رووداو ديجيتال
لازال مسلسل الاغتيال في العراق مستمراً، وهذه المرة طال البلوكر "نور بي أم" عبر شخص مسلح يستقل دراجة نارية أقدم، ظهر يوم الاثنين (25 أيلول 2023)، على قتل البلوكر مستخدما سلاحاً من نوع مسدس في حي الداودي بمنطقة المنصور، وهي احدى المناطق الراقية في جانب الكرخ من العاصمة بغداد.
ثلاث رصاصات استقرت في منطقة الرقبة والبطن للبلوكر " نور بي أم"، واسمه الحقيقي "محمد نور سمير محمد"، لتنهي بسرعة حياة الشاب البالغ من العمر 23 عاماً، فيما طوقت قوة أمنية مكان الحادث، وفتحت تحقيقاً للبحث عن الجاني الذي لاذ بالفرار الى جهة مجهولة، وتم نقل جثة الضحية الى الطب العدلي.
وبحسب مقطع فيديو، يبدو أن عملية القتل كانت منسقة اشترك فيها ما لا يقل عن اثنين من سائقي الدراجات، بدا أن أحدهم متنكر بزي عامل توصيل مطعم.
يعرف "نور بي أم" بأنه بلوكر مثير للجدل في البلاد، بسبب المقاطع والصور التي ينشرها عبر منصاته في مواقع التواصل.
وفق مدونين فإن حادث الاغتيال قد يكون مرتبطاً بأنشطة فصائل مسلحة.
وعُرف "نور بي ام"، بتعليقاته الجريئة وتصوير يومياته متنقلاً بين بغداد وباقي المحافظات، وسبق أن تعرّض للانتهاك والتعذيب وحلاقة شعر رأسه بواسطة مجهولين، ما اضطره إلى الاختفاء لفترة ثم العودة للظهور.
وكانت حياة "نور بي أم" مثيرة للجدل بسبب الفيديوهات التي كان ينشرها، على الرغم من أن العراق يعتبر من البلدان المحافظة.
مؤخراً، ظهر نور في لقاء قال فيه إنه "أفضل من ألف امرأة"، لكنه قال في آخر سابق إن جنسه ذكر.
أثارت فيديوهات نور خلال حياته الانقسام بشكل كبير، كما أن صوره التي ينشرها على مواقع التواصل الاجتماعي تظهره وهو يتردد على النوادي الليلية بشكل مستمر.

خلال الفترة الماضية، هاجمت صفحات ممولة ومدعومة من بعض الأحزاب الدينية قضايا "الجندر" و"المثلية الجنسية"، فيما يرى مدونون إن طريقة قتل الشاب "نور بي ام" قد تكون سياسية، وليست جنائية، لاسيما أنها تشبه حالات اغتيال سبق أن حدثت، مثل جريمة اغتيال وصيفة ملكة جمال العراق السابقة تارا فارس.
يشهد العراق باستمرار مقتل ناشطين ومدونين وخبراء أمنيين، وأحياناً مقتل مشاهير على مواقع التواصل الاجتماعي أو استهدافهم قضائياً.
جاء مقتل نور قبل أيام فقط من الذكرى السنوية الخامسة لمقتل الفنانة والبلوكر العراقية الشهيرة تارة فارس، والتي قتلت بطريقة مشابهة لمقتل نور، على يد سائق دراجة نارية.
تارة فارس (10 كانون الثاني 1996 - 27 أيلول 2018)، عارضة أزياء مودل وفاشينيستا وشخصية تواصل اجتماعي عراقية، اشتهرت في مواقع التواصل الاجتماعي بعد اختيارها كوصيفة لملكة جمال العراق لسنة 2014، واشتهرت بملابسها الجريئة، لكنها قتلت يوم الخميس 27 أيلول 2018 في منطقة كمب سارة في بغداد وأَعلن متحدثون عن وزارة الصحة العراقية عن وفاتها بعد إصابتها بطلقات نارية في رأسها وصدرها.
ولدت تارة فارس في بغداد لأب عراقي مسيحي اعتنق الإسلام في بداية الألفينات وأم لبنانية شيعية، تزوجت وعمرها 16 سنة زواجاً تقليدياً، تعرضت للعنف والضرب من قبل زوجها وأجبرها على ترك دراستها عند الصف الخامس الأدبي الإعدادي، وعندما اكتشفتْ عائلتها ذلك أخذوها إلى منزلهم ولكنها اكتشفت أنها حامل فانتظرت تسعة أشهر بدون أن يطمئن عليها زوجها حتى أنجبت ولداً أسمتهُ "أمير" وبعد ولادته أتى زوجها إلى منزل عائلتها برفقة جماعة مسلحة ليأخذوا الطفل منها، بعد ذلك سافر زوجها إلى تركيا وتزوج بامرأة أُخرى وغيّر اسم ابنها من "أمير" إلى "آدم".
في 1 أيلول 2014 شاركت تارة في مسابقة ملكة جمال العراق في نادي الصيد العراقي بحضور عدد كبير من الفنانين العراقيين وفازت بلقب الوصيفة الأولى.
في عام 2015 سافرت تارة إلى تركيا وبدأت برفع صورها على مواقع التواصل الإجتماعي واشتهرت بمقاطع الفيديو المثيرة للجدل التي تلقت العديد من الانتقادات وحصدت فيديوهاتها ومقاطعها من السناب شات على ملايين المشاهدات في يوتيوب وأصبحت تارة وجهاً إعلانياً للعديد من العلامات التجارية.

في عام 2016 سافرت تارة إلى الإمارات وأقامت في دبي لفترة زمنية ثم رجعت إلى العراق، وأصبحت تقيم في أربيل وتأتي إلى بغداد لعمل جلسات تصويرية أو لعقد صفقات مع شركات تجارية أو لزيارة أهلها.
في 20 شباط 2016 شاركت تارة كعارضة أزياء في مهرجان مبدعين بغداد في الجادرية، وفي 29 أيلول 2016 شاركت تارة في تمثيل الحلقة الخامسة والعشرين من الموسم الثاني لولاية بطيخ ومثلت كموديل في فيديو كليب "مواقف" للفنان عمار الكوفي.
اما في أوآخر 2016 إرتبطت تارة بشخص ولكنه توفي في 1 كانون الثاني 2017 في إسطنبول إثر هجوم أرهابي على ملهى ليلي.
في عام 2018 صارت تارة من أكثر الأشخاص متابعة في العراق حيث تجاوز متابعيها 2.8 مليون على الإنستغرام وتجاوزت المائة ألف مشترك على اليوتيوب وقامت العديد من القنوات والبرامج بإجراء لقاءات معها.
في 27 أيلول 2018، اغتيلت تارة فارس بعدما أطلق عليها ثلاث رصاصات من قبل مسلح مجهول في بغداد أثناء قيادتها سيارة بورش بوكستر.
السلطات قالت أن "جماعة متطرفة" كانت مسؤولة عن اغتيالها.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً