رووداو ديجيتال
أبلغت رئاسة الادعاء العام، مجلس النواب العراقي بكتاب رسمي، لغرض رفع الحصانة عن النائب المستقل سجاد سالم.
يأتي ذلك بعد الشكوى المقدمة بحقه من رئيس هيئة الحشد الشعبي، فالح الفياض، اثر اتهامه بـ"الإساءة" إلى هيئة الحشد الشعبي واتهام قيادته بارتكاب جرائم القتل، عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
المعروف عن النائب سجاد سالم، الذي ينحدر من محافظة واسط، دفاعه عن ثورة تشرين، ومطالبته الدائمة بمحاسبة قتلة هذه الثورة الشبابية، التي قدمت الاف الضحايا وعشرات الالاف من الجرحى.
التراشق السياسي مستمر بين النائب المستقل سجاد سالم، المعروف بخصومته الشديدة مع الفصائل المسلحة في العراق، عقب تعليقات أطلقها، بشأن دور الفصائل في ترهيب النشطاء والمتظاهرين، كما طالب بدمج الحشد الشعبي مع القوات الأمنية ومنع استغلاله في العمل السياسي والانتخابي، وهو ما ترفضه الفصائل المسلحة التي تريد الابقاء على الحشد على وضعه، بل زيادة عدده وتسليحه بشكل أكبر.
سجاد سالم، سبق أن صرح بأنّ "جرائم قتل المتظاهرين يقف خلفها اتجاه سياسي أفتى وحرّض ونفذ وهو تابع إلى الإسلام السياسي الشيعي"، مشدداً، خلال مؤتمر صحفي عقده ببغداد مؤخراً بشأن وثيقة خاصة ترتبط بضحايا الاحتجاجات الشعبية في تشرين الأول 2019، على "ضرورة دمج الحشد الشعبي بالقوات الأمنية لمنع إيران من ممارسة نفوذها عن طريق قادة الفصائل".
من الطبيعي هكذا تصريحات تغضب الفصائل المسلحة، والتي أعلنت في أكثر من مرة بشكل صريح، أنها تتعاون مع دول "محور المقاومة" في عملياتها بالمنطقة.
سجاد سالم، رأى أن "العراق يمر بمرحلة ثورة مضادة ركزت على التغلغل في الجامعات التي كانت حاضنة لثورة عام 2019 وتم تسليمها إلى المليشيات وإيران"، مبيناً أن "تحقيق العدالة في العراق معدومة، وهو ما يتطلب تدخلاً دولياً لتكريس العدالة ومحاسبة المتورطين".
واتهم النائب سجاد سالم أصحاب المواكب والحسينيات في شهر محرم بأنه "قتلة المحتجين في تشرين"، في تلميح الى أنهم تابعين للفصائل المسلحة في العراق.
هذه ليست المرة الأولى التي يهاجم فيها سجاد سالم الفصائل المسلحة وبعض قادة هيئة الحشد الشعبي، فقد سبق له أن وجه خطابات شديدة اللهجة في أكثر من مناسبة، وقد واجه مئات التهديدات وعشرات الدعاوى القضائية ضده بسبب انتقادات وجهها إلى قيادات في الحشد الشعبي.
دائماً يحصل النائب سجاد سالم، على دعم من الخط المدني والليبرالي العراقي، والذين يظهرون نفس المواقف ضد الفصائل المسلحة.
الإعلام الإلكتروني المرتبط بالفصائل المسلحة، يشن منذ فترة ليست قصيرة هجمة شرسة ضد سجاد سالم، معتبراً إياه "إحدى الأدوات الأميركية لضرب الحشد الشعبي"، ومطالباً بإسقاط الحصانة عنه.
سجاد سالم كتب في تدوينة له على موقع إكس، مؤخراً: "نتفهم مشاعر الجالية الإيرانية في العراق في الدفاع عن مصالح إيران، ولكن نذكرهم أن أدنى واجبات المقيم هنا هو تعلم لغة البلد وثقافته وحضارته. لا يصح أن يكون العراقي غريباً في العراق حتى في لغته".
يذكر أن العديد من المدونين والناشطين اضطروا إلى مغادرة العراق، بسبب الملاحقات القضائية الغيابية بحقهم، فضلاً عن ملاحقة جهات مسلحة لهم، جراء مشاركتهم في الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في تشرين الأول 2019، إضافة إلى مواقفهم السياسية الرافضة لانتشار الجهات المسلحة داخل أروقة الدولة.
وأدت أعمال العنف خلال التظاهرات الشعبية التي سميت "ثورة تشرين" إلى مقتل نحو 800 متظاهر، وإصابة أكثر من 27 ألفاً.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً