كتائب حزب الله العراقي تستخدم لهجة خالية من الوعيد بأول بيان بعد القصف الأميركي

26-02-2021
الكلمات الدالة العراق سوريا كتائب حزب الله
A+ A-

رووداو ديجيتال

أعلنت كتائب حزب الله العراقي، أن القصف الأميركي الذي طال مواقعها الليلة الماضية وقع في منطقة القائم أي داخل الأراضي العراقية في الأنبار، وأدى إلى مقتل أحد عناصرها ضِمن لواء 46 عمليات الجزيرة والبادية بالحشد الشعبي، ورغم أنها اتهمت السعودية والإمارات بتمويل تلك العمليات لكنها ابتعدت عن استخدام نبرة التهديد والتصعيد والتي عُهد عنها في بياناتها بالمواقف المماثلة. 

ونعت كتائب حزب الله في بيان تلقت شبكة رووداو الإعلامية نسخة منها، مقتل راهي سلام زايد الشريفي الذي قُتل في الهجوم "ومَضى مُرابطاً فِي الحدودِ العراقيّة السوريّة حمايةً لأرضِ العراق وَشعبِهِ من عِصاباتِ داعش الإجراميّة، ضِمن لواء 46 عمليات الجزيرة والبادية حشد شعبي في منطقةِ القائمِ العِراقيّة تحديداً".

ومضت بالقول: "ما يَزالُ العدوُ الأميركي مُتماديا بِجرمِه قاتِلاً لِحماةِ الوَطنِ وَشُرفاءَ البلادِ، غَيرَ مُرتدعٍ عَن إراقةِ دِماءِ الأبرياءِ ما دامَتْ أجورُ القتلِ تأتيهِ مِنْ السُعوديّة والإمارات".

وتعد اللغة المستخدمة في البيان أخف حدة من سابقاتها، حيث تعرف كتائب حزب الله العراقي عادة بتهديدها المستمر وعزمها تكثيف قصف المصالح الأميركية في العراق بل حتى الذهاب إلى تهديد الحكومة العراقية بشكل صريح وعلني. 

ونفذت الولايات المتحدة الليلة الماضية، غارات جوية على الحدود العراقية - السورية، استهدفت منشآت تابعة لما قال البنتاغون إنها "ميليشيات" مدعومة من إيران، مسؤولة عن الهجمات الأخيرة ضد الأميركيين وحلفائهم في العراق.

وأكد وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، في تصريحات أعقبت الغارات التي شنها الجيش الأميركي في سوريا، ثقته في أنه قد تم ضرب الهدف الصحيح، وقال في تصريحات للصحفيين: "متأكدون من أن الهدف الذي استهدف في سوريا كانت تستخدمه نفس الميليشيات التي نفذت الهجمات الصاروخية في العراق".

وأوضح أوستن أن القوات الأميركية نفذت الضربة استنادا إلى معلومات استخباراتية وفرها الجانب العراقي، وقال: "سمحنا وشجعنا العراقيين على التحقيق وجمع المعلومات الاستخباراتية وكان ذلك مفيدا جدا لنا في تحديد الهدف".

 وأكد البنتاغون أن "الرئيس بايدن أذن بالضربات رداً على الهجمات الصاروخية في العراق والتهديدات المستمرة لأفراد القوات الأميركية والتحالف هناك"، مبيناً أنه "تم تنفيذ هذا الرد العسكري المتناسب مع الإجراءات الدبلوماسية، بما في ذلك التشاور مع شركاء التحالف وهو يرسل رسالة لا لبس فيها بأن الرئيس بايدن سيعمل على حماية الأفراد الأميركيين والتحالف".

وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الغارات أسفرت عن مقتل 22 عنصراً وإصابة آخرين، معظمهم من كتائب حزب الله العراقي والتي كانت تتمركز في المواقع المستهدفة إلى جانب كتائب سيد الشهداء وهي منضوية في هيئة الحشد الشعبي. 

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن الضربات الأخيرة هي رد فعل "صغير للغاية" تمثل في "إلقاء سبع قنابل على مجموعة صغيرة من المباني على الحدود السورية العراقية تستخدم لعبور مقاتلي الميليشيات والأسلحة داخل وخارج البلاد".

من جانبه، أكد المتحدث باسم الدفاع الأميركية جون كيربي، أن الضربات الجوية "دمرت على وجه التحديد عدة منشآت تقع عند نقطة مراقبة حدودية يستخدمها عدد من قوات الميليشيات المدعومة من إيران، بما في ذلك كتائب حزب الله وكتائب سيد الشهداء"، وذلك ردا على الهجمات الأخيرة ضد الأميركيين في العراق.

وذكر مسؤول سابق في البنتاغون أن الغارات تم تنفيذها في سوريا "لتفادي رد فعل دبلوماسي من قبل الحكومة العراقية"، وحسب المسؤولين، فقد عرض البنتاغون مجموعات أكبر من الأهداف، لكن الرئيس الأميركي جو بايدن أعطى الضوء الأخضر لضرب "أصغر" هذه الأهداف.

يأتي هذا بعد تصاعد الهجمات المسلحة على المصالح الأميركية ومقترباتها، حيث شهدت الأيام الماضية ثلاثة هجمات من هذا النوع، بداية من الهجوم الصاروخي على مدينة أربيل ومطارها الدولي بشكل خاص الذي أسفر عن مقتل متعاقد أجنبي وإصابة ثمانية آخرين بينهم جندي أميركي إلى جانب مقتل مواطن آخر وإصابة آخرين بالهجوم ذاته، أما الثاني فوقع مساء يوم السبت الماضي حينما أطلقت أربعة صواريخ كاتيوشا على قاعدة بلد الجوية في صلاح الدين والتي تأوي جنوداً أميركيين دون إيقاع إصابات، فيما كان الثالث، مساء الإثنين باستهداف المنطقة الخضراء في بغداد التي تضم مقرات حكومية عليا وبعثات دبلوماسية أبرزها هي السفارة الأميركية التي كانت في مرمى الصواريخ مؤخراً.

رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، أعلن مؤخراً أنه بحث مع الرئيس الأميركي، جو بايدن، عدة مواضيع منها أهمية حماية البعثات الدبلوماسية في العراق ورفض محاولات زعزعة الأمن، حيث كان استهداف البعثات الدبلوماسية أحد محاور المباحثات الهاتفية، وجرى "التأكيد على أهمية حماية البعثات الدبلوماسية في العراق، ورفض محاولات زعرعة الامن والاستقرار في العراق والمنطقة".

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب