"مسرح الشارع".. شباب الكوت ينتقدون الأداء الحكومي بمشاهد تمثيلية ساخرة

28-07-2018
رووداو
جانب من المسرحية
جانب من المسرحية
الكلمات الدالة الكوت العراق مظاهرات
A+ A-

رووداو – أربيل

تحول رصيف صغير على طريق محاذ لنهر دجلة في مدينة الكوت جنوب بغداد، إلى  مسرح أسبوعي يعتليه خالد العتبي مع رفاقه الهواة، لرفع الصوت ضد الفساد  في العراق الذي يشهد أزمات دفعت الآلاف للخروج في تظاهرات منذ نحو أسبوعين.

في مدينة الكوت كبرى مدن محافظة واسط، يقيم هؤلاء الهواة منذ عامين،  مسرحيات تدعو إلى معالجة الفساد الذي يعاني منه العراق، صاحب المرتبة  الـ12 على لائحة الفساد العالمي.

وقال خالد العتبي، وهو أحد مؤسسي "شارع دجلة الثقافي": "تعهدنا بملاحقة كل سلبية موجودة في المحافظة،  فنبني عليها مشهداً تمثيلياً ساخراً ونعرضه في شارع دجلة. تلقينا الكثير من  الاعجاب والتهاني كوننا ننقل الأحداث الواسطية الى الشارع، فكما تعلم فان  المسرح رسالة".

المسرحية التي قدمها العتبي هذه المرة مع أصدقائه تركز على الفساد  الإداري في المؤسسات الحكومية، بحضور جمهور من المشاهدين احتشدوا حول  طاولة ترمز لمقر حكومي.

ويتعرض العتبي الذي لعب دور مسؤول حكومي، لضغوط عاملين في دائرته كانوا  يتحدثون إليه وكأنهم أرفع شأناً قبل أن يوجهوا له تهديدات على أساس  انتماءاتهم السياسية.
ويقول العتبي (42 عاماً) الذي يتولى إخراج مشاهد المسرحيات وغالباً ما يمثل  فيها، إن "المسرح رسالة"، مضيفاً: "ما نقدمه بطريقة ساخرة، يهدف إلى  انتقاد مظاهر سلبية كالفساد أو نقص الخدمات أو التقاليد العشائرية"، في  إشارة إلى النزاعات الدامية بين العشائر التي تودي بحياة كثيرين في العراق.

بدأت أنشطة هذه الفرقة نهاية العام 2016، عبر تنظيم فعاليات ثقافية في  شارع الكورنيش على نهر دجلة، وبات الجانب الذي يشهد العرض المسرحي وإلقاء  الشعر وعرض الكتب يعرف مذاك بـ"شارع دجلة الثقافي".

وقال الشاعر، كريم البهادلي: "يعتبر  (شارع دجلة الثقافي) متنفساً ثقافياً رئيسياً للأدباء والجمهور والشعراء والشباب في محافظة واسط، يتجمع فيه الشباب والأدباء من المحافظة لينفسوا عما بداخلهم، فقد تعب الشعب العراقي كثيراً".

من دون أن يأتي الممثلون على ذكر أسماء، يقدم مسرح شارع الكوت عروضا  واضحة المغزى، وكأنه يعلن مع بداية كل عرض أن "ما سترونه مأخوذ عن قصة  حقيقية، والشخصيات الموجودة في هذه المسرحية، تمت للواقع بصلة"، وتتباين ردود أفعال الحضور بين الضحك والحسرة.

لم تقف الانتقادات في طريق خالد ورفاقه لمواصلة مهمته بحسب ما يرى أبو علي  (49 عاماً) معلم مدرسة ابتدائية، كان يشارك الحاضرين بمتابعة إحدى  المسرحيات، ويقول أبو علي "هنا يمكن مخاطبة المسؤولين ومعالجة مشاكل المجتمع".

ويشير جلال شاطي (46 عاما) وهو صحافي محلي وأحد ممثلي الفرقة المسرحية،  كيف تلقى المسرحيات التي تنتقد المرشحين للانتخابات ترحيبا كبيراً، ففي أحد العروض، انتقد شاطي ورفاقه مرشحين للانتخابات التشريعية التي  شهدها العراق في 12 أيار/مايو الماضي، من خلال السخرية من إعلاناتهم.

ورغم ترحيب الكثيرين، لا يخلو الأمر من بعض الانتقادات على مواقع التواصل  الاجتماعي، حيث يرى البعض ان الأمر مبالغ به أو يدعو الممثلين إلى  الابتعاد عن انتقاد أحزاب معينة.

وليست مفارقة أن تشهد محافظات جنوب العراق، وخصوصاً البصرة التي تعد  المنفذ البحري الوحيد للبلاد والأغنى بالثروة النفطية، تظاهرات متلاحقة  منذ حوالي أسبوعين، تطالب بالقضاء على الفساد الذي يعد سبباً رئيسياً لارتفاع معدلات البطالة وسوء الخدمات العامة، خصوصا الكهرباء.


تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب