رووداو ديجيتال
مخيم الجدعة في ناحية القيارة في محافظة نينوى، الذي يبعد حوالي خمسة وستين كيلومتراً عن مركز مدينة الموصل، والذي يستوعب 2000 خيمة للنازحين، ما يعادل ألفي عائلة، يضم مركزاً لتأهيل الاسر العائدة من مخيم الهول السوري.
يقول مدير دائرة الهجرة والمهجرين فرع نينوى، خالد عبد الكريم إسماعيل، لشبكة رووداو الاعلامية ان دائرة الهجرة استقبلت أكثر من 5 وجبات، بما يعادل 660 عائلة عراقية، بـ 178 فرداً، في مركز الجدعة حتى الان، مضيفاً ان اؤلئك الافراد دخلوا في مراحل تأهيلية بالمركز.
وأوضح ان هناك عدداً من المنظمات المحلية والدولية التي تشارك في ادارة واعادة تأهيل العوائل فيه وبمجرد انتهاء العوائل من العلاج النفسي، يغادرون المركز إلى بيوتهم آمنين، مشيرا الى ان أكثر من 394 عائلة عادت إلى مناطقها.
مدير دائرة الهجرة والمهجرين في نينوى لفت الى ان غالبية العوائل المقيمة في المركز هي من تلك المحافظات التي تعرضت لعصابات داعش، أكثرها الأنبار عدداً، ونينوى في المرتية الثانية، بينما تأتي صلاح الدين في المرتبة الثالثة، اضافة الى عدد منهم من محافظتي بغداد وديالى.
يجري ادخال هذه العوائل النازحة في مراحل تأهيلية في مركز الجدعة، بالتعاون مع عدد من المنظمات الانسانية، قبل السماح لعودتهم الى مناطقهم، في الانبار وصلاح الدين وديالى وبغداد، وغيرها من المناطق، والتي ربها تستغرق شهرين أو ثلاثة أشهر وربما أكثر.
الساكنون في هذا المخيم، يرون أنه أفضل بكثير من مخيم الهول، الذي عانوا فيه الكثير من المضايقات وشاهدوا عمليات قتل وطعن وابتزاز وغيرها.
ويقول النازح العراقي، محمود إبراهيم مطر، وهو من محافظة الأنبار، تولد 1995، لشبكة رووداو الاعلامية انه بقي في مخيم الهول 4 سنوات ونصف، حيث كان المخيم يضم سوريين وعراقيين وأجانب، ثمّ بدأت اجراءات التضييق الأمني بعدم الخروج والحركة، حتى لو كان بغرض العلاج.
ولفت الى أن أول حالة قتل في المخيم كانت بسبب الطعن في "شرف فتاة" وأدى ذلك إلى مقتل الجاني بسلاح أبيض، لكن بعد فترة بدأ السلاح يدخل إلى المخيم، مبينا ان "أكثرية حالات التهديد كانت تأتي تحذيرية بعدم العمل في المنظمات الانسانية العاملة داخل المخيم، وأخرى بالتعامل مع إدارة المخيم، وحالات اعتداء تتعلق بالابتزاز الجنسي (طلب 2500 دولار أميركي)"، وفقاً لكلامه.
لكل اسرة في هذا المخيم قصة، فمنهم من لا يمتلكون وثائق رسمية تثبت عراقيتهم، جراء تداعيات احتلال تنظيم داعش مناطقهم، وخروجهم جراء المعارك الى سوريا، ومن ثم عودتهم الى البلاد، علما انه التهمة الأساسية لهذه العوائل هي انتسابها، أو على الاقل انتساب احد افرادها الى تنظيم داعش.
النازحة من الأنبار "رندة" والتي تقيم في مخيم الجدعة، شكت من أن أطفالها الأربعة بلا مستمسكات، مشيرة في حديثها الى شبكة رووداو الاعلامية ان "الوضع في مخيم الجدعة أفضل من مخيم الهول في سوريا"، حيث عاشوا "في قلق وظروف نفسية صعبة"، مضيفةً أن المنظمات الإنسانية ووزارة الهجرة والمهرجين توفر كل احتياجاتهم.
رندة تحدثت بشأن رغبتها في العودة إلى منطقتها في الأنبار، مبيّنةً بأن احداً لم يمنعها من العودة، لكن مشكلتها تمكن في "غياب المستمسكات"، حيث لا يملك أطفالها الأربعة الأوراق الثبوية، فيما زوجها معتقل، مستطردة بأنها قدمت طلباً للحصول على المستمسكات لهم، وتلقت وعداً بالمساعدة.
الاطفال الصغار في هذا المخيم يتم اشراكهم في فعاليات متنوعة، بهدف تأهليهم واخراجهم من البيئة المتشددة التي عاشوها خلال فترة احتلال التنظيم لمدنهم ومن ثم دخولهم المخيمات، ويأملون ان يتوجهوا في المستقبل الى مقاعد الدراسة، أسوة بأقرانهم في باقي مناطق العراق، فيما ترتسم على وجوههم تساؤلات عن مصير مجهول قد يواجهونه خلال عودتهم الى مناطقهم، والتي لازالت النيران تغلي داخل قلوب من فقدوا أحبتهم هناك على يد التنظيم ومن تعاون معهم من هذه العوائل في المخيم، وسط مخاوف من حدوث حالات ثأر انتقامية.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً