رغم كورونا.. كربلاء تتأطر بعاشوراء وصور ضحايا الاغتيالات تتصدر المشهد

29-08-2020
مشتاق رمضان
مشتاق رمضان
الكلمات الدالة عاشوراء كربلاء اغتيال الناشطين
A+ A-
رووداو ديجيتال

عاشوراء، هو أكبر يوم حزن عند المسلمين الشيعة، ومعنى الكلمة هو اليوم العاشر من شهر محرم، وهو اليوم الذي يصادف فيه استشهاد الإمام الحسين بن علي، حفيد النبي محمد، في معركة كربلاء، في العام 61 هجرية، لذلك يعدّه الشيعة يوم عزاء وحزن، ويؤدون فيه طقوساً ومراسم مختلفة، تعبر عن الحزن بهذه الفاجعة. 
 
وعلى الرغم من أن بعض علماء المسلمين لديهم اختلاف في سبب تسمية هذا اليوم بعاشوراء، إلا أنهم يتفقون حول أهمية هذا اليوم، كما أن بعض الدول تعد يوم عاشوراء عطلة رسمية، كالعراق وايران وباكستان ولبنان والبحرين والهند والجزائر، على اعتبار أن هذه الدول فيها من المسلمين الشيعة. 
 
أهل السنة والجماعة يعدّون صيام يوم عاشوراء "سُنة"، وصيامه يُكفّر ذنوب سنة ماضية، فيما الشيعة لا يصومون في هذا اليوم، وقد يصومون عن الماء فقط، وفق الروايات التي تقول أن الحسين قُتل عطشاناً، ويقومون بأداء مراسم مختلفة، كالمواكب الحسينية، ومجالس العزاء، وتوزيع الطعام والماء بهدف الثواب، فضلاً عن إلقاء الرواديد قصائد رثاء حسينية، ومنهم من يلجأ إلى اللطم والتطبير، كتعبير عن الحزن، رغم أن عدداً كبيراً من الشيعة يرفضون التطبير، علماً أن هذه المراسم تستمر حتى 20 من شهر صفر، وهو ما يُسمى بزيارة الأربعين.
 
ويتوافد بيوم عاشوراء من كل عام، ملايين الزوار من العراق وعدد من الدول، بهدف إحياء الليلة "الحزينة" والتي تروي المصادر التاريخية أنها "الأشد" على أهل البيت وأتباعهم، المتمثلة باستشهاد الحسين والعديد من أهله ومناصريه في معركة الطف، ضد الجيش المرسل من الشام من قبل الخليفة الأموي يزيد بن معاوية، والذي استشهد منهم ابنه علي الأكبر، وأخوته: العباس وعبد الله وجعفر وعثمان، وأبناء أخيه الحسن: القاسم وأبو بكر وعبد الله، وبنو عقيل: جعفر بن عقيل وعبد الرحمن بن عقيل وعبد الله ومحمد ابنا مسلم بن عقيل، وأبناء عبد الله بن جعفر الطيّار: عون ومحمد.
 
وحسب الروايات الشيعية فإن من بقي من النساء والأطفال وعلي بن الحسين السجاد أُخذوا كأسرى مقيّدين بالسلاسل إلى بلاد الشام.
 
وكغالبية دول العالم، يمر العراق بظرف صحي عصيب، يتمثل بانتشار فيروس كورونا، حيث دعت الحكومة إلى تشديد الإجراءات في مراسم الزيارة، واتباع إجراءات الوقاية، ورغم ذلك إلا أنه يتوقع أن تشهد الزيارة توافد عشرات الآلاف من مختلف المحافظات العراقية، ولاسيما من محافظات الوسط والجنوب.
 
وشهدت مراسم هذه السنة حالات جديدة، تمثلت بالتعبير عن مختلف الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية الصعبة التي يمر بها العراق، فمنهم من قام بترديد هتافات ضد الأحزاب المهيمنة على الحكم في العراق، ومنهم من رفع شعارات مطالبة بحصر السلاح بيد الدولة ووضع حد لنفوذ الفصائل المسلحة، فيما ذهب البعض منهم لرفع صور ضحايا الاغتيالات على يد هذه الفصائل، من الناشطين والصحفيين والمشاركين في التظاهرات، كما يطالب آخرون بحل القضايا التي تهم الشارع العراقي، كأزمة البطالة وسوء الخدمات وانتشار الفساد في مؤسسات ودوائر الدولة وغيرها.
 
ومن الظواهر اللافتة في هذه السنة، قيام البعض من المصابين بفيروس كورونا بالمشاركة في المواكب الحسينية، بطريقتهم الخاصة، ويرى البعض أن حجم الطعام الموزع هذه السنة "الثواب"، أقل من المعتاد، بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها العراق.
 
وانتقد ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي، برقيات التعزية التي ينشرها مسؤولون في الدولة وسياسيون، بمناسبة عاشوراء، مطالبين إياهم بالالتفات إلى مطالب الشعب.
 
وكانت مراسم عاشوراء في زمن النظام العراقي السابق محدودة، ومنعت السلطات وقتها المسيرات الراجلة إلى كربلاء.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب