السوداني: نحتفظ بحق اتخاذ الإجراءات المناسبة لردع أي انتهاك تتعرض له بلادنا

22-09-2023
الكلمات الدالة محمد شياع السوداني الأمم المتحدة
A+ A-
رووداو ديجيتال

طالب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني "الجميع" باحترام سيادة العراق ووحدة أراضيه، مؤكداً احتفاظ الحكومة العراقية بحقها في اتخاذ الإجراءات المناسبة على وفق ما اقرته القوانين والمواثيق الدولية لردع أي انتهاك يتعرض له العراق.
 
جاء ذلك في كلمة ألقاها السوداني، مساء الجمعة (22 ايلول 2023) أمام الجمعية العامّة للأمم المتّحدة في نيويورك الأميركية.
 
وانطلقت الدورة الـ 78 لأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، الثلاثاء الماضي، في نيويورك، وتستمر لغاية 26 أيلول الجاري.
 
وقال السوداني: "نطالب الجميع باحترام سيادة العراق ووحدة أراضيه ونحتفظ بحقنا في اتخاذ الاجراءات المناسبة على وفق ما اقرته القوانين والمواثيق الدولية لردع أي انتهاك تتعرض له بلادنا"، مضيفاً "نمد يدنا لجميع دول الجوار من أجل حفظ أمن واستقرار منطقتنا وتقدمها".
 
وذكر ان الحكومة العراقية تعمل على تنظيم مؤتمر بغداد 2023 للتكامل الاقتصادي والاستقرار الاقليمي، لافتاً الى انه "لن نتخذ من سياسة المحاور مساراً في علاقتنا".
 
اشار السوداني الى تبنّي حكومته لبرنامج إصلاحي شامل، يحمل أولويات حاسمة لتصحيح المسار وإعادة الثقة بالنظام السياسي وتوفير العيش الكريم للمواطن وبناء عراق قوي، لافتاً الى قطع "شوط مهم في إصلاحات القطاعين المالي والمصرفي، لتجاوز ضعف النظم الإدارية السابقة، التي لم تكن قادرة على تلبية التحولات واللحاق بالتطوّر العالمي".
 
وقال: "تطورت البيئة الاستثمارية في العراق لتنفتح على الاقتصاد العالمي وعلى الشراكات المُثمرة.  جرى توقيع العديد من الاتفاقيات في قطاعات مختلفة، وصار العراق بيئة آمنة تجذب المستثمرين لفرص واعدة كبيرة.. مازال العراق بلداً نفطيّاً مهماً، ودولةً محوريةً في سوق الطاقة العالمي، وتتوفر فيه فرص ومشاريع وأعمال مهمة".
 
وأردف: "شخصنا آفة الفساد، وجعلنا محاربتها أولى أولوياتنا، وشرعنا بملاحقة المطلوبين أينما وجدوا، ومهما كانت مناصبهم وانتماءاتهم، وتسليمهم للقضاء."، مطالباً "الدول الصديقة والشريكة مدَّ يد العون والتعاون في مكافحة الفساد، واسترداد الأموال المنهوبة".
 
أكد رئيس الحكومة العراقية في كلمته أمام الجمعية العامة بالأمم المتحدة حرص العراق على "بناء سياسة خارجية مستقلة ومتوازنة، ترتكز على تقريب وجهات النظر والمشتركات، وأن يكون العراق مصدر استقرار في محيطه الإقليمي والدولي، وجزءا من الحلِ في أية مشكلة إقليمية أو دولية. والالتزام بمبادئ القانون الدولي، واحترام القرارات الأممية، والتصميم على إقامة أفضل العلاقات مع الجميع، ولاسيما دول الجوار".
 
وشدّد بالقول "نرفض التدخل بشؤون بلدنا الداخلية تحت أية ذريعة، ودستورنا يلزمنا ألّا يكون العراق منطلقاً للاعتداء على الدول الأخرى، ونطالب الجميع باحترام سيادة العراق وسلامة أراضيه"، و"نحتفظُ بحقّنا في اتخاذ الإجراءات المناسبة، على وفق ما أقرته القوانين والمواثيق الدولية لردع أيِّ انتهاك يتعرض له العراق".
 
نوّه السوداني الى استهداف حكومته "تحقيق التكامل الإقليمي، وإزالة ما يعرقل التجارةَ الحرّة في المنطقة، وتسهيل انتقال الأشخاص والبضائع ورؤوسِ الأموال عبر الحدود السياسية، مؤكداً العمل على تنظيم مؤتمر (بغداد 2023)، للتكامل الاقتصادي والاستقرار الإقليمي، مضيفاً: "لن نتخذ من سياسة المحاور مساراً في علاقاتنا، ونتعامل مع الجميع وفق مصلحتنا الوطنية، وماضون في تعزيز مكانة العراق في ساحة التعاون الدولي".
 
كما تحدّث السوداني عن معالجة ملفّ النازحين والمهجّرين، مبيناً انها ضمن أولويات الحكومة والتي اتخذت حسب قوله "العديد من التدابير لضمان عودتهم الطوعية والآمنة إلى مناطق سكناهم الأصلية، وإعمار مدنهم المحررة"، مؤكداً الحرص ايضاً "على حسم ملفّ المفقودين الذين غُيّبوا على أيدي مجرمي داعش، وتقديم الدعم المادي والنفسي لعوائلهم وإعادة إدماجهم".
 
ويمضي العراق "نحو المصادقة على (سياسة حماية المدنيين) لتعزيز حقوق الإنسان، عبر تدريب القوات الأمنية في ما يخص حماية المدنيين من الأخطاء التي تقع أثناء النزاعات المسلحة، وحمايتهم أثناء الكوارث الطبيعية" وفق قول السوداني.
 
وفيما يتعلّق بالعلاقات بين بغداد واربيل، ذكر السوداني أن "الحكومة الاتحادية، تدير أفضل العلاقات مع إقليم كردستان العراق، وجميع المحافظات، وهي في حوار مستمرّ مع ممثلي الإقليم، والحكومات المحلية في عموم العراق، لتحويل الفرص إلى مشاريع تعزز التنمية والاقتصاد".
 
أما عن تهديدات التغيّرات المناخية، أحد القضايا الرئيسية في اجتماعات الجمعية العامة لهذا العام، قال رئيس الحكومة العراقية: "تتعرض منطقتنا، وبلادنا خصوصاً، إلى وطأة آثار الجفاف، الناتج عن التغيرات المناخية، والحاجة الملحة إلى حفظ الحقوق في موارد المياه وأحواض الأنهر الدولية"، مشيراً الى ان "جفاف المسطحات المائية الطبيعية في الأهوار، خسارة بيئية وتاريخية، وستكون الكارثة البيئية أشدّ على العراق والمنطقة، مع ارتفاع غير مسبوق لدرجات الحرارة".
 
ودعا السوداني باسم العراق إلى "إقامة تجمّع  إقليمي، يضمّ دول شواطئ الخليج، من العراق وإيران والدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، وهي الدول التي ستتعرض أكثر من غيرها لارتفاع درجات الحرارة، ليضطلع التجمّع بتنسيق الجهود الإقليمية لإدارة المياه، ومواجهة التغييرات المناخية، وتعزيز حماية البيئة، والعمل المشترك في مواجهة الجفاف".
 
والقى السوداني الضوء على الخطوات التي اتخذتها حكومته خلال الفترة الأخيرة لمواجهة المشكلة المناخية، بالقول "اتخذت حكومتنا الخطوات اللازمة لتقليل الانبعاثات وإيقاف حرق الغاز المصاحب وتلويث البيئة. وأطلقنا عدة مشاريعَ في مجال تدوير النفايات والتشجيع نحو الطاقة النظيفة، والمصادقة على إستراتيجية وطنية لمواجهة التلوّث والحدِّ من تداعياته للسنوات 2023-2030".
 
وعرج السوداني خلال كلمته الى مشكلة انتشار المخدرات وظاهرة الإدمان التي باتت تفتك المجتمع،  مؤكداً: "نعمل على مواجهة ملف المخدرات بفعالية، بالتعاون مع الشركاء والأصدقاء. ولا بديل للمجتمع الدولي، ودول المنطقة، إلّا تكثيف الجهود والتنسيق لمحاربتها، لعلاقتها الوثيقة بالارهاب"، مشيراً الى عرقلة ملف المخدرات لجهود التنمية والاستثمار في الموارد البشرية وتنمية الشباب، وتينّي الحكومة العراقية الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدّرات والمؤثرات العقلية 2023-2025. 
  
يصنف العراق، من الدول الفتية، حيث تشكل فئة الشباب نسبة 60% من السكان، حسب السوداني الذي ذكر ان الحكومة أولت اهتماماً بالشباب في برنامجها الحكومي، وتمكين المرأة، ومنحها حقَّها الفعّال بالإسهام في عملية التنمية".
 
السوداني لفت الى انه "حان الوقت ليأخذ العراق مكانه الطبيعي في المجتمع الدولي، بعد نجاحه الباهر في محاربة الإرهاب نيابة عن العالم، والانتصار عليه بمساعدة الأصدقاء والشركاء"، معرباً عن موقف العراق "الواضح والثابت من الحقِّ الفلسطيني في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس"، ودعم "وحدة سوريا، أرضاً وشعباً"، داعياً إلى "رفع المعاناة عن الشعب السوري وتمكينه من بسط سلطته على كامل الأراضي السورية".

للاطلاع على نص كلمة رئيس الوزراء اضغط هنا

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب