الأزمة السياسية في العراق تضعف نفوذ إيران في بغداد

22-08-2022
الكلمات الدالة التيار الصدري الاطار التنسيقي
A+ A-
 
وول ستريت جورنال - ترجمة رووداو عربية 

مع اقتراب الصراع المرير على السلطة في العراق من شهره الحادي عشر، هناك نقطة واحدة توحد الفصائل الشيعية المتنافسة، هي أن لا أحد منهم يريد أن يُنظر إليه على أنه قريب جداً من طهران.
 
منذ ما يقرب من عقدين منذ الغزو الأميركي للإطاحة برئيس النظام السابق صدام حسين، أقامت إيران علاقات قوية مع جارتها، وعارضت الجهود الأميركية ودعمت شبكة من الفصائل المسلحة التي تساعد طهران على توسيع نفوذها. 
 
ساعدت إيران، ذات الأغلبية الساحقة من الشيعة، في إبقاء الأغلبية الشيعية في العراق موحدة وقادرة على ممارسة السلطة، غالباً لصالح طهران.
 
الآن، الفصائل الشيعية في العراق باتت منقسمة بشدة، في مؤشر على ضعف نفوذ إيران في البلاد، حيث يخوض أحد الجانبين بقيادة رجل الدين مقتدى الصدر أسبوعه الرابع من سيطرته على أرض البرلمان في المنطقة الخضراء بالعاصمة بغداد، والآخر، تحالف الاطار التنسيقي، الذي يسعى لتشكيل الحكومة العراقية المقبلة بقيادة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، خصم الصدر الشرس والسياسي المعروف بأنه مقرب من إيران.
 
يقول عضو تيار الحكمة فهد الجبوري، ان "إيران تقدم لنا النصيحة، لكننا لا نستمع إلى كل النصائح الإيرانية"، وفقاً لصحيفة وول ستريت جورنال.
 
كما تجنب الصدر الارتباط بالإيرانيين، وقال إبراهيم الجابري، وهو رئيس مكتب الصدر في بغداد، انه "لا يمكن لإيران أبداً السيطرة على مقتدى الصدر"، مستخدماً لقب "السيد" الذي يُمنح لأحفاد النبي محمد.
 
يعكس عدم الرغبة في الارتباط بإيران قلقاً واسعاً من طهران، وهو تهديد محتمل لستراتيجيتها للحد من نفوذ الولايات المتحدة في العراق واستخدام أراضي جارتها ومجالها الجوي لنقل الأسلحة والإمدادات الأخرى إلى سوريا ولبنان وأماكن أخرى. 
 
وردد المتظاهرون شعارات مناهضة لإيران، كما يلقي العديد من العراقيين باللوم على طهران في تمكين فصائل الحشد التي قاتلت تنظيم داعش، ولكن يُنظر إليها الآن على أنها أجنحة مسلحة للفصائل السياسية الشيعية، وبالنسبة للبعض، على أنها منفذة للوضع الراهن الفاسد.
 
تلك الفصائل هي التي تجعل الأزمة شديدة الاضطراب، مما يزيد من احتمالية أن تتحول معركة خاضت في الغالب سلمية، إلى أعمال عنف.
 
ستكون الاشتباكات المسلحة بين الفصائل الشيعية المسلحة في العراق واحدة من أسوأ النتائج المحتملة لطهران، لكن محللين يقولون إن أي جهد إيراني واضح للتوجه نحو معارضي الصدر قد يشعل المواجهة.
 
قال ليث شبر، المستشار السابق لرئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، الذي استقال 2019 ان الاطار التنسيقي يسعى إلى تشكيل الحكومة المقبلة في البلاد.
 
وفي أحد تصريحات طهران العلنية القليلة حول مشاكل العراق، قال ناصر كنعاني المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية: "نحن نتابع التطورات في العراق عن كثب وبقلق. نحاول تقريب وجهات النظر المختلفة للفصائل العراقية من بعضها البعض ".
 
كانت الولايات المتحدة أيضاً متفرجة إلى حد كبير. تركز القوات الأميركية التي لاتزال متمركزة في العراق والتي يبلغ قوامها 2500 جندي تقريباً على تدريب الجيش العراقي ودعم القوات الأميركية في سوريا المجاورة. ولم يرد متحدث باسم السفارة الأميركية في بغداد على أسئلة حول دور إيران.
 
وقال كاظم الفرطوسي المتحدث باسم سيد الشهداء، أحد الفصائل المسلحة، إن عدم شعبية طهران بعد سنوات من التدخل في الشؤون العراقية يدفعهم إلى التراجع.
 
واضاف الفرطوسي: "أخبرنا الإيرانيون أنهم عانوا من ردود فعل سلبية من العراقيين، لذا هذه المرة سيتركون العراقيين لتولي شؤونهم بأنفسهم".
 
كانت طهران نشطة وراء الكواليس، حيث وصل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني الجنرال إسماعيل قاآني إلى العراق في وقت سابق من هذا الشهر لإجراء محادثات لحل المأزق، بحسب عضو كبير في الفصيل المسلح.
 
لكن قاآني لم يدل بأي تصريحات علنية، ولم يقل ممثلو الشيعة الذين رأوه شيئاً علناً عن الاجتماعات.
 
وقال مساعده، الجابري، إن "الصدر، الذي التقى بالجنرال الإيراني في الماضي ولديه علاقات عميقة مع طهران، رفض رؤيته".
 
سلطت زيارة قاآني الضوء على مدى تغير دور إيران منذ مقتل قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس، وهو شخصية ملهمة للعديد من الشيعة الذين نسقوا المساعدة الإيرانية للفصائل الشيعية التي تقاتل القوات الأميركية في العراق. 
 
غالباً ما توسط سليماني بين الفصائل العراقية حتى مقتله في غارة أميركية بطائرة بدون طيار في عام 2020. وحقق قاآني نجاحاً أقل في تسوية الخلافات الشيعية الداخلية.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

صورة لمبنى المحكمة الاتحادية والجواز الدبلوماسي العراقي

وزير الداخلية العراقي يطعن بمنح جوازات دبلوماسية لشاغلي 14 منصباً رفيعاً وعائلاتهم

رفع وزير الداخلية العراقي دعوى قضائية أمام المحكمة الاتحادية العليا ضد تعديل قانون الجوازات، الذي ينص على منح جوازات سفر دبلوماسية لشاغلي 14 منصباً رفيعاً وأفراد عائلاتهم، معتبراً أن التعديل يتعارض مع الدستور.