عضو بتحالف الفتح لرووداو: الحكومة العراقية والفصائل اتفقوا على عدم التصعيد

23-06-2025
عضو تحالف الفتح محمود الحياني
عضو تحالف الفتح محمود الحياني
الكلمات الدالة تحالف الفتح أميركا ايران
A+ A-
رووداو ديجيتال

رأى عضو تحالف الفتح محمود الحياني أن "العدوان" الأخير الذي بدأ من إسرائيل ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، يضع العراق في "دائرة الخطر"، مشيرا إلى أن الحكومة اتفقت مع الفصائل المسلحة على عدم الانخراط في الصراعـ إلا إذا تعرضت البلاد إلى اعتداء.
 
وقال الحياني لشبكة رووداو الإعلامية، اليوم الاثنين (23 حزيران 2025)، إن "العدوان بدأ من إسرائيل على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وكان هذا له سوابق طبعاً، ومنها حرب غزة وحرب لبنان وبعدها سوريا، لذا من المؤكد ستكون المرحلة القادمة هي إيران".
 
وأضاف أن "الولايات المتحدة استخدمت إسرائيل بالبداية لتوجيه الضربة، وكانت فيها بعيدة عن موضوع الحرب بحجة أنها بعيدة عن الصراع الموجود بين إسرائيل وإيران"، مردفاً أن "الصراع هو شرق أوسطي، لكن الولايات المتحدة تدخلت من خلال الضربة الأخيرة، وخاصة بعد تصريح نتنياهو بأنه لا يستطيع المقاومة مع هذه الحرب الطويلة، وكان يتصور أنها حرب استباقية، وبعدها تستخدم إيران الصواريخ التي لديها، لكن تفاجأوا بأن إيران لديها صواريخ متطورة وحديثة".
 
"رد ايراني عنيف"
 
حول الرد الإيراني أشار إلى أن "عملية الاغتيال التي حصلت للقادة الإيرانيين كانت بحسب تخطيطاتهم مثل استهداف قيادات حزب الله في لبنان، وبعدها تستطيع إسرائيل حسم المعركة لصالحها، لكن تفاجأوا أن هناك بدل القائد ظهر أكثر من ألف قائد، وكان الرد عنيفاً وقاسياً على الكيان الصهيوني من قبل الجمهورية الإسلامية، ما سبب لهم إرباكاً أدى إلى تدخل الرئيس الأميركي وقصف المفاعلات بالطائرات الشبح (B2)".
 
بخصوص التقييم الأميركي لضرب المفاعلات الإيرانية، رأى أن "هذه الضربات لم تكن مثل ما يتصورها البعض، وبالتأكيد ستكون هناك ردة فعل. لكننا نرى أن هذه الضربات كانت لحفظ ماء الوجه أكثر مما هي ضربات مؤثرة، والدليل أن هذه المنشآت فيها منشآت فارغة، وحسب تصريحات السياسيين والعسكريين الإيرانيين فإن هذه المفاعلات تحت الأرض بنحو ألف متر أو أكثر، بينما القنابل الموجودة لدى الولايات المتحدة تصل أقصاها إلى 80 متراً، لذلك من الصعب الوصول إلى المفاعلات".
 
ولفت إلى عدم رغبة العراق في ضرب المفاعلات، قائلاً: "نحن لا نرغب أن تُضرب هذه المفاعلات، والحكومة العراقية حذرت من ذلك، وكان واضحاً في بيانات صدرت من الخارجية العراقية ورئيس الوزراء، كما صدرت إدانة لهذه الضربات على الجمهورية الإسلامية، باعتبارها طرفاً جاراً للعراق، وأُدين استخدام الأجواء العراقية من قبل طائرات الكيان الصهيوني. وهذا مرفوض من وزارة الخارجية ورئيس الوزراء وكل القيادات السياسية".
 
وفيما يخص الرد الإقليمي، أكّد الحياني أن "ردات الفعل أكيد ستكون عن طريق ضرب المصالح الأميركية الموجودة في المنطقة، وكما نعرف أن هناك قواعد في سوريا وفي العراق وفي السعودية والإمارات وقطر. ربما في قطر لا تُضرب لأن لها علاقة طيبة مع إيران"، مشيراً إلى أنه "من الممكن أن يكون ذلك عن طريق الحوثيين يستخدمون هذه الضربات، وربما يذهبون إلى غلق مضيق هرمز".
 
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد أعلن فجر الأحد أن الجيش الأميركي نفّذ "هجوماً ناجحاً جداً" على ثلاثة مواقع نووية إيرانية، بينها منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض.
 
وقال ترمب في منشور على منصته تروث سوشال "أتممنا هجومنا الناجح جداً على المواقع النووية الثلاثة في إيران. فوردو ونطنز وأصفهان"، مضيفاً: "أُسقطت حمولة كاملة من القنابل على موقع فوردو الرئيسي"، لافتاً إلى أن الطائرات التي نفذت الهجوم غادرت المجال الجوي الإيراني بسلام.
 
وجاء إعلان ترمب بعد يومين من قوله إنه سيقرر "خلال أسبوعين" ما إذا كان سينضم إلى حليفته إسرائيل في مهاجمة إيران.
 
وكانت تقارير إعلامية أفادت مساء السبت بأن قاذفات أميركية من طراز "بي 2" قادرة على حمل قنابل خارقة للتحصينات، كانت في طريقها إلى خارج الولايات المتحدة.
 
ولم يذكر ترمب نوع الطائرات أو الذخائر الأميركية التي استخدمت في استهداف المنشآت النووية الايرانية.
 
"عواقب وخيمة"
 
الحياني، حذّر من أن "غلق هذا المضيق ستكون له عواقب وخيمة اقتصادية، وسيتوقف تصدير النفط من كل دول الخليج، ومن ضمنها العراق، وطبعاً بالذات العراق سيكون متأثراً بهذا الموضوع. العراق اليوم يرغب في الذهاب إلى التهدئة والسلام".
 
وأضاف المياحي أن "كل حرب نهايتها فيما بعد تنتهي بسلام، لذلك نحن دائماً ندعو إلى السلام، وأعتقد حتى القيادات في إيران إذا كانت هناك مفاوضات سلام حقيقية سيذهبون إلى هذا الاتجاه".
 
عضو تحالف الفتح، لفت إلى أن "العراق اليوم في خطر بسبب وجود هذا الكيان الغاصب، الذي تحدى كل القوانين والمواثق الدولية، ويعتمد على الدعم الأميركي في غطرسته واتجاهه باتجاه شن حروب حقيقية مع كل الدول الجوار التي عنده، ولم يترك دولة حتى وصوله إيران، ويستخدم أجواء العراق وكل الأجواء المحرّمة".
 
وبيّن أن "إسرائيل لن تترك المنطقة تهدأ، ورغم أننا ليست لدينا مشكلة مع الشعب اليهودي، لكن نتنياهو مهووس بالحروب، ودليل ذلك أن حتى في الشارع اليهودي هناك معارضة له، وكان هذا واضحاً في التظاهرات والانتقادات التي وُجّهت إليه من أحزاب المعارضة".
 
وأكد أن "نتنياهو لديه مشكلات داخلية متعلقة بملفات فساد، بالتالي إذا لم يقم بهذه الحروب لكان اليوم في السجن".
 
"لم يبقَ شيء اسمه تحالف الفتح"
 
وبخصوص الانتخابات التشريعية المقبلة، قال الحياني إنه "بالنسبة لموقف تحالف الفتح من الانتخابات المقبلة، لم يبقَ شيء اسمه تحالف الفتح، وستكون هناك تحالفات منشقة، لكن بعد الانتخابات ستكون مجتمعة فيما بينها".
 
وأجاب عن سؤال حول انخراط العراق في الصراع، قائلاً: "في العراق هناك ثلاثة فصائل، وهي النجباء، وحزب الله، وكتائب سيد الشهداء – أعتقد – أو كتائب الإمام علي، وهذه الفصائل الوحيدة التي هددت باستخدام قوتها وقوة السلاح الذي لديها".
 
"لكن في حال شنت إسرائيل حرباً على العراق، سيقف السنة والشيعة والعرب والكورد وقفة يد واحدة للدفاع عن العراق. والموضوع هنا لا يتعلق فقط بفصائل المقاومة، خصوصاً وأن معظم الفصائل دخلت في إطار الحكومة، وحتى التي لم تنخرط فهي تحت جناح الحكومة، لأن هناك مفاوضات حصلت فيما بين الفصائل والحكومة بعدم الضرب، وعدم استخدام الأراضي العراقية للقصف، أو استخدام أي دولة من الدول، في حال لم يكن هناك اعتداء على العراق. لكن إذا حصل اعتداء، أكيد سيكون هناك رد قوي وقاسٍ"، وفقاً للحياني.
 
وسبق أن هدّدت طهران بشنّ هجمات انتقامية على القوات الأميركية في الشرق الأوسط إذا تعرّضت لهجوم أميركي.
 
مقومات الحرب الإلكترونية
 
بخصوص طبيعة الحرب الراهنة، أشار الحياني إلى أن "الحرب اليوم هي حرب تكنولوجيا أكثر مما هي عسكرية. ونحن رأينا هذا من خلال العمليات السيبرانية وعمليات التهكير للبرامج النووية، سواء لدى إسرائيل أو لدى إيران، فضلاً عن استخدام الصواريخ، إذ أنها حرب صاروخية، بمعنى أنها ليست حرب شوارع أو حرب عسكر حتى نستطيع أن ندخل بهاـ لذلك هي تحتاج إلى تقنيات وتكنولوجيا، والعراق اليوم لديه بعض هذه التقنيات لكن ليس بالكامل، خصوصاً وأننا اليوم لا نمتلك سلاح دفاع جوي، ولا نمتلك أيًّا من مقومات الحرب الإلكترونية".
 
وتبادلت إسرائيل وإيران موجة تلو الأخرى من الضربات المدمرة منذ أن بدأت إسرائيل حملتها الجوية في 13 حزيران الجاري، بعد أن اعتبرت أن طهران على وشك تطوير سلاح نووي.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب