رووداو ديجيتال
أبدى المرجع الديني العراقي جواد الخالصي، تأييده للمشاركة الفاعلة في الانتخابات النيابية المقبلةلكن بشرط أن تجرى "بطريقة نزيهة وشفافة وتكون وسيلة مهمة للتغيير وتحقيق مطالب الشعب".
جاء ذلك في رد للمرجع الديني جواد الخالصي على استفسار لشبكة رووداو الاعلامية، حول موقفه من الانتخابات المقبلة، المقرر اجراؤها في 11 تشرين الثاني المقبل.
وأوضح الخالصي أن "ما جرى من انتخابات منذ الاحتلال وإلى اليوم، كانت ألاعيب ومهازل تحتاجها قوّة الاحتلال لخداع الناس وإشغالهم، لتمرير هيمنتهم على العراق ومقدّراته، وهذا ما دفعنا إلى رفضها وتعريتها، ورفض المشاركة فيها، لأنّها تُعطي الشرعية للمُحتلّين، ولا تُقدِّم شيئاً للعراقيين".
أما بخصوص موقفه من القيادة الجديدة في سوريا، أبدى الخالصي تأييده لـ"أيّ تغيير يُحقّق مصالح الشعوب، بشرط الحفاظ على كيان الدولة ووحدة الشعب، مع رفض التدخّل الأجنبي واستغلال الأحداث من القوى الخارجية لتحقيق مصالحها".
وأدناه نص أسئلة رووداو وأجوبة المرجع جواد الخالصي:
رووداو: ما هو الموقف من التغيير الحاصل في سوريا ومجيء أحمد الشرع، وكيف ينبغي أن يتعامل العراق، دولةً وشعباً، معه؟
جواد الخالصي: نحن نؤيِّد أيّ تغيير يُحقّق مصالح الشعوب، بشرط الحفاظ على كيان الدولة ووحدة الشعب، مع رفض التدخّل الأجنبي واستغلال الأحداث من القوى الخارجية لتحقيق مصالحها، وليس مصالح الشعوب، وكان رأينا في سوريا هو الاستجابة الحقيقية لإرادة الشعب السوري، مع الحفاظ على كيان الدولة وبقاء الرئيس الأسد لفترةٍ انتقالية تُكمِل مدّة رئاسته، خصوصاً أنّ الأسد قد استجاب لكلّ المطالب التي شاركنا العديدين في نقلها إليه، أو التي تلقّاها مباشرةً من المواطنين والقوى السياسية في البلد، وخوفاً من حصول الفراغ وانهيار الدولة والنتائج الكارثية التي تنتج عنها.
وهي ما نرى صنوفاً منها الآن، تُهدِّد سوريا في وحدتها واستقلالها وأمن شعبها، ممّا أعطى الفرصة للقوى المعادية لتدمير ما تبقّى من قدرات سوريا، مع التوغُّل واحتلال مناطق جديدة.
ولكن الذي منع من تحقيق هذا الحلّ المنطقي والسلمي، هو القوى الخارجية الداعمة للإرهابيين، وأعانهم في الإعاقة تخشُّب مفاصل الدولة وأجهزتها العديدة، التي كانت تُعيق خطوات الإصلاح الحقيقي.
وعلى كلّ حال، فواجب كلّ مُخلِص لأمّته، ويُحبّ سوريا والعراق وبلاد الإسلام وناسها، أن يدعم وحدة سوريا واستقرارها، وأن يعمل على إيقاف المجازر أو الاعتداءات التي تُؤدّي إلى الفتنة وقيام حروب أهلية، وأن يقف الجميع في وجه التوغُّل الصهيوني والتغوُّل الذي تمارسه قواتهم، ومحاولات التقسيم تحت راية الدفاع عن الطوائف أو الأقليّات في سوريا.
أمّا التعامل بين البلدين والشعبين، فيجب أن يبقى تعاملاً أُخوياً يضمن سلامة الناس ومصالحهم، وأمان أماكنهم المقدّسة، واستمرار المصالح التجارية وتصعيدها، لمصلحة الشعب الواحد في البلدين الشقيقين.
رووداو: ما هو موقفكم من المشاركة في الانتخابات، وأي القوى ينبغي على الشعب دعمها لتحقيق مطالبه؟
جواد الخالصي: نحن نؤمن بأنّ الانتخابات، إذا جرت بطريقة نزيهة وشفافة، تُعدّ وسيلةً مهمة للتغيير وتحقيق مطالب الشعب. ولهذا، نؤيّد المشاركة الفاعلة فيها، بشرط أن تُجرى بأسلوبٍ صحيح ودقيق.
وأمّا ما جرى من انتخابات منذ الاحتلال وإلى اليوم، فإنّها كانت ألاعيب ومهازل تحتاجها قوّة الاحتلال لخداع الناس وإشغالهم، لتمرير هيمنتهم على العراق ومقدّراته، ولم تكن تختلف عن انتخابات البيعة للديكتاتور قبل الاحتلال، إلّا بتعدّد الجهات، الذي يحمل أيضاً خطر التقسيم، وهذا ما دفعنا إلى رفضها وتعريتها، ورفض المشاركة فيها، لأنّها تُعطي الشرعية للمُحتلّين، ولا تُقدِّم شيئاً للعراقيين، فهي حاجة أمريكية، وليست ضرورة عراقية.
وقد ذُكر في محاضرة يوم الخميس، شروط الانتخابات الصحيحة، وعندما تتحقّق تلك الشروط، فإنّ الجهات الصالحة ستكون مشاركة بقائمة وطنية، وبمشروع شامل لا يُؤمن بالمحاصصة، ويرفض التقسيم، ويجمع الشعب العراقي بكلّ قومياته ومكوّناته على برنامج عمل موحَّد. عندها، تكون الانتخابات حقيقية ولمصلحة الشعب كلّه.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً