رووداو ديجيتال
ادانت وزارة الخارجية الاميركية استخدام العنف في العراق، حاثة جميع المعنيين على التزام الهدوء والسعي وراء السلمية، قائلة: "لا ينبغي تعريض أمن واستقرار وسيادة العراق للخطر".
وقال نائب المتحدث الرسمي باسم الخارجية الاميركية فيدانت باتل في مؤتمر صحفي عقد ليل الاثنين (29 آب 2022) في اجابة عن سؤال حول امر اخلاء السفارة الاميركية في بغداد انه "لا نعلق على مسائل الأمن الداخلي وضمان سلامة موظفي الحكومة الأميركية والمواطنين الأمريكيين من حيث السياسة"، مضيفا ان أمن منشآتنا في منطقة الكابيتول الوطنية وخارجها يظل على رأس أولوياتنا".
وأكد باتل: "لكنني أكرر ما تمت مشاركته معكم جميعا في وقت سابق، بأن التقارير عن إخلاء السفارة في بغداد كاذبة".
وبشأن تخفيض عدد الموظفين في سفارة الولايات المتحدة ببغداد شدد باتل بالقول: "أود فقط أن أكرر أن التقارير التي تفيد بأنه سيتم إخلاؤها كاذبة، وكمسألة تتعلق بالسياسة، لن أخوض في الأمن الداخلي".
وحول وجود تواصل بين الخارجية الاميركية وبعض المسؤولين العراقيين أفاد نائب المتحدث الرسمي باسم الخارجية الاميركية بأنه "ليس لدينا أي مكالمات مع أي قادة"، لافتا الى ان "التقارير عن الاضطرابات في جميع أنحاء العراق اليوم مقلقة، حيث لا يُسمح للمؤسسات العراقية بالعمل، ما يزيد من مخاطر العنف، ولا ينبغي تعريض أمن العراق واستقراره وسيادته للخطر".
وأشار باتل الى ان الخارجية الاميركية "على دراية بالتقارير التي تتحدث عن زيادة العنف والخسائر المحتملة"، مضيفا: "ندين استخدام العنف قبل كل شيء، حان الوقت الآن للحوار، ونحث جميع المعنيين على التزام الهدوء والسعي وراء السلمية".
وحسب باتل ان "الحق في الاحتجاج العام السلمي يعد عنصرا أساسيا في جميع الديمقراطيات، ولكن يجب على المتظاهرين أيضا احترام ممتلكات ومؤسسات الحكومة العراقية التي تنتمي إلى الشعب العراقي وتخدمه".
وأجاب نائب المتحدث الرسمي باسم الخارجية الاميركية فيدانت باتل على سؤال بخصوص "عدم اهتمام المسؤولين الاميركيين بما فيه الكفاية بشؤون العراق، ما قد أعطى ذلك حرية نسبية لإيران ووكلائها"، بالقول: "أكدنا باستمرار على التزام الحكومة الأميركية بعراق قوي ومستقر ومزدهر، شراكة طويلة الأمد وعميقة ومتعددة الأوجه واستراتيجية مع العراق تخدم كلا الشعبين العراقي والأميركي، ونحن على استعداد للعمل مع حكومة تضع السيادة العراقية والمصالح الفضلى للشعب العراقي في صميم أجندتها".
وشهدت العاصمة العراقية بغداد، الاثنين (29 آب 2022) تطورات أمنية خطيرة، عبر دخول الالاف من انصار التيار الصدري الى داخل المنطقة الخضراء، عقب اصدار المرجع الشيعي كاظم الحائري بياناً، ومن ثم قرار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر "الاعتزال".
المرجع الديني كاظم الحسيني الحائري، أصدر بياناً ذكر فيه انه "من الواضح أن من ضروريات القيام بهذه المسؤولية العظيمة هو توفر الصحة البدنية والقدرة على متابعة شؤون الأمة، ولكن اليوم إذ تتداعى صحّتي وقواي البدنية بسبب المرض والتقدم بالعمر، صرت أشعر بأنّها تحول بيني وبين أداء الواجبات الملقاة على كاهلي - كما اعتدت على النهوض بها سابقاً - بما لا يحقق الكمال والرضى، لذا أعلن عدم الاستمرار في التصدي لهذه المسؤولية الثقيلة والكبيرة، وإسقاط جميع الوكالات والأذونات الصادرة من قبلنا أو من قبل مكاتبنا وعدم استلام أيّة حقوق شرعيّة من قبل وكلائنا وممثلينا نيابة عنا اعتباراً من تاريخ إعلاننا هذا".
وعقب بيان الحائري، أعلن زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، الاعتزال النهائي وغلق كافة المؤسسات إلا "المرقد الشريف والمتحف الشريف وهيئة تراث آل الصدر".
و قُتل ما لا يقلّ عن 15 شخصاً من أنصار التيار الصدري بالرصاص الحيّ في المنطقة الخضراء بوسط بغداد، في احتجاجات عنيفة أشعلها إعلان زعيم التيار "اعتزاله" العمل السياسي وتخلّلها اقتحام جمع من المحتجّين القصر الحكومي وأعقبتها ليلاً اشتباكات بالأسلحة الرشاشة وقصف بقذائف الهاون.
وفي حين فرض الجيش حظر تجول عاماً، سمعت ليلاً رشقات رشّاشة كثيفة ودويّ انفجارات في المنطقة الخضراء الشديدة التحصين والتي تضمّ العديد من المقرّات الحكومية والسفارات.
وأفاد مصدر أمني أنّ مسلّحين من "سرايا السلام"، التنظيم المسلّح التابع للصدر، أطلقوا النار من خارج المنطقة الخضراء على أهداف داخلها.
واضاف أنّ القوات المتمركزة داخل المنطقة الخضراء، وهي وحدات خاصة تابعة للجيش ووحدة من الحشد الشعبي، ردّت على مصادر النيران هذه.
واستُهدفت المنطقة الخضراء مساء الإثنين بشكل خاص بسبع قذائف هاون على الأقلّ، بحسب المصدر نفسه.
ولم تتّضح في الحال حصيلة هذا القصف.
وقالت مصادر طبية لوكالة فرانس برس إنّ 15 من أنصار مقتدى الصدر قتلوا وأصيب نحو 350 متظاهراً آخر - بعضهم بالرصاص وآخرون جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع - خلال المواجهات.
وكان شهود عيان أفادوا بتبادل لإطلاق النار بين أنصار التيار الصدري وخصومهم في "الإطار التنسيقي" الذي يعدّ موالياً لإيران.
وأعلن الجيش فرض حظر تجوّل في بغداد اعتباراً من الثالثة والنصف بعد ظهر الاثنين ومن ثم في جميع أنحاء العراق في السابعة مساءً وسُيّرت دوريات للشرطة في العاصمة، بعد أن تعمّقت الأزمة في العراق الذي يعيش في مأزق سياسي منذ انتخابات تشرين الأول 2021 التشريعية.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً