مسيحيون عراقيون يزورون اقليم كوردستان للاحتفال باعياد الميلاد لرووداو: اربيل عاصمة التسامح والملاذ الآمن للجميع

24-12-2022
معد فياض
معد فياض
الكلمات الدالة أعياد الميلاد أربيل اقليم كوردستان
A+ A-
معد فياض

علاوة على انها الملاذ الآمن لكل العراقيين بمختلف قومياتهم واديانهم ومذاهبهم، تحولت اربيل هذه الايام، وكما في كل المناسبات السعيدة، الى مركز لاحتفالات المسيحيين، بصور خاصة، والعراقيين، بصورة عامة بمناسبة اعياد الميلاد المجيدة وراس السنة الميلادية.
 
كنائس وشوارع ومحلات قضاء عينكاوة، التابع لاربيل، تحول الى مهرجان تزينه اشجار عيد الميلاد والاضواء الملونة وغصت بالزوار والسياح القادمين من داخل العراق وخارجه للاحتفال باعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية، كما ازدحمت فنادقه التي اعلنت عن نشاطاتها وحفلاتها لليلة عيد الميلاد، وفي مقدمتها حفلة الفنان الهام المدفعي التي ستقام في فندق عينكاوة رويال، ومهرجان احتفالي يقام في النادي الاكاديمي الاجتماعي بهذه المناسبة.
 
شبكة رووداو الاعلامية تحدثت اليوم، السبت (24 كانون الاول 2022)،على انفراد، مع بعض المسيحيين العراقيين الذين جاءوا الى عاصمة اقليم كوردستان، من داخل العراق وخارجه لينعموا بالامان وهم يؤدون طقوسهم الدينية ويحتفلون حسب عاداتهم وتقاليدهم باعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية.
 
اربيل عنوان الامان والتطور
 
جنان صليوة، مقيمة في مدينة فرانكفورت الالمانية، جاءت الى اربيل مع زوجها للاحتفال باعياد الميلاد وراس السنة، قالت: "نحن اصلا من اهالي مدينة الموصل، وغادرنا العراق في 2004 الى المانيا ولم نزور بلدنا منذ ذلك حيث عاشت مدينتنا واهلنا ظروف صعبة للغاية خاصة بعد احتلا تنظيم داعش الارهابي للموصل التي زرناها قبل يومين فوجدناها للاسف خربة وهذا ادمى قلوبنا"، مشيرة الى ان" غالبية اخواتي واخواني واقاربنا انتقلوا للعيش في قضاء عينكاوة، اربيل، ونحن هنا للاحتفال معهم بالكريسميس وليلة راس السنة"، منبهة الى ان" ما شاهدناه من تغيير لعاصمة اقليم كوردستان، اربيل، ادهشنا واسعدنا كثيرا، فهي اليوم مدينة حضارية تشبه المدن الاوربية في اعمارها وتنظيمها وهذا اسعدنا للغاية خاصة واننا هربنا من برد وثلوج المانيا."
 
هاني سعد، من اهالي بغداد، ترك العراق عن طريق مكتب الامم المتحدة في عمان عام 2005 واستقر في تورنتو الكندية، قال: "منذ ان تركنا العراق ونحن نتحرق شوقا لزيارة بلدنا، وقد خططنا منذ اكثر من عام لزيارة اربيل التي استقر بها شقيقي وشقيقتي بسبب الظروف الامنية السيئة التي سادت ببغداد سابقا وتم بسببها تهجير غالبية المسيحيين، لكننا قبل عامين لم نستطع من السفر بسبب فايروس كورونا، فاجلنا المشروع حتى تستقر اوضاع انتشار الفايروس وها نحن في اربيل"، مضيفا: "ابني الكبير جورج قال لي قبل سفرنا الى هنا هل نترك تورنتو لنحتفل بالاعياد في العراق؟ وكان الجواب عندما وصلنا الى اربيل حيث شعر بالسعادة للقاء ابناء عمه واعجبه كون المدينة حضارية وتتوفر فيها كل مستلزمات الراحة فصار يلتقط الصور وينشرها على صفحته في الفيس بوك، كما ان عائلتي سعيدة للغاية للقاء الاهل بعد كل هذه السنوات."
 

 
يشير سعد الى اننا "شعرنا بالاسترخاء هنا في عين كاوة التي تنتشر بها الكنائس وهي مدينة للتعايش بين العراقيين بمختلف اديانهم وقومياتهم، وهذا ما كنا ننعم به ببغداد سابقا لكن اربيل اليوم هي الملاذ الآمن وعنوان تعايش العراقيين."
 
جئنا من أجل الهام المدفعي 
 
روبينا شمعون، مقيمة مع زوجها رجل الاعمال أمين المتولي في عمان منذ اكثر من 17 سنة، كلاهما من اهالي بغداد، قالت: "منذ سنوات طويلة لم ازر بغداد، وكل ما اشتقت للعراق آتي الى اربيل التي نشعر بها بالامان كما انها مدينة متطورة جدا، هنا نلتقي باصدقائنا سواء كانوا من المسيحيين او المسلمين، من العرب والكورد"، مشيرة الى "اننا اخترنا الاحتفال باعياد الميلاد وراس السنة الميلادية في اربيل وبالذات في مدينة عينكاوة حيث تنتشر الكنائس، وساصلي القداس هذه الليلة باحدى كنائسها وادعو بالخير للعراق ولكل العراقيين، وهذ يعيد ذاكرتي الى بغداد حيث كنا نذهب، مع العائلة، الى الكنيسة ونتلوا قداس الميلاد حتى ما بعد منتصف الليل ليبدأ العيد مع العائلة."
 
تضيف روبينا قائلة: "كنا ببغداد نحتفل جميعا، بغض النظر عن الدين، باعياد الميلاد وراس السنة، ونحضر الحفلات الغنائية بهذه المناسبات، فنحن كعراقيين نحب الفرح، عكس ما يشاع عن شعبنا، ونحن من اشد المعجبين بالفنان العراقي الهام المدفعي وغالبا ما نحضر حفلاته في عمان او هنا لان صوته وموسيقاه واغانيه العراقية الاصيلة تعيدنا الى بغداد واصالتها، وقد عرفنا انه سوف يحيي حفلة ليلة راس السنة في فندق عين كاوة رويال فحجزنا حتى اقامتنا بنفس الفندق لنعيش ليلة عراقية اصيلة مع اصدقائنا  ونستعيد ذكرياتنا السعيدة."
 

 
يقول، زوجها، أمين المتولي: "لقد حرصنا على ان نقيم باحد فنادق مدينة عينكاوة الزاهية بسكانها وكنائسها وانفتاحها على الاخرين وبالوان اشجار عيد الميلاد المضيئة، وقد استغربنا ان جميع الفنادق محجوزة مسبقا، هذا ليس في عين كاوة فحسب بل غالبية فنادق اربيل بسبب اقبال السياح باعداد كبيرة من بغداد وبقية مناطق العراق"، مشيرا الى انني" اقوم بزيارات متباعدة، ربما مرة او مرتين، الى اربيل بحكم عملي كرجل اعمال، وفي كل مرة ازورها اجدها قد تطورت اكثر، عمرانيا وحضاريا واجتماعيا، والاهم من هذا كله سيادة القانون الذي فرضته الحكومة ويلتزم به الجميع، كما ان اسعار الاقامة وبقية المستلزمات الحياتية افضل واكثر رخصا من مدن عربية واوربية كثيرة قمنا بزيارتها."
 
وعبر المتولي عن سعادته:" لاننا التقينا بالكثير من اصدقائنا هنا في اربيل وسنمضي ليلة عبورنا الى السنة الجديدة 2023 مع صوت مطربنا المفضل الهام المدفعي الذي جئنا من اجله ومن اجل الاحتفال بمدينة آمنة ومع اصدقاء طيبين." 
 
من البصرة الى اربيل
 
جميل ايليا، جاء مع عائلته من البصرة الى اربيل للاحتفال بالاعياد هنا، يقول:"كانت الفكرة ان نسافر الى خارج العراق، تركيا او لبنان، للاحتفال باعياد الميلاد وراس السنة، لكننا قررنا اختيار اربيل لنعيش فيها فرحة الاعياد، كونها قريبة وهنا يقيم غالبية من الاقارب والاصدقاء مقيمين هنا ونشعر بالامان بين اهلنا وفي بلدنا ونمارس طقوسنا وعاداتنا وتقاليدنا، وهذا افضل من ان نسافر الى بلد آخر، لا سيما وان اربيل مدينة حضارية ومتطورة ولا تختلف كثيرا عن المدن التي زرناها خارج العراق."
 
يضيف ايليا، وهو متقاعد، قائلا: "خططت الى الانتقال الى اربيل بعد احالتي على التقاعد فهنا نستعيد وجودنا  وذكريات سنوات الخير التي كنا نعيشها في البصرة حيث كان بيت عائلتي في محلة الباشا العريقة التي كانت تضم سبع كنائس لطوائف مسيحية مختلفة، وكان اصدقائي من المسلمين يدرسون معنا في مدرسة تابعة للكنيسة ويؤدون القداس في الاعراس والاعياد معنا، كما كنا نحتفل بالعيدين، الاضحى والفطر معهم، لم نكن نعرف الفروق بين الاديان والمذاهب فكلنا ابناء العراق واهل مدينة البصرة، وهذه المظاهر للاسف اختفت كلها بسبب الحروب والطائفية التي هجرت عشرات الالاف من المسيحيين والصابئة وحتى اهالي البصرة الاصيلين من المسلمين."، مشيرا الى ان:" احتفالات اعياد الميلاد وراس السنة الميلادية انحسرت كثيرا في البصرة ان لم تكن قد اختفت، حيث كنا نحتفل مع عوائلنا واصدقائنا في نوادي اجتماعية راقية مثل نادي النفط ونادي الميناء وفندق شط العرب التابع لمطار البصرة سابقا، اما اليوم وبسبب فرض احزاب الاسلام السياسي سلطتها على الجميع، مسيحيين ومسلمين، فقد ضاعت تقاليدنا وعاداتنا الدينية والاجتماعية، لكننا نعيش في اربيل هذه الاجواء."
 

 
وعبر ايليا عن سعادته قائلا: "هنا في اربيل نتصرف بحريتنا ونمارس طقوسنا الدينية والاجتماعية دون خوف ذلك ان حكومة اقليم كوردستان حولت مدن الاقليم وخاصة اربيل الى ملاذ آمن لكل العراقيين"، متمنيا "للجميع اعياد ميلاد سعيدة وسنة سعيدة تتكلل بالخير للعراق واهله." 
 
عينكاوة أكبر تجمع مسيحي في الشرق الأوسط
 
وكان المطران بشارة متي وردة، مطران الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في أربيل، قد اكد أن "التحضيرات الكنسية للاحتفال بعيد الميلاد ورأس السنة بدأت قبل أسبوعين، وستكون أكبر هذا العام بعدما كان هناك تخوف من التجمعات بسبب جائحة كورونا"، مشيراً إلى أن "عينكاوة أكبر تجمع مسيحي في الشرق الأوسط وتضم أكثر من 8 آلاف عائلة."، موضحا ان:" في زحلة بلبنان يقولون بأنهم أكثر، وينافسوننا تقريباً".
 
واشار المطران وردة في حديث لشبكة رووداو الاعلامية اليوم، 24 كانون الاول 2022، الى ان "هناك العديد من العوائل التي عادت من أميركا وأوروبا وأستراليا لتكون بيننا."
 
حول وضع المسيحيين في إقليم كوردستان، ذكّر بأن "المسيحين تعرضوا إلى الخطف والتهجير في بغداد والموصل وكركوك والبصرة في 2004 و2005، وقد جرى تفجير 67 كنيسة، وقتل أكثر من 1,200 شخص بناء على الهوية، وباتت هناك عودة إلى مناطقنا التاريخية في إقليم كوردستان، والتي هجرنا منها في الثلاثينيات والأربعينيات بسبب الأنظمة السابقة".
 
المطران بشارة متي وردة، شدد على أن حكومة إقليم كوردستان، رحبت بالمسيحيين "ليس الترحيب وحده، بل قدمت كل التسهيلات، ورأى المسيحيون أن هناك مجالاً رحباً ومرحباً أيضاً، وبما أننا رأينا أن هذا هو المكان الذي يرحب بنا، ركزنا كل جهودنا ككنيسة على تشجيع عوائلنا على البقاء، وبناء كنائس جديدة و5 مدارس ومستشفى وجامعة، والكثير من الكنائس بدأت تتوجه نحو توفير فرص العمل، والتي تعزز في الوقت نفسه التعايش".
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

تشكل الضباب في بغداد

الأنواء الجوية تحذّر من انعدام الرؤية الأفقية فجر وصباح السبت بسبب الضباب الكثيف

حذّرت الهيئة العامة للأنواء الجوية والرصد الزلزالي من تشكّل ضباب كثيف خلال ساعات الفجر والصباح الباكر من يوم غد السبت، ما قد يؤدي إلى انخفاض كبير وربما انعدام في مدى الرؤية الأفقية على الطرق الخارجية وعدد من الطرق الرئيسية.