رووداو ديجيتال
في ساعات الفجر الأولى من يوم الأربعاء، اندلع حريق كبير في الطابق الـ12 من مبنى سكني مكوّن من 15 طابقاً في شارع حيفا وسط العاصمة بغداد، ما أدى إلى مصرع شرطي ومنتسب في الدفاع المدني، بعد أن استنشقوا كميات كبيرة من الدخان أثناء مشاركتهم في عمليات الإطفاء.
بحسب شاهد عيان تحدث لمراسل شبكة رووداو الإعلامية، فإن الحريق بدأ من الشرفة وامتد سريعاً إلى داخل الشقة ثم إلى المطبخ، حيث حدث انفجار ناجم عن أسطوانة غاز.
وقال الشاهد: "اتصلنا بفرق الإطفاء وعندما وصلوا كانت النيران مستمرة من الشرفة إلى الصالة الكبيرة ثم إلى الصالة الصغيرة والمطبخ، حيث كانت هناك أسطوانة غاز انفجرت. استمر الدفاع المدني في إخماد الحريق حتى الرابعة فجراً."
استمرت فرق الدفاع المدني بالعمل لأكثر من أربع ساعات متواصلة حتى تمكنت من السيطرة على النيران، وسط ظروف صعبة بسبب كثافة الدخان ونقص الأوكسجين، ما أسفر أيضاً عن نقل أكثر من 40 شخصاً إلى المستشفى لتلقي العلاج.
احتراق الشقة بالكامل وتضرر طوابق مجاورة
الحريق كان من الشدة بحيث لم تسلم أي من محتويات الشقة من الاحتراق، كما امتدت النيران إلى الشقة الواقعة فوقها وتلك الواقعة تحتها، وتضررتا بشكل كبير.
ووفقاً لروايات السكان، فإن الحريق اندلع مباشرة بعد تحويل التيار الكهربائي من المولد إلى الكهرباء الوطنية.
وقال عباس باكستاني، حارس المبنى، في تسجيل صوتي حصلت عليه شبكة رووداو: "لم يكن خطأ أحد، المشكلة كانت في الكهرباء. عندما عادت الكهرباء الوطنية اندلع الحريق. اتصلت بي فتاة وقالت: 'عباس، تعال هنا، هناك حريق'. أخذت ثلاثة أو أربعة طفايات حريق وصعدت بالمصعد، لكن لم يمكن السيطرة عليه هنا. اتصل بي شاب من خدمة الطوارئ 1122 وفتح الباب. الحمد لله المبنى بحالة جيدة."
المبنى خالٍ من السكان حالياً
ورغم خروج معظم المصابين من المستشفى بعد تلقيهم العلاج، لا يزال المبنى خالياً من سكانه بسبب انقطاع الكهرباء، حيث ينتظر السكان إعادة توصيل التيار قبل عودتهم إلى منازلهم.
وتُعد مشكلة التماس الكهربائي وغياب شروط السلامة أحد الأسباب الرئيسية لمعظم حرائق المباني في العراق، وهو ما تكرر في هذا الحادث، ما يعيد تسليط الضوء على خطورة الإهمال في جوانب السلامة العامة.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً