رووداو ديجيتال
بعد 3 أيام من الحريق المفجع ظهر عروسا الحمدانية، الجمعة (29 أيلول 2023)، للمرة الأولى وهما يرتديان الملابس السوداء، في مقبرة القضاء لدفن والدة العروس وشقيقها.
الحريق المروع يوم 26 أيلول الذي أشلعت شراراته ألعاب نارية، حوّل الفرح والرقص إلى صراخ وبكاء في لحظات، وأودى بحياة أكثر من 100 شخص مصيباً مئات آخرين بحروق.
بحسب الفيديوهات التي نشرت، بدأ الحريق من انتقال شرارة الألعاب النارية إلى السقف، لينتشر سريعاً بعد ذلك بسبب استخدام مواد سريعة الاشتعال مخالفة للمواصفات في بناء القاعة التي كانت تعج بمئات المدعوين.
حنين رياض طالبة تبلغ من العمر 18 سنة، وريفان إيشوع خباز يبلغ من العمر 28 سنة.
تشير التحقيقات الأولية للدفاع المدني إلى أن سبب الحريق هو عدم الالتزام بتعليمات الدفاع المدني عند بناء الصالة، ورداءة المواد المستخدمة في بنائها. لهذا السبب لا يزال مالك الصالة وقرابة 10 أشخاص في الحجز حتى الآن.
مراسلة رووداو بيام سربست، زارت العروسين يوم الخميس، لكنهما رفضا التحدث أمام الكاميرا، فرغم أن حالتهما الصحية جيدة إلا أن حالتهما النفسية سيئة ويعانيان من اضطراب نفسي تام، حيث وإلى جانب فساد خطوتهما الأولى صوب حياة جديدة، فقدا الكثير من أقرب الأقارب.
ومما يزيد في آلام هؤلاء العروسين، أن قسماً من ذوي الضحايا ينظر إليهما على أنهما السبب في تلك الفاجعة، عندما يتذكر حنين وريفان في ثيابهما السود هذا، يمسك أحدهما بيد الآخر بشدة وكانا يحاولان أن يخبراها بحركات رأسيهما: "الذنب ليس ذنبنا، لا أحد يريد أن ينزل خطب كهذا حتى على أعدائه"، العريس أضاف أن أشخاصاً هاجموا بيته في الليلة الأولى وكشروا زجاج سيارته.
ريفان لم يكن يريد أن يفلت يد حنين في هذه الحال، كان جالساً معها متشحين بالسواد أمام باب الدار التي يقيمان فيها، وكان أحياناً يسأل حنين همساً، هل حقاً جرى لهؤلاء الناس ما جرى؟ وكأنه لا يريد حتى الآن أن يصدق وقوع تلك الفاجعة. كان من الجهة الأخرى، وبدلاً عن صوت حنين، يسمع أصوات أقاربه الذين كانوا يحاولون أن يبثوا فيه الأمل ويطمئنوه إلى أنه لا يد له فيما حصل. فعليهما أن يباشرا حياتهما.
ريفان وحنين شاركا اليوم في دفن والدة حنين وشقيقها. لم تبق هناك دموع ولا كلمات. فقط صور تعبر بنفسها عن حالهما.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً