رووداو – أربيل
أكد القيادي في تيار الحكمة، محمد الحسيني، وجود تفاهم متبادل بين نواة الكتلة الأكبر التي أعلن عنها مؤخراً وتضم إلى جانب التيار الذي يقوده عمار الحكيم، كلاً من سائرون بقيادة مقتدى الصدر والنصر (حيدر العبادي) وائتلاف الوطنية (إياد علاوي) من جهة والحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني من جهة أخرى، مبيناً أن "مطالب الكورد جاءت ضمن السقوف القانونية والدستورية".
وقال الحسيني لشبكة رووداو الإعلامية إن "الكتلة الأكبر عدداً حتى الآن هي النواة التي أعلن عنها في فندق بابل ونحن نركز على مفردة (النواة) لحين دعوة بقية الأطراف لتكون مؤثرة في الإعلان عن هذه الكتلة التي لا يمكن إلا أن تكون وطنية بامتياز أي تمثل كل المكونات وأن تكون فاعلة فيها".
وأضاف أن "الحراك السياسي جارٍ على قدم وساق وهناك حوارات لتحويلها إلى كتلة أكبر قادرة على تشكيل حكومة تخدم العراقيين".
وبشأن نتائج المفاوضات التي أجراها وفد رباعي في أربيل يوم أمس، قال القيادي في تيار الحكمة إن "الكورد أبدوا تفاهماً كبيراً للاستحقاقات الوطنية وهناك تقارب كبير بين نواة الكتلة الأكبر والكورد وهناك تفاهم متبادل بضرورة مراعاة الاستحقاقات".
وتابع أن "مطالب الكورد كانت ضمن السقف القانوني والدستوري وهي حقوق للشعب الكوردي، ونتفهم حرص القادة الكورد على استحقاقات الشعب الكوردي"، لافتالً إلى "الاتفاق على تشكيل لجان مشتركة بين الطرفين لمتابعة التفاصيل وحسم بعض القضايا لأنها لا تحل بالإرغام على الدخول للكتلة بدون قناعة".
وشدد على أنه "نهدف لإيجاد قناعات راسخة من أجل أن تكون الحكومة المقبلة مستقرة وقادرة على الديمومة لأربع سنوات وهناك تواصل وبحث في هذه المواضيع التي تحسم بقناعة كل الأطراف من أجل إيجاد أرضية سياسية تهيئ لذلك".
وأشار إلى أنه "من حق كل القوى السياسية في نواة الكتلة الأكبر ترشيح أي شخصية لمنصب رئيس الوزراء"، موضحاً أن "العبادي مرشح النصر وهو من الأسماء المطروحة لكن لا يجب أن تستوقفنا الاسماء بل علينا العمل على الخطوط العامة ومن ثم مناقشة الأسماء لأن التوقف عند التفاصيل يعني وضع العصا في عجلة المفاوضات".
وذكر الحسيني: "لدينا في تيار الحكمة كمٌ كافٍ من الشخصيات الشبابية الكفوءة والتكنوقراط التي لم تجرب سابقاً والقادرة على إدارة البلاد بصورة احترافية لكننا أخلينا مسؤليتنا ووضعنا الكرة في ملعب الكتل الأكبر عدداً وليس القوى أو الأحزاب لأننا في المرتبة الثانية بعد الحزب الديمقراطي".
وأوضح أن "الأسماء لن تمرر بدون قبول الاطراف الوطنية بها ضمن المواصفات التي وضعتها المرجعية ووجود كابينة حكومية قادرة على دعم الشخصية، إضافة إلى وجود تحالف متين ورصين يدعم الشخصية والكابينة من أجل ضمان نجاح الحكومة لأنه بدون ذلك لن يدوم نجاحها طويلاً".
ووصل أمس الإثنين، 27 آب، 2018، وفد عن ائتلاف النصر وتحالف سائرون وتيار الحكمة وائتلاف الوطنية، إلى أربيل، للاجتماع مع مسؤولين في الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني بشأن تشكيل الحكومة المقبلة، حيث التقى بالرئيس مسعود البارزاني تلاه اجتماع مع المكتبين السياسيين للحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني.
وضم الوفد يتألف كلاً من نصار الربيعي وجاسم الحلفي من تحالف سائرون، وعدنان الزرفي وخالد العبيدي من ائتلاف النصر، وأحمد الفتلاوي وعبدالله الزيدي عن تيار الحكمة، إلى جانب كاظم الشمري ورعد الدهلكي من ائتلاف الوطنية.
تجدر الإشارة إلى أن الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني الكوردستانيين يخوضان مفاوضات تشكيل الحكومة العراقية على أساس برنامج مشترك مؤلف من 27 نقطة، وسبق أن دعا بقية الأطراف إلى الانضمام إليها مع إمكانية إضافة نقاط جديدة إلى البرنامج، ولدى الحزب الديمقراطي الكوردستاني 25 مقعداً في مجلس النواب العراقي الجديد، بينما حصد الاتحاد الوطني 18 مقعداً، وهو ما سيجعل مجموع مقاعد الحزبين مجتمعين 43 مقعداً.
وأمس الإثنين، 27 آب، 2018، دعا رئيس الجمهورية، فؤاد معصوم، البرلمان الجديد للانعقاد في 3 أيلول المقبل، مؤكداً أنه أجرى "حوارات عديدة ومعمقة مع كافة القوى السياسية بشأن الإسراع في حسم تفاهماتها السياسية لإنجاز الاستحقاقات الدستورية المترتبة على انعقاد المجلس وما تليها من اختيار لرئيس المجلس ونائبيه وفتح باب الترشيح لانتخاب رئيس للجمهورية ومن ثم تكليف مرشح الكتلة النيابية الأكثر عدداً لتشكيل الحكومة".
وسيتولى البرلمان انتخاب رئيس جديد للجمهورية بأغلبية ثلثي النواب خلال 30 يوماً من انعقاد الجلسة الأولى، ثم يكلف الرئيس الجديد مرشح الكتلة الأكبر في البرلمان بتشكيل الحكومة، ويكون أمام رئيس الوزراء المكلف 30 يوماً لتشكيل الحكومة وعرضها على البرلمان للموافقة عليها.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً