيين،لان ذلك كان اقل ما يمكن ان يفعله علاوي الذي كان قد ألح عليَ كي اترشح ضمن قائمته، وارضاء لضميره وتقديره للمصلحة العامة، لكنه غدر بي ومنح احد المقاعد التعويضية لاحد جماعة المطلك والثاني لمحمد علاوي الذي كان يستحق ذلك".

يتطلع الباجه جي من صالة شقته في ابو ظبي عبر زجاج النافذة العريضة ، يبتسم، ثم يقول "كانت هذه خيبة الامل الاخيرة منذ ذهابي الى العراق عام 2003، فالطبقة السياسية الجديدة في العراق جائعة للمناصب والجاه، لكنها مع شديد الاسف غير مؤهلة للحكم وادارة البلد".

بعد اعلان نتائج الانتخابات يحزم الباجه جي حقيبته ويترك بغداد عائدا الى ابو ظبي حيث يشعر بالامان والاستقرار، يقول، وهكذا قررت اعتزال العمل السياسي وانا تجاوزت السابعة والثمانين من العمر".

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

البيت الابيض الاميركي وملصقات مرشحين في بغداد

ترغب بتشكيل الحكومة سريعاً.. أميركا تراقب باهتمام وعن كثب الانتخابات العراقية

تجري الانتخابات النيابية في العراق في 11 من شهر تشرين الثاني المقبل، والمنافسات شديدة للحصول على أكبر عدد من الأصوات والمقاعد بين الأطراف ليكون لها دور أكثر تأثيراً في تشكيل الحكومة العراقية المقبلة وصياغة سياستها، لكن في واشنطن أيضاً، ينظر إلى هذه الانتخابات باهتمام وتجري مناقشات حولها في مراكز الأبحاث والجامعات.