رووداو ديجيتال 
في مقهى (مەچکۆ)، بالعربية (مجكو) الكوردية الشهيرة التي تقع عند سفح قلعة اربيل والمزدحمة بالزبائن من كل مدن العراق، التقيت الشاب حكيم بكر، 23 عام، من اهالي الرمادي، يعمل في قطاع البناء باربيل، كان يدردش مع ابن عمه، وليد احمد، والذي يكبره بعامين، حول اسعار البطاقات الانتخابية وكم بلغ سعرها في الرمادي، الفضول الصحفي دفعني لاشاركهما الحديث، فانا شخصيا لا اعرف تفاصيل بيع البطاقات الانتخابية وهل هذا يعني ان يسلم الناخب بطاقته الانتخابية لمن يدفع ام ماذا؟.
صحح حكيم لي المعلومة وقال، بعد ان عرف باني من شبكة رووداو الاعلامية، بان"الناخب وبعد ان يظهر بطاقته الانتخابية للمرشح او من ينوب عنه سيدفع له مبلغ من المال مقابل ان يقسم البائع، الناخب، باغلظ الايمان بانه سينتخبه". سالته" وهل ستفعل ذلك؟، اجاب مؤكدا "نعم سافعل هذا لانني كنت قد قررت ان لا انتخب اي مرشح في الرمادي كون النواب السابقين لم يقدموا لنا اي شيء لكن اسعار البطاقات الانتخابية هناك بدأت ترتفع وبلغ سعرهاحتى الان 150 الف دينار واتوقع ان هذا الرقم سيرتفع مع قرب الانتخابات".
وليد، ابن عمه، هو الاخر يعمل في اربيل بقطاع البناء، اوضح قائلا" لم نستفد من من انتخبناهم مجانا والان قررنا انا وابناء عمي ان نبيع بطاقاتنا في الاقل سنحصل على بعض الاموال لاننا نعرف بانهم سيصلون الى البرلمان سواء بعنا بطاقتنا لهم ام لا". مضيفا" لو كان هناك من يحرص على الرمادي وابنائها لما جئنا نعمل بالبناء في اربيل، نعم صاحب العمل انسان كوردي طيب وتعامله جيد معنا، لكننا ناخذ مبلغ 30 الف دينار يوميا (8 ساعات) وهذا المبلغ يكفي للطعام والسكن مع بعض في غرفة بفندق رخيص قرب القلعة وما يتبقى ناخذه الى عوائلنا".
سألته عن سبب عمله في اربيل وليس في الرمادي؟، قال" ليست هناك فرص عمل في مدينة الرمادي او بعموم الانبار، والا لماذا نتحمل الغربة والابتعاد عن اهلنا واطفالنا؟". مستطردا بحديثه" لهذه الاسباب نضطر الى بيع بطاقاتنا الانتخابية والتي اتوقع ان يصل سعرها الى 250 الف دينار قبيل الانتخابات".
تحسين سلام شاب من بغداد، 33 عام، يعمل في مطعم بمدينة عين كاوة في اربيل منذ خمس سنوات، قال" كنت لا اشارك في التصويت بالانتخابات السابقة، لكن اصدقائي وابناء خالتي في منطقة بغداد الجديدة نصحوني ان ابيع بطاقتي الانتخابية في الاقل احصل على مبلغ من المال بدلا من لا شيء، ثم ان المرشحين هم انفسهم من سيفوزون سواء بعت لهم بطاقتي ام لا". وعن مدى شرعية هذا الاجراء، الحصول على المال مقابل اداء القسم بانتخاب هذا المرشح او ذاك، قال" واين الشرعية في كل الانتخابات، بطاقتي لن تفسد الانتخابات بينما التزوير والتهديد هي من تفسد الانتخابات ولا تجعلها شرعية.وهؤلاء الذين يحصلون على مقاعد برلمانية ماذا قدموا للعراق والعراقيين وهل رواتبهم وامتيازاتهم حلال؟".
ويعترف الشاب سعد خضير( 36 عام، وهم من منطقة الفضل، احدى محلات بغداد القديمة، قائلا" في الانتخابات السابقة بعت بطاقتي الانتخابية بمئة الف دينار لمرشح لم اكن اعرفه، لكنني ادركت الخطأ الذي ارتكبته وانا اما صندوق الاقتراع، فغيرت رايي وانتخبت غيره وقلت لنفسي سيسامحني الله على هذا التصرف لان المرشحين يستغلون ظروف الناس وحاجتهم للمال وبدلا من ان يعملوا على تحسين ظروف الناس يستغلونهم ببشاعة".
خضير نجار في سوق الاثاث المستعملة بسوق شيخ الله قرب قلعة اربيل منذ ثلاثة اعوام وعائلته في بغداد، قال" ازور عائلتي لمدة اسبوع كل شهرين والاجور لا تكاد تكفي للحياة هنا او في بغداد..كنت اعمل في محلات الاثاث بمنطقة الصالحية في بغداد (أشد غرف) لكن هذه المحلات اغلقت ابوابها وتحولت الى مطاعم ومقاهي".
ويكشف مروان سعدي، 38 عام، الذي يعمل في قطاع المواشي، وهو من قضاء سامراء عن ان" هناك تجار جملة لشراء البطاقات الانتخابية، حيث يشترون المئات من البطاقات باسعار منخفضة من الناخبين ومن ثم بيعها باسعار اعلى لكبار المرشحين، وابنا عمومتي في سامراء باعوا بطاقاتهم بسعر 85 الف دينار لكنني انتظر ارتفاع الاسعار لبيع بطاقتي".
وعن سبب وجوده في اربيل قال" كنا نعمل في ضريح الامامين العسكري( علي الهادي والحسن العسكري) في سامراء، نشتري ونبيع ونذبح ونسلخ الخراف كنذور، وهذه كانت مهنة اجدادنا وآبائنا، لكن منذ تفجير ضريح الامامين العسكري (حدثت في 22 فبراير 2006) تم ابعادنا عن الضريح لاسباب طائفية وانتقلت لاربيل لاعمل مع ابن عمي في هذه المهنة والحمد لله على كل شيء".
 
     
					 
                                                                         
                                                                                 
                                             
                                                 
                                                 
                                                 
                                                
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً