عدنان الباجه جي: العائلة المالكة استسلمت فجر 14 تموز لكن العسكر امطروهم بالرصاص ومثلوا بجثث الوصي والسعيد ونجله صباح

26-12-2021
معد فياض
معد فياض
A+ A-

رووداو ديجيتال

تنشر رووداو على حلقات كتاب "عدنان الباجه جي.. رجل بين قرنين"، فهذا الدبلوماسي الذي مثّل العراق في الأمم المتحدة لأكثر من 50 عاماً، وتبوأ منصب وزير الخارجية في الستينيات، ولد في بدايات القرن الماضي، ورحل في الربع الأول من القرن الحالي، وبهذا يكون بالفعل قد عاش بين قرنين مزدحمين بالأحداث العراقية والعربية والدولية.. كما التقى الملك فيصل الأول، مؤسس العراق الحديث، وعاصر كل رؤساء حكومات العهد الملكي ورؤساء الجمهوريات العراقية وصولاً إلى صدام حسين وما بعده. هذا الكتاب ليس مذكرات بالمعنى التقليدي، لم يكتبها الباجه جي بنفسه، بل هو صفحات بارزة من حياته، وتطلّب إنجازه المرور بمراحل عدة وعلى مدى أكثر من سبع سنوات، وعبر محطات بدأت في لندن عام 2010 وانتهت في أبو ظبي عام 2017.. أنا أسأل وهو يسرد بدقة.. كنا نتناقش، ونحلل، ونبحث، ونمضي خلال أزمنة ودروب وأزقة تنطلق من حي السنك في شارع الرشيد، حيث ترعرع الباجه جي، ونذهب إلى مدن بعيدة، نجتاز بحاراً وقارات لنتتبع قصصاً وأحداثاً وشخوصاً وتواريخ.. تحدثنا عن السياسة والمدن والأزياء وأسلوب حياة المجتمع العراقي خلال مائة عام تقريباً.
 
الحلقة (16)

فجر الفجيعة

إن ما حدث صبيحة 14 يوليو (تموز) 1958 كان فاجعا لكل العراقيين، فقد تم قتل العائلة المالكة، بدءا بالعاهل العراقي، الملك الشاب فيصل الثاني، وأفراد أسرته من نساء وأطفال وخدم، واستباح الغوغاء قصر الرحاب الذي كانت تقيم به العائلة المالكة في الحارثية بجانب الكرخ من بغداد.

ويتداول العراقيون قصص عديدة عن مقتل العائلة المالكة، وأكثرها قربا للمصداقية هي ان العائلة المالكة خرجت الى باحة قصر الرحاب بعد ان أمر الملك فيصل الثاني حرسه بعدم اطلاق النار على الجنود الذين حاصروا القصر، وأن جدة الملك من والدته كانت قد رفعت نسخة من القرآن الكريم فوق رأس الملك الشاب وتوسلت بالعسكر ان يبقوا على حياته، لكن الجنود امطروهم بالرصاص. العراقيون، من كبار السن، يؤكدون ان كل المآسي التي حدثت في العراق كانت بسبب أثم هذه الفاجعة وهذه الجريمة البشعة.

وهناك من يُبعد عن (الضباط الاحرار) وفي مقدمتهم عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف تهمة قتل العائلة المالكة، مشيرين الى ان مقتل العائلة المالكة لم يكن مقررا من قبل الضباط الاحرار، ولو كان هذا الامر صحيح لكانوا، ونعني الضباط الاحرار، قاسم وعارف، قد ابعدوا مسبقا العائلة المالكة الى موقع آمن وحافظوا على حياتهم، لكن القتل ومن ثم التمثيل بجثث الوصي عبد الاله ورئيس الوزراء نوري السعيد ونجله صباح سمة العسكر المتعطشين للدم.

يوضح عدنان الباجه جي، قائلا: "كان بين الضباط الأحرار الذين قادوا الانقلاب العسكري اختلاف في الآراء حول مصير الملك فيصل الثاني، فقِسم منهم كان مع قتله كي لا يتحول إلى رمز للمقاومة ضد الجمهورية الحديثة، وقسم آخر قال إن الملك لا علاقة له بما جرى وإنه لم يكن صاحب قرار، أما العائلة المالكة من نساء وأطفال فبالتأكيد لم يكن هناك أي قرار للمسّ بهم، هكذا عرفتُ بعد الثورة، فالعائلة المالكة استسلمت بلا أدنى مقاومة، لكن عبد الستار العبوسي الذي هجم على قصر الرحاب، حيث كان يقيم الملك وعائلته، فجأة فتح النار على العائلة وأمطرهم بالرصاص، ويقال إنه لم يكن سويا أو طبيعيا من الناحية النفسية حتى إنه انتحر بعد هذه الحادثة، ونجت الزوجة الأخيرة للأمير عبد الإله، ابنة أمير ربيعة، إذ جُرحت في ساقها وأنقذها شخص من مدينة الكوت (مركز محافظة واسط اليوم)، وكان على معرفة بعائلتها، كما نجت الأميرة بديعة خالة الملك فيصل الثاني لأنها لم تكن في قصر الرحاب بل كانت في بيتها بحي الأميرات بالمنصور على مقربة من قصر الرحاب، ولجأت مع عائلتها إلى السفارة السعودية ببغداد التي تقع في حي المنصور. وقُتل الملك فيصل الثاني وجدته لأمه الملكة نفيسة والدة عبد الإله والملكة عالية (زوجة الملك غازي وأم الملك فيصل الثاني التي كانت قد توُفّيت عام 1950 بالسرطان)، وابنتها الكبيرة الأميرة عابدية وبعض الخدم".



يصمت الباجه جي قليلا وقد تسلل إليه الحزن جراء تذكُّر هذه الحادثة المأساوية، ثم يقول: "لقد تألمت كثيرا لمقتل الملك فيصل الثاني والعائلة المالكة ورئيس الوزراء نوري السعيد وما جرى من تمثيل لجثته وابنه صباح"، ويكرر الباجه جي رأيه في نوري السعيد قائلا"السعيد كان رجلا عراقيا وطنيا ومخلصا لبلده وشعبه بمعنى الكلمة ووحدوي الأفكار وعربي الانتماء، وهو من عمل على تأسيس العراق وشارك في بنائه، وجل خطئه مثلما ذكرت سابقا هو تحالفه مع البريطانيين وعلاقاته مع أميركا، ولو كان قد انسحب من حلف بغداد بعد العدوان الثلاثي على مصر لكان حصل على تأييد شعبي كبير، فالبقاء في معاهدة مع بريطانيا بعد هذا العدوان كان فيه استفزاز لمشاعر العراقيين القومية ولكل العرب، وسبب بقائه في هذا الحلف هو خوفه المبالَغ فيه من الشيوعيين، فالحزب الشيوعي العراقي لم يكن يشكل خطرا حقيقيا على الحكومة أو البلاط، أنا أفهم مخاوف تركيا أو إيران مثلا من الشيوعيين لكونهم قريبين من الاتحاد السوفياتي، لكن العراق بعيد عن الخطر الشيوعي جغرافيا، ومع ذلك فالسعيد رجل وطني لم يكن يستحق ما جرى له. لقد كان مقررا قتله خلال ثورة يوليو (تموز) وكذلك قُتل الأمير عبد الإله".

أيام تموز السوداء

لقد فعل ما فعل العسكر والغوغاء من مداهمات واعتقالات وإعدامات انتقامية يومذاك، وحسب الباجه جي فقد "اعتقلوا بعض الوزراء وصدرت أوامر باعتقال البعض الآخر، مثلا صدرت مذكرة بمصادرة أموال علي جودة الأيوبي، والد زوجتي باعتباره رئيس وزراء في العهد الملكي، بينما لم يتعرضوا لوالدي لأنهم كانوا يعتبرونه ضمن المعارضة للبلاط والحكومة آنذاك، وهو فعلا كان معارضا، وعلى العموم والدي والأيوبي كانا في سويسرا وقتذاك". 

في حمأة احتدام هذه الذكرى في ضمير الباجه جي فإنه يتذكر هذه القصة: "كان وزير الدولة لشؤون الدفاع في حكومة الاتحاد العربي (بين العراق والأردن) اللواء الطيار العسكري سامي فتاح، وهو من مدينة الموصل، في زيارة لوزير الدفاع ونائب رئيس الوزراء الأردنيين، إبراهيم هاشم وسليمان طوقان، اللذين كانا يقيمان في فندق بغداد (في شارع السعدون)، فهجم الجنود والناس الهائجة على الفندق وقتلوا كلا من هاشم وطوقان، وتعرض فتاح للضرب، وفي اللحظة التي أرادوا فيها قتله تَعرّفه عريف في الجيش فسحبه وأنقذه من الموت، لكنهم أخذوه إلى المعتقل، وهناك قال له الضباط الذين كانوا يحققون مع المعتقلين متشفين به: (ها سامي فتاح وصلت إلى هنا)، فأجاب قائلا بلهجته المصلاوية: (كنت اقشعتوا الشعب العراقي في عنفوان نجابته)، أي (كنت قد شاهدت الشعب العراقي في عنفوان شهامته)".

تدويل القضية العراقية

بعد الثورة مباشرة بعث الأميركان قواتهم إلى لبنان والبريطانيين إلى الأردن مما دفع الاتحاد السوفياتي ومصر إلى الاحتجاج واعتبار هذا العمل غير مشروع، فرفعت القضية في مجلس الأمن، ولم يتوصلوا في مجلس الأمن إلى نتيجة فتقرر إحالة الموضوع إلى دورة خاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة.

يشرح الباجه جي: "العراق شارك في هذه الدورة بوفد برئاسة وزير الخارجية عبد الجبار جومرد الذي طلب مني أن أكون ضمن الوفد المسافر إلى نيويورك. أنا في سري فرحت كثيرا، وقلت له: (أنا لا أستطيع أن أترك عائلتي وحدها في هذه الظروف)، فقد كان السفر ممنوعا وقتذاك، لهذا اتصلت بالحاكم العسكري العام أحمد صالح العابدي، إذ كانت لعائلة العابدي علاقة مع عائلتنا الباجه جي، ويُعتبرون من المريدين للباجه جيّة، وعم الحاكم العسكري العام كان سكرتيرا لعبد الله الباجه جي في إسطنبول، وعمه الآخر كان يعمل مديرا لمزرعة شاكر الباجه جي، فقلت لأحمد العابدي إني مسافر ضمن وفد حكومي إلى نيويورك ولا أستطيع ترك زوجتي وبناتي ببغداد، فمنحهم موافقة السفر خارج العراق، إذ ذهبوا إلى جنيف حيث كان والدي ووالد زوجتي الأيوبي هناك، بينما سافرت أنا إلى نيويورك، وأتذكر السعادة التي شعرنا بها عندما غادرنا بغداد مباشرة إلى كوبنهاغن. تصور بعد شهر من حرارة صيف بغداد، والأخبار المزعجة، فقد كنا نسمع كل يوم أخبار القتل والتصفيات، ثم نسافر إلى أوروبا، وكان تاريخ مغادرتنا في 12 أغسطس (آب) 1958، ومَن يعرف العراق يعرف معنى حرارة أغسطس (يسمونه في العراق آب اللّهّاب الذي يذيب المسمار في الباب)، لنجد أنفسنا نجلس في أحد مقاهي العاصمة الدانمركية والناس سعداء ويقودون دراجاتهم الهوائية ويمرحون. حقيقة كان شعورا كمن انتقل من الجحيم إلى الجنة".

ويذكر الباجه جي تفاصيل هذه السفرة المثيرة بتاريخه العائلي قائلا: "كنا قد سافرنا من مطار بغداد القديم، وقتذاك كان هو المطار الوحيد (يقع في جانب الكرخ مقابل محطة القطارات الكبرى، سمي في ما بعد بمطار المثنى، قبل أن يقرر الرئيس العراقي الاسبق صدام حسين إلغاءه كمطار وبناء أكبر مسجد على أرضه، لكن البناء لم يُنجَز حتى اليوم،وبعد 2003 سيطر عليه حزب الدعوة وحوله الى مقر للحزب)، وغادرنا على متن طائرة من الخطوط الإسكندنافية (سويس إير) إذ كانت السلطات العراقية تسمح ببعض الرحلات إلى ومن بغداد للسماح للوفود والمراسلين الصحافيين بالوصول إلى العاصمة العراقية أو مغادرتها، وكانت رحلتنا خاصة ومعنا بعض العراقيين الحاصلين على موافقة سفر من السلطات الأمنية".

العودة الى الامم المتحدة

ولدى وصول الباجه جي مع وزير الخارجية جومرد إلى نيويورك "قال جومرد (أنا سألقي خطابي باللغة الفرنسية) لكونه درس في باريس، والعربية لم تكن لغة رسمية في الأمم المتحدة آنذاك، واقترح الدبلوماسي العراقي البارز عصمت كتاني (رحمه الله) وأنا أن نكتب له خطابه باللغتين الفرنسية والإنجليزية، قلنا طيب باللغة الإنجليزية معقول، ولم أكن وقتذاك متمكنا من اللغة الفرنسية، فقال: (لا علاقة لي)، وبالفعل كتبنا الخطاب بالإنجليزية وطلبنا من مندوب الجزائر ترجمته إلى الفرنسية، وكان ضمن الوفد هاشم جواد الذي صار في ما بعد وزيرا للخارجية ثم ممثل العراق في مجلس الأمن، وإسماعيل عارف الذي كان ملحقا عسكريا في السفارة العراقية في واشنطن حيث تم استدعاؤه للالتحاق بالوفد، وعصمت كتاني الذي كان موظفا في بعثة العراق في نيويورك، وبعد انتهاء الاجتماعات غادر وزير الخارجية ومعه جواد وطلب مني البقاء لتمثيل العراق في اجتماعات الجمعية العامة التي كانت ستُعقد بعد أسبوعين، وكانت هذه مناسبة سعيدة جدا بالنسبة إليّ".



لكن هذه السعادة لم تدم، خصوصا في ظل حكومة عسكرية ثورية تتدخل فيها الكثير من الأمزجة والصراعات، يقول الباجه جي: "بقيت في نيويورك وشاركت في الاجتماعات وعملت بجهد في ملف المستعمرات الأفريقية مثل الكاميرون، حتى منتصف ديسمبر (كانون الأول) 1958، حيث انتهت أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، بعدها تسلمت برقية تقول: (بناء على طلب السفير عبد الوهاب محمود تقرر نقلكم مستشارا في السفارة العراقية في موسكو)، وكانت هذه البرقية قد شكلت لي مفاجأة غير سارة على الإطلاق، عندها فكرت في نقطتين مهمتين: الأولى أني سأذهب إلى هناك شخصا ثانيا في السفارة مع أني بعد خدمة كفوءة بالعمل الدبلوماسي لأكثر من 14 عاما أستحق أن أكون رئيس بعثة (سفيرا)، أما النقطة الثانية فتتعلق بتنامي المد الشيوعي في العراق، وكان المد الشيوعي موجها بصورة خاصة ضد العناصر القومية العربية، وكان هذا اتجاهي وما زلت قوميا، وهذا على ما أعتقد ما جعلهم ينقلونني إلى موسكو. ومن الأمور الغريبة أنه بينما كان ممثل الاتحاد السوفياتي وممثلو الدول الشيوعية في الأمم المتحدة متحمسين لعملي ويثنون عليه لأني كنت في لجنة الاستعمار وأعمل من أجل تحرير الشعوب المستعمَرة، وهذا يعني أني كنت ضمنا مع توجهات الاتحاد السوفياتي وضد توجهات انجلترا وفرنسا لكونهما الدولتين الأكثر استعمارا للدول والشعوب الأخرى، فإن الشيوعيين العراقيين لم يكونوا راضين عني".

استقالة مرفوضة

لم يعرف الباجه جي يوما الخضوع لقرار ضد اتجاهاته وتوجهاته، فهو العراقي المخلص لدولته لا لحزب أو لجهة، ويخدم العراق باعتباره بلده، وعندما تأتي توجهات الحكومة لتحرمه أو لتقلل من وطنيته فإنه لا يساوم أو يهادن، ومثلما واجه السويدي، وزير خارجية الاتحاد الهاشمي يوم شطبوا اسمه من قائمة الدبلوماسيين الذين سيعملون في الخارجية الاتحادية يوم 13 يوليو (تموز) 1958 ولوّح باستقالته، فإنه هنا أمام موقف مشابه، بل أكثر قسوة، يقول: "بدلا من ذهابي إلى موسكو قدمت استقالتي وسافرنا أنا وعائلتي إلى بيروت ثم إلى جنيف لزيارة والدي، ولم أسمع من الخارجية العراقية أي شيء بخصوص قبول أو رفض الاستقالة، لكن فجأة حدث تغيير وزاري في بغداد وأصبح هاشم جواد وزيرا للخارجية، وكان يعرفني جيدا ويعرف كفاءتي في العمل في الأمم المتحدة، فعندما كان يحضر إلى نيويورك كان يسمع من وفود بقية الدول الكثير من كلام الثناء والإعجاب بعملي والإشادة بكفاءتي، فاتصل بي وقال: (استقالتك لم تُقبل، ارجع إلى نيويورك ومثّل العراق في اجتماعات الجمعية العامة)".

ومع أن الباجه جي كان محسوبا على العهد الملكي وباعتباره ابن رئيس حكومة في ذلك العهد، فقد حصل على اهتمام من حكومة الجمهورية الاولى التي يتراسها عبد الكريم قاسم، فاق ما حصل عليه كثيرا في حكومات العهد السابق. يقول: "كانت عائلتي في واشنطن منذ أن جئت إلى نيويورك، حيث استأجرنا شقة هناك وبناتي صرن في المدارس. وبعد ثلاثة أسابيع انتهت اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ووصلتني من الخارجية العراقية برقية تفيد بأنني عُيّنت رئيسا لبعثة العراق والممثل الدائم وكالة لبلدي في الأمم المتحدة في نيويورك، فانتقلت عائلتي معي إلى نيويورك، بعدها ببضعة أشهر تم تعييني وزير مفوضا وممثلا دائما في نيويورك، وبعدها بسنة تم تعييني بدرجة سفير هناك، وكان هذا خبرا سعيدا جدا بالنسبة إليّ، ذلك أن نيويورك مدينة رائعة، كما أني أحب العمل في الأمم المتحدة. وبعد عام واحد تم ترشيحي لرئاسة اللجنة الرابعة المسؤولة عن شؤون الوصاية والمستعمرات في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقد اعترضت بريطانيا على هذا الترشيح، ثم أثنوا على عملي رئيسا لهذه اللجنة".

دورة تاريخية بحضور خروشوف

عندما يتحدث عدنان الباجه جي عن الأمم المتحدة وسنوات عمله فيها تراه متألقا، مستعيدا سنوات نشاطه ومبادراته وحضوره كشخصيةً دبلوماسيةً بارزةً بين أروقة وقاعات هذه المنظمة الدولية. وهو يعتبر "الدورة التي عُقدت عام 1960 تاريخية بحق، إذ حضرها خروشوف، وجمال عبد الناصر، وجواهر لال نهرو، وأحمد سوكارنو، وفيديل كاسترو، وجوزيف تيتو. وحضور هذا الحشد من القادة كان بمبادرة من خروشوف الذي طلب من رؤساء دول عدم الانحياز التي لا تسير في الفلك الأميركي الحضور في هذه الدورة لكونه سيحضر بنفسه، وكانت فرصة للقاء والتباحث، فاستجابوا لدعوته هذه. بينما كان إيزنهاور، رئيس الولايات المتحدة، قد ألقى خطابه وعاد إلى واشنطن، فأن الرئيس الفرنسي شارل ديغول لم يحضر لأنه لم يكن معجبا بالأمم المتحدة. تَرأّس الوفدَ العراقي هاشم جواد وزير الخارجية وأنا رئيس البعثة الدائمة في الجمعية. كان يُفترض أن يمثل العراقَ رئيسُ الوزراء، لكن عبد الكريم قاسم لم يسافر خارج العراق على الإطلاق، لم يغادر البلد قط خلال رئاسته للحكومة".

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

انتشار أمني في محيط دائرة زراعة الكرخ في بغداد- أرشيف

حزب الله: الحكومة زيفت تحقيقات "دائرة الزراعة" ولن نتراجع عن انسحاب الأميركيين في أيلول

اتهمت كتائب حزب الله، الحكومة بتزييف نتائج التحقيق في حادثة دائرة الزراعة ببغداد، معتبرة أن ما أُعلنه الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة ينافي حقائق اللجنة المختصة التي شُكلت باتفاق مع قادة الإطار التنسيقي، مجددة تأكيدها بمطلب انسحاب الأميركيين في أيلول المقبل.