بصريون يخيّرون البرلمان العراقي: اقليم البصرة بحال اعتبار الزبير محافظة

29-03-2025
الكلمات الدالة اقليم البصرة الزبير
A+ A-
رووداو ديجيتال

حذّر ناشطون في محافظة البصرة، 550 كم جنوبي العراق، من مساعي تحويل قضاء الزبير الى محافظة، مشيرين الى أنهم بحال تم اتخاذ هذه الخطوة فستكون مطالبهم بتحويل كل أقضية البصرة الى محافظات ومن ثم المطالبة بانشاء اقليم البصرة.
 
وعقد مجموعة من الناشطين مؤتمراً صحفياً، قال ممثلهم فيه: "قبل كل انتخابات يطل علينا نفر من السياسيين ببدعة فصل قضاء الزبير عن محافظة البصرة وتحويله الى محافظة جديدة، تحت ذرائع واهية ولأغراض انتخابية لا تخفى على كل ذي بصيرة".
 
وأضاف: "كجماهير بصرية نود أن نفهم هؤلاء السياسيين بأن مدينة البصرة عندما تأسست عام 14 للهجرة هي نفسها المنطقة التي يطلق عليها الآن الزبير، وفي هذه المدينة يوجد مسجد البصرة وهو ثاني أقدم مسجد في العالم بني بعد المسجد النبوي والذي يطلق عليه البصريون مسجد الخطوة، كما ألقى في هذا المسجد الامام علي بن أبي طالب (ع) خطبته الموجهة الى أهالي البصرة بعد معركة الجمل، وأيضاً في هذا المسجد ألقى الحجاج بن يوسف الثقفي خطبته الشهيرة لأهالي البصرة".
 
وتابع أنه "في هذه المدينة كان سوق المربد حيث يتبارى الفرزدق وجرير بالشعر، وفي هذه المدينة عاش ومات ودفن الحسن البصري ورابعة العدوية، بالتالي انتم كمن يدعو لفصل البصرة عن البصرة. ما لكم كيف تحكمون؟".
 
وأوضح المتحدث بالنيابة عن الناشطين: "اننا كمواطنين بصريين نؤكد أن التنمية الاقتصادية لمدينة البصرة بشكل عام وأقضيتها بشكل خاص لا تأتي عن طريق تقسيمها، بل عن طريق العدالة الصحيحة للادارة اللامركزية كما نص الدستور في الحكم، سواء كانت لامركزية ادارية أو لامركزية سياسية، واعطاء المزيد من الصلاحيات الادارية والمالية للحكومات المحلية للمحافظات والأقضية، حسب ما نص على ذلك الدستور والقوانين النافذة".
 
"كما نعلن شجبنا لكل دعوات التقسيم لمدينتنا، ونعده تهديداً وجودياً لها ومسخاً لارثها الحضاري والتاريخي، ونهيب بالمجتمع البصري والحكومة المحلية ومجلس المحافظة العمل بكل الوسائل الممكنة لإجهاض هذا المخطط"، وفق كلامه، محذّراً من أنه "في حال اصرار البرلمان على تقسيم البصرة فاننا نطالب مجلس المحافظة بتقديم طلب لإقامة اقليم البصرة وتحويل كل أقضية البصرة الى محافظات ضمن هذا الاقليم، للحفاظ على وحدة أراضي ومجتمع البصرة".
 
 
أثير لغط كبير مؤخراً عقب دعوة عدد من نواب كتلة "صادقون" التي تمثل فصيل "عصائب أهل الحق"، وكذلك نواب شيعة من باقي الكتل، بتحويل قضاء الزبير في غرب محافظة البصرة، الى محافظة.
 
قضاء الزبير، الغني بالنفط والذي ينتج يومياً نحو 200 ألف برميل، استحدث يوم 2 كانون الأول سنة 1964، وتبلغ مساحته 11618 كيلومتراً مربعاً.
 
من جانبه، أبدى محافظ البصرة أسعد العيداني، رفضه لاقتطاع الزبير من البصرة وتحويلها الى محافظة، عازياً ذلك الى أن الظروف "غير ملائمة الآن لتشكيل اقاليم".
 
وقال العيداني في تسجيل صوتي: "اذا أردنا الذهاب الى هذا الموضوع، وكل قضاء ممكن يتحول الى محافظة، ولذلك البصرة ستكون ست محافظات"، مردفاً أن "القرنة أقدم بهذا الموضوع، وقضاء المدينة أيضاً، وقضاء شط العرب وأبي الخصيب وممكن قضاء سفوان، لذا ممكن أن تتحول هذه الأقضية إلى محافظات، وبعدها علينا نحن أهل البصرة أن ندعو إلى إقليم، والدستور سمح لنا أن نذهب إلى الأقاليم".
 
محافظ البصرة، أضاف أنه "اذا ذهبنا إلى كل قائمقامية لتكون محافظة علينا أن نذهب وممكن أن نجعل كل محافظة من هذه المحافظات الثلاث إقليماً، أو نذهب إلى ثلاث محافظات لتكون إقليماً، ويكون إقليم آخر في موقع ما أسوة بإقليم كوردستان".
 
ونبّه الى أن "الدستور سمح لنا بذلك (انشاء اقاليم)، لكن فكر هؤلاء بالظروف الآن وهل فكروا بتماسك هذه المحافظة؟ أو أنهم مجرد فكروا بأن لديهم النفط والميناء وعندنا 400 ألف نسمة ويجب أن نكون محافظة؟".
 
وانطلقت دعوات إقليم البصرة في وقت مبكر بعد الاجتياح الأميركي في 2003، لتكرار تجربة اقليم كوردستان، الإقليم الوحيد في العراق إلى اليوم، لكنها لم تتكلل بالنجاح لأسباب عدة، منها عدم موافقة الحكومة في بغداد على السير بالإجراءات القانونية لإعلان الإقليم. 
 
ينص الدستور العراقي الدائم على حق "كل محافظة أو أكثر، في تكوين إقليم بناء على طلب بالاستفتاء عليه".
 
تتم العملية بإحدى طريقتين: "طلب من ثلث الأعضاء في كل مجلس من مجالس المحافظات التي تروم تكوين الإقليم، أو طلب من عُشر الناخبين في كل محافظة من المحافظات التي تروم تكوين الإقليم". 
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب