44 غارقاً عملاقاً في مياه البصرة تتطلب شركات عالمية لاستخراجها

29-07-2022
محمد التميمي
 المنصور.. يخت رئيس النظام السابق صدام حسين في مياه شط العرب قرب منطقة العشار
المنصور.. يخت رئيس النظام السابق صدام حسين في مياه شط العرب قرب منطقة العشار
الكلمات الدالة البصرة شط العرب الغوارق
A+ A-

رووداو ديجيتال

مرت عقود من الزمن على غوارق امتدت على طول مصب شط العرب في البصرة، وكأنها أصبحت جزءا من معالمه التي لا تفارق محاسنه، الا ان عملية انتشال هذه الاهداف الضخمة تتطلب جهودا كبيرة وهائلة لتخليص المياه من الاف اطنان الحديد الغاطس في الماء.


وقال المدير العام للشركة العامة لموانئ العراق فرحان الفرطوسي لشبكة رووداو الإعلامية إن "ملف الغوارق من الملفات الشائكة وليست السهلة كون عددها ليس بالقليل، ومنها ذات حجم ووزن كبير جدا مما يتطلب امكانيات شركات عملاقة متخصصة".

وأدخلت بعض من الشركات المحلية لاستخراج الغوارق لكنها لم تنجز اعمالها، وفقا للفرطوسي الذي أكد ان "قسم الغوارق في شركتنا له دور كبير في انتشال اهدف صغيرة".

ولدى الشركة العامة لموانئ العراق "اشبه بالتفاهم مع احدى الشركات العالمية لغرض انتشال الغوارق المتبقية، لكن الى الان لم تصل الى تفاهم"، حسب الفرطوسي.

واعتبر الفرطوسي ان ما يصعّب الامر اكثر بوجه رفع الغوارق قرار مجلس الوزراء العراقي الذي ينص على وجوب انتشال الاهداف بصورة متكاملة، وهذا الموضوع "صعب جدا كون بعض الاهداف يصل حجمها الى 7 الاف طن". 

وعن سبب قرار مجلس الوزراء لفت الفرطوسي الى انه جاء جراء "قيام عدد من الشركات باستقطاع جزء من هذه الغوارق، الذي هو فوق سطح الماء ويتركون الجزء الذي اسفله".

مدير الشركة العامة لموانئ العراق قال "وضعنا ضوابط صارمة جدا حتى نضمن انتشال الغوارق بالكامل"، مضيفا "طلبنا من مجلس الوزراء اعادة النظر بهذا القرار والسماح لشركتنا بانتشال الغوارق بصورة مجزأة حتى يمكن انتشالها بصورة كبيرة".

وتقسم أماكن تواجد الغوارق في البصرة الى4  مناطق، يوجد فيها 95 غارقا انتشل منها 51، وما تبقى 44 آخرا.

وتستغرق المدة لرفع الغوارق البسيطة والثقيلة ما بين 5 أيام الى 6 أشهر، حسب حجم ووزن الغارق، لكن بعضا منها يصعب تقطيعه، ويحتاج الى رافعات عملاقة يتعذر مرورها من اسفل جسور شط العرب.

وعن هذا الموضوع قال مدير قسم الانقاذ البحري ماجد غازي شلش لشبكة رووداو الإعلامية ان "الغارق الذي يكون وزنه اكثر من 100 طن لا يمكن ان نرفعه كجزء واحد لان رافعاتنا محدودة القيمة، فـ 100 طن اعلى شيء لها"،  مضيفا انه "عندما نصادف غارقا ضخما نقطعه الى اجزاء وننتشله تباعا واحدا بعد الاخر مما يتطلب وقتا".

ولفت الى ان "الرافعة ابا ذر استغرقت 6 اشهر لاستخراج غارق من تحت المياه، كاعلى مدة للانتشال، وابسط غارق يستغرق منا من 4- 5 ايام لان غواصين يعملون على رصد وربط الاسلاك ومن ثم الانتشال".

وبشأن الخسائر البشرية التي تواجه فرق انتشال الغوارق قال شلش انه "جرح رجل عندنا وبترت ساقه، وجرح رجل آخر بيده، وتوفي رجل اثناء العمل، فضلا عن حالات الاختناق التي يتعرض لها الغواصون". 

وقسّم شلشل اماكن تواجد الغوارق في مياه البصرة الى "4 مقاطع الاول: يشمل المنطقة من جسر خالد الى جسر الشهيد كنعان، بـ35 غريقا، انتشل منها 13، اما غير المنتشل 22 غريقا".

"المقطع الثاني من جنوب ميناء ابو فلوس الى السد الخارجي هناك 10 غوارق غير منتشلة"، مضيفا ان "المقطع الثالث من ميناء البصرة النفطي الى ميناء ام قصر فيه 23 غارقا المنتشل منها 15 والمتبقي 8".

وأشار الى "المقطع الرابع الذي هو في خور الزبير بـ27 غارقا، المنتشل منها 23، والباقية 4  في الجانب الكويتي"، لافتا الى ان "قسما من هذه الغوارق منذ الحرب الايرانية العراقية".

مدير قسم الانقاذ البحري قال انه "في الاونة الاخيرة كان العمل ممتازا جدا، وتم توجيه العمل بصورة كبيرة،  لكن مشكلتنا الجسور، فالرافعة العملاقة اباذر التي تحمل 2000 طن، لا تستطيع المرور من تحت الجسر الايطالي (محمد باقر الصدر) لان ثوابتها 35 مترا لا تستطيع المرور من اسفله". 

وتحاول الشركة العامة للموانئ ارجاع اذرع الرافعتين حمرين وسلام حتى يعبرا من تحت الجسور، وفقا لشلش.

وفي بعض من دول العالم يتم إغراق السفن أحيانا للمساعدة في تكوين الشعاب المرجانية الاصطناعية، او تكوين بيئة ملائمة لبعض الكائنات بحرية.

وبشأن هذا الموضوع تطرق معاون مسؤول شعبة البيئة في موانئ البصرة منذر عبود عبد الجليل الى  ان "بعضا من دول العالم تستفيد من الغوارق البحرية وتغرقها في بعض الاماكن لتكاثر الاحياء البحرية، ولكي تكون بيئة متكاملة هادئة دون امواج ومخاطر، فتعتبر ملاذا امنا لها فتتكاثر في هذه الاماكن وتصبح بيئة طبيعية، ومحمية كاملة لها".

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب