رووداو - الرمادي
اعتبر رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني، قطع رواتب موظفي الإقليم من قبل حكومة نوري المالكي إعلان حرب على كردستان، مرجحا ان التدهور الامني والسياسي سببه حكومة بغداد وهذا ما يدفع الاقليم للتفكير بأعلان الاستقلال.
سكان الانبار هم أكثر المراقبين لاخبار اقليم كردستان ولعدة اسباب اهمها رؤيتهم المستقبلية للتفكير بأعلان اقليم الغربية الذي اصبح امراً واقعا تجسده شريحة واسعة من اهالي الانبار, بخاصة بعد ما شهدته مدن الرمادي والفلوجة من عمليات عسكرية يراها الاهالي بأنها حرب طائفية, وفي الوقت الذي يعارض فيه قسم أخر اعلان تشكيل اقليم خاص بمدن الفلوجة والرمادي على غرار اقليم كردستان لان ذلك قد يمهد لحرب طائفية وقومية.
الشيخ عبد علي الدليمي ( 50 ) سنة احد شيوخ عشائر الرمادي يرى ان انفصال اقليم كردستان في الوقت الراهن له مسببات كثيرة أهمها ان حكومة المركز المتمثلة بنوري المالكي حاولت ومنذ عدة سنوات تقويض ارادة اقليم كردستان وفرض حصار اقتصادي مرة بقطع الرواتب عن الاقليم وهذا عمل لا يفعله الا المسيء, ومرة اخرى بالتحشيد العسكري لشن حرب على شعب اقليم كردستان كما حصل العام الماضي عندما حشد المالكي قواته مهددا بالحرب ضد الاكراد.
الدليمي قال "نوري المالكي هو الذي يدفع الاكراد للتفكير بالانفصال لانه لو كان هناك عمل مشترك مبني على الحكمة وعدم التجاهل باعلان الحروب او قطع الرواتب بين حكومة بغداد والاكراد وسياسة واضحة وعدم التهميش والاقصاء السياسي والاقتصادي واثارة الفوضى الامنية التي يتعمدها نوري المالكي ليبقى في السلطة لما وصلت الامور عليه للاكراد باعلان الاستقلال".
ويضيف الدليمي "ارى ان من الافضل للاكراد الان الانفصال والاعتماد على انفسهم وعدم انتظار الرحمة من حكومة المركز وهذا ايضا يصب بمصلحة السنة العرب لاني ارى لا مستقبل لا للسنة العرب ولا للاكراد مع حكومة نوري المالكي حاليا ولا مع حكومات المستقبل لاننا وقعنا في فخ تسلط شيعي ديني متطرف الفكر له اهداف ايديولوجية ترمي لاقصاء الاخرين ومحاولة نشر الفكر الشيعي لهذا يجب التصدي اليه والوقوف ضده بالوسائل المتاحة ومنها الانفصال عن حكومة بغداد".
الاقليم الكردي يجسد لدى البعض من سكان الانبار مخاوف كثيرة متمثلة بحرب تحرق الجميع كما ينذر بعض الساسة بتصريحاتهم الاعلامية متخوفين من اعلان اقاليم او الانفصال عن العراق. هذه المخاوف جعلت المواطن حاتم المحمدي قلق تجاه انفصال الاكراد وما يعنيه من تقسيم للعراق.
المواطن حاتم عدي المحمدي ( 64) سنة موظف حكومي سابق قال "انا تابعت تصريحات السيد مسعود البرزاني عن امكانية او قرب انفصال الاقليم عن العراق, وبذات الوقت سمعت بأن احد الاحزاب الاسلامية ايضا رجح هذه الفكرة ولكني ارى ان جميع هذه التصريحات هي للاستهلاك السياسي فقط والضغط على نوري المالكي بعد تعمده اثارة المشاكل مع الاكراد طوال سنوات حكمه وتجاهله لارادة الشعب الكردي حتى حاربهم في ارزاقهم".
واضاف المحمدي قائلا "لا اتمنى لاخوتنا الكرد الانفصال عن العراق ولا اتخيل ان يحدث ذلك فهي مصيبة تحل بنا كأخوة للاكراد يجمعنا الدين الاسلامي والمذهب السني وان حصل ذلك فهو يعني اننا اصبحنا فرقة ضعفاء وممكن ان نصبح طعما لدول اكثر قوة منا مثل تركيا وايران".
المشروع الذي تملكه حكومة بغداد وتحاول تنفيذه منذ نحو عشر سنوات اتى بثماره فعليا بعد ان اصبحت مقدرات الدولة المالية والسياسية والامنية بيد حكومة المركز حصرا فيما يعاني العرب السنة والاكراد تهميشا واضحا وسياسة الدكتاتورية التي يلوح بها نوري المالكي كلما اراد.
عبد الله هاشم الجبوري 53 سنة يرى بأن السكوت عن حكومة بغداد سوف يسمح بصراعات اشد عنفا مما نراه اليوم, قائلا "انا مع انفصال الاكراد لكن يجب ان يتحدوا مع العرب السنة بعد ان يكون لهم اقليما خاصا بهم وبالتالي يشكلون اتحادا قويا يستطيع التصدي لاي محاولة عسكرية او تخبط سياسي او تعنيف وقتل واعتقال ضد الشعب".
الجبوري يضيف قائلا "العيش مع الشيعة اصبح امرا مستحيلا فالدولة العراقية الحالية حاولت منذ تسلمها للسلطة بث روح الطائفية والتفرقة لدى العراقيين وشجعت مبدأ الكراهية لدى المواطن العراقي الذي سأم التفجيرات والوضع المعيشي الصعب, لذلك هم يريدون محو هويتنا وقوميتنا من خلال المد الشيعي الذي ترعاه الحكومة وحتى انا اقول ليأخذ الاكراد كركوك احسن من ان يأخذها الشيعة على الاقل الاكراد سنة ومذهبهم نفس مذهبنا ونحن متأكدين من محبتنا لهم ومحبتهم لنا ودليل ذلك عندما شن نوري المالكي الحرب على الفلوجة اول ما فعله السكان هنا ذهبوا الى اقليم كردستان في اربيل والسليمانية ولم يختاروا الذهاب للمدن الشيعية في الجنوب لانه ليس لهم امان".
رئيس وزراء العراق نوري المالكي يواجه فكرة الانفصال الكردي عن حكومة بغداد بالرفض محاولا في كل مرة جر يد الاكراد ووضعهم تحت نفوذ سلطته حيث قال في اخر تصريح له "أن اقليم كردستان لايحق له أو لسواه طلب الانفصال لأن ذلك مخالف للدستور الذي ينُصّ ُعلى أنالعراق دولة اتحادية واحدة مستقلة".
المواطنة ابتسام عبد الله (35 سنة) معلمة ترى بأن حلم الاكراد المشروع باقامة دولة كردية حق لهم فهم يملكون جميع المقومات لذلك واهم شي لديهم النفط والمشاريع الانمائية والبنى التحتية واعلم ان هناك جامعات رصينة بدات تشيد في الاقليم.
وتضيف قائلة "لكن لو سالتني عن رأيي الشخصي فأنا لا اتمنى فعلا ان ينفصل الاكراد عن العراق فالاكراد لدينا عشرة عمر طويلة معهم ولدينا اصدقاء واحبة وحتى اقارب فكثير من المصاهرات حدثت ومازالت بين العرب السنة والاكراد واعتقد لو حصل الانفصال لربما سوف يؤثر ذلك علينا على المستوى الاجتماعي فأنا اتمنى الخير للاكراد لكن لا احبهم ان يبتعدوا عنا".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً