رووداو ديجيتال
يوماً بعد يوم يزيد الخناق على العوائل المسيحية في العراق، وشهد عددهم انخفاضاً ملحوظاً بعد عام 2003، خصوصا في محافظات الوسط والجنوب، عقب تعرضهم لعدة أزمات أمنية، منها التهجير والنزوح والقتل، تحت مسميات شتى.
نمير صليوة، مواطن مسيحي بسيط يسكن في قطاع 30 شارع القدس، في مدينة العمارة، (ذات الغالبية المسلمة الشيعية)، يعمل من بيته في مجال بيع الخمور، وفق اجازة رسمية صادرة من الحكومة، تعرض ليلة الأحد (28 تشرين الثاني 2021) الى هجوم مسلح بقنبلة استهدفت منزله، ما تسببت بأضرار في سيارته ومنزله، وفقاً لمصدر أمني رفيع، كشف لشبكة رووداو الاعلامية عن تفاصيل الحادث، طالباً عدم ذكر اسمه.
المصدر الأمني لفت الى ان المواطن المسيحي المذكور، هو أحد ساكني مدينة العمارة، أبا عن جد، لديه أعداء يتنافسون معه على بيع الخمور في المدينة، لذا يقومون بابتزازه ويرغمونه على تقديم مبلغ شهري لهم، ويهددونه بأنه في حال عدم دفعه المال الذي يريدونه، سيهاجمونه كل ما أتيحت لهم الفرصة.
"المبتزون" لا يملكون اجازات رسمية لبيع الخمور، لكنهم يعملون بهذا المجال بطريقة علنية، دون حسيب ولا رقيب، رغم عدم امتلاكهم ما يخولهم من الحكومة لبيع الخمور، متسلحين بعشائرهم في المحافظة، وعلى اعتبار انهم من المدينة ولا تستطيع أي جهة وضع حد لهم، وفقاً للمصدر الأمني.
الحادث ليس الأول من نوعه لنمير صليوة، فقد تعرض للهجوم مرتين في أوقات سابقة، وقامت الشرطة بوضع دورية أمنية قريبة عليه، لحمايته، باعتبار ان هذا الشخص حاصل على اجازة رسمية من الدولة لبيع الخمور، وليس مثل "المبتزين" الذين يعملون بلا اجازة.
فقبل نحو ستة اشهر تعرض العمال الذين يعملون مع المواطن المسيحي نمير صليوة الى اصابات، جراء هجوم من قبل نفس "المبتزين".
مؤخرا قامت الشرطة بسحب الدورية القريبة من منزل المواطن المسيحي، ما يسهّل عملية استهدافه واستهداف مكان عمله، وفقاً للمصدر الأمني، الذي أكد أنه "لم يتم لحد الان القبض على الفاعلين، رغم أن نمير صليوة يعرفهم، لكنه لا يجرؤ على تقديم شكوى ضدهم، خوفاً من قيامهم بقتله".
وتوجد في محافظة ميسان 8 عوائل فقط، والباقين هاجروا الى خارج العراق، وقسم منهم ذهبوا الى بغداد وكركوك ونينوى.
وكانت مدينة العمارة قد شهدت يوم أمس الأحد، ثلاث هجمات، واحدة منها استهدفت موظفاً في الأمن الوطني.
بابا الفاتيكان البابا فرنسيس، سبق أن قام بزيارة الى العراق واقليم كوردستان، في شهر آذار الماضي، حظيت بترحيب عربي ودولي واسع.
ويقدر عدد المسيحيين في العراق الآن بنحو 300 ألف، أي 20% من مليون ونصف المليون مسيحي كانوا يعيشون في البلاد قبل أحداث 2003.
وهناك 14 طائفة مسيحية معترفاً بها رسمياً في العراق، تعيش الغالبية منها في اقليم كوردستان ونينوى والعاصمة بغداد، فيما يعيش عدد قليل منهم في محافظات الوسط والجنوب.
رئيس أساقفة أربيل، المطران بشار متى وردة، سبق أن اتهم الزعماء المسيحيين البريطانيين بالإخفاق في عمل ما يكفي دفاعاً عن الأقلية المسيحية في العراق.
وقال المطران بشار متى وردة، في خطاب عاطفي في لندن إن "المسيحيين العراقيين على وشك الانقراض بعد 1400 عام من الاضطهاد"، مضيفاً أن "الكنيسة العراقية واحدة من أقدم الكنائس في العالم، إن لم تكن الأقدم، وتقترب من الانقراض بشكل متسارع، ويجب أن تكون البقية الباقية على استعداد لمواجهة الشهادة".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً