رووداو ديجيتال
اتفقت عدد من المرشحات للانتخابات النيابية التي من المفترض اجرائها في العاشر من الشهر المقبل، على ان حملاتهن الانتخابية تتعرض للتمايز الجنسي والتسقيط من قبل الاحزاب وبعض المرشحين.
واجمعن المرشحات في احاديث منفردة لشبكة رووداو الاعلامية على ان بعضهن تعرضن للتشهير لا لشيء سوى لانها "امرأة" ومن السهل التشهير بها.
احزاب ذكورية
وقالت ندى الجبوري، نائبة سابقة ومرشحة للانتخابات القادمة، بان "قيادات الاحزاب السياسية كلها ذكورية، وان من يتخذ القرارات المهمة سواء في الانتخابات وغيرها هم الرجال"، مشيرة الى ان "هناك حملات تشهير تتعرض لها المرشحات بشكل واضح كون المرأة هي المفصل الضعيف في المجتمع ومن السهل استهدافها".
واضافت الجبوري، المرشحة عن حركة تقدم بزعامة محمد الحلبوسي، قائلة "انا شخصيا تعرضت لحملة تشهير من قبل الرجال الذين قاموا بتزييف حملتي الانتخابية عن تعمد وقصدية"، منبهة إلى أن "الاستهداف يعتمد على المرشحة وشخصيتها وقوة تاثيرها في المجتمع، فهم لا يستهدفون المرشحات الضعيفات او غير المعروفات"، موضحة بان" احد اشكال التسقيط التي تعرضت لها هي استهداف صوري في الدعايات الانتخابية".
مظلة الحماية ضعيفة
وعبرت الجبوري عن اعتقادها بضعف"مظلة الحماية القانونية للمرشحات التي تشكلت بقرار من رئاسة الوزراء وعضوية شبكة الاعلام العراقية والاجهزة الامنية والمفوضية المستقلة للانتخابات"، مشيرة الى ان"تطبيق هذه المظلة ضعيف للغاية"، موضحة بان "الاجراءات التي علينا اتخاذها هي تقديم شكاوى لمكافحة الاجرام ومتابعتها بصورة نمطية قضائيا والمرشحة غير متفرغة في هذا الوقت بالذات لمثل هذه الاجراءات الروتينية"، مقترحة ان"تقوم شبكة الاعلام العراقية التي هي عضو في شبكة حماية المرشحات بالاضافة الى كونها مؤسسة اعلامية بالقيام بحملة اعلامية للتوعية بشان الحملات الانتخابية للمرشحات، وكل ما قامت به الشبكة هي اجراء لقاءات مع بعض المرشحات".
وعن دور قيادات التحالفات في حماية المرشحات من التسقيط، قالت "زعماء الاحزاب والتحالفات، مثلما قلت لكم سابقا، هم من الرجال ولا يكترثون لذلك ويعتمدون على مدراء الحملات الانتخابية للمرشحات".
تسقيط طائفي
المرشحة أخلاص يونس العبيدي، مرشحة مستقلة وللمرة الاولى، تقول"انا رفضت الترشيح مع اي حزب وفضلت للاعتماد على نفسي لان قيادات الاحزاب يفضلون دعم المرأة الضعيفة التي تنفذ اجندات هذه الاحزاب وزعمائها"، مؤكدة وجود "تمايز جنسي بين المرشحات والمرشحين الذين يحظون بدعم مالي لدعاياتهم الانتخابية بينما انا اعتمدت على امكانياتي الذاتية وبمساعدة من زوجي لتوزيع ملصقاتي الانتخابية التي تتعرض للتمزيق من قبل مرشحين يخشون وجودي في دائرتهم بغرب بغداد".
واضافت العبيدي قائلة "في النهاية لا يصح الا الصحيح، سواء كانت الدعايات الانتخابية ضخمة او متواضع فان الناخب العراقي سيقرر من يختار اعتمادا على نزاهة المرشح وسمعته، فهناك من يريد وطن بلا فساد وهناك من يبحث عند بعض الاحزاب عن مصالحه الشخصية". مشيرة الى ان"الناخبون يفضلون التصويت للمرأة كون اغلبهن لا يتورطن بملفات فساد، وتعمل باخلاص من اجل تفيذ برامجها".
وحول حملات التسقيط، ذكرت العبيدي "انا تعرضت لحملة تسقيط بسبب بعض صوري في مظاهرات 2016 التي ظهرت فيها مع التيار الصدري واستغلت هذه الصور كوني اخوض المنافسة في منطقة غالبيتها من السنة(ابو غريب والغزالية وحي العدل)"، موضحة بان"حملات التسقيط يقوم بها الرجال عادة وليس النساء".مضيفة ان"حملة التسقيط ضدي كانت ورائها اسباب طائفية بحتة واعتمدوا على تشويه سمعتي، كما ان الاحزاب الكبيرة المنافسة انفقت اموال طائلة اغلبها من المال العام على حملاتها الانتخابية".
وتعتقد العبيدي بان"حظوظ النساء في الوصول الى مجلس النواب في هذه الانتخابات افضل من بقية الدورات بسبب قانون الانتخابات المتعدد الدوائر والذي لا يسمح للاحزاب الكبيرة بالاستيلاء على اصوات المرشحين الصغار".
صوري تختفي كل يوم
وتشكو المرشحة المستقلة، ميعاد مسلم البكاء، عن مركز مدينة البصرة، من "الحملات المنظمة لتمزيق واخفاء صور حملتي الانتخابية"، وقالت"كلما يضعون الشباب من انصار حملتي الانتخابية صوري في اي شارع نجدها في اليوم التالي اما ممزقة او مختفية"، مشيرة الى ان"دعايتي الانتخابية بسيطة وتمثلني وليس فيها اية مبالغة سواء في الصورة او في الشعار".
واضافت البكاء ان "حملات التسقيط تستهدف المرشحات اللواتي لهن تأثير فعال في الدوائر التي رشحن عنها وهن يخضن التنافس مع الرجال ومن الطبيعي ان يخشى بعض المرشحين هذا التنافس ويقومون بحملات تسقيط وتشويه للحملات الانتخابية للمرشحات".
وعبرت البكاء عن ثقتها "بالوصول الى مجلس النواب حسب استطلاعاتي البسيطة ودعم الناس لي"، موضحة بقولها"اريد اصل لمجلس النواب لمساعدة اهلنا بالبصرة التي تعاني من الخراب في كافة المجالات الخدمية والحياتية".
صورتي هي السبب
سارة الصالحي، مرشحة للمرة الاولى ضمن تحالف (تصميم) بزعامة محافظ البصرة أسعد العيداني، تقول: "من الطبيعي ان تتعرض المرشحة لحملات تسقيط وتشويه حملتها الانتخابية خاصة ونحن نعبيش في مجتمع عشائري يسود فيه التخلف والتمييز بين الرجل والمرأة ويعاني من جهل في الوعي الاجتماعي"، مشيرة الى ان"هناك من يكتب تعليقات على صوري في الشوارع لا لسبب سوى لانني ليست محجبة بالقدر الذي يريدونه، وانا تعمدت ان اظهر بهذه الصور المدنية لاحرض على الانفتاح فانا شابة وقائدة شبابية واهدافي هي مساعدة الشباب في البصرة وباقي مناطق العراق وايجاد فرص عمل لهم".
واضافت الصالحي، قائلة: "المعروف عن مجتمع البصرة سابقا بانه كان منفتحا وحضاريا، ونحن من اهالي البصرة الاصلاء ولا نعرف ما الذي حدث وجعل الامور تنقلب ضد المدنية بحيث انهم لا يتحملون وجود صورة لدعاية انتخابية مختلفة بعض الشيء عن الدعايات الاخرى لهذا تتعرض للتشويه والتمزيق"، معبرة عن اصرارها" بعدم تغيير الصورة او مبادئي وافكاري، فانا اعمل باستمرار مع الشباب وفي منظمات مجتمع مدني واهدافي هو احداث التغيير عن طريق الشباب".
مرشحة يائسة
المرشحة المستقلة، ايمان غازي، عن منطقة الحويجة في كركوك، اعلنت عن ياسها "بخوض هزه الانتخابات"، تقول" بسبب شدة المنافسة من قبل الرجال، فهناك أكثر من (20) مرشحا و(10) مرشحات في دائرة واحدة، وهذا كثير ادركت باني لن احقق اي تقدم لخوض هذه الانتخابات، فالدعايات الانتخابية للرجال ومجالسهم وندواتهم وسيطرتهم على الاجواء اكبر بكثير من اي جهد تبذله اية مرشحة".
تضيف غازي"لا اعتقد بان هذه الانتخابات ستحدث اي تغيير في الاوضاع وخاصة اوضاع المرأة وذلك بسبب الاحزاب المسيطرة على مجمل الاوضاع سواء في كركوك او باقي مناطق العراق"، منوهة الى"اني تمنيت الوصول الى البرلمان لخدمة منطقتي والنساء خاصة، ولكن يبدو ان لا أمل في ذلك وربما انسحب من الترشيح لصالح مرشحة اخرى من نفس الدائرة كي لا تتشتت الاصوات".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً