رووداو ديجيتال
كانت الطرق المؤدية من أربيل والسليمانية إلى كركوك مزدحمة بشكل غير عادي يوم أمس الثلاثاء، مع عودة مواطني المحافظة المتنازع عليها بأعداد كبيرة لتسجيلهم كمقيمين في مدينتهم في التعداد السكاني، حيث يؤكد المسؤولون الكورد على أن نتيجة العملية حيوية لمستقبل الكورد في البلاد.
ستتم العملية التي طال انتظارها اليوم الأربعاء وغداً الخميس. ومع ذلك، فقد أثارت مخاوف بين بعض المسؤولين الكورد بشأن تأثير التغييرات الديموغرافية التاريخية في المناطق المتنازع عليها، وخاصة في كركوك.
أثناء قيادته لعائلته إلى مسقط رأسه كركوك للمشاركة في التعداد، قال سامان أنور، الذي يعيش حالياً في أربيل، لشبكة رووداو الاعلامية إنه و30-40 عائلة أخرى قريبة منه طُردوا من منازلهم في عام 1987 في أعقاب تغييرات ديموغرافية متعمدة وتهجير قسري في ظل النظام البعثي السابق.
أما خيال محمد، وهي من سكان أربيل المسنين، تحدثت لشبكة رووداو الاعلامية في طريقها إلى قريتها بالقرب من بردي (التون كوبري) في كركوك، وقالت إن قريتها "دمرتها الجرافات" وتم ترحيلها من قبل الأنظمة العراقية السابقة.
وأضافت: "نعود بدافع الحب. كان أجدادي جميعاً هناك، وحتى مقابرنا هناك".
كركوك، إلى جانب مناطق أخرى متنازع عليها في ديالى ونينوى وصلاح الدين، فيها سكان متنوعون، وخضعت لسياسات التعريب في عهد صدام حسين، حيث تم تهجير السكان الكورد وإعطاء أراضيهم للمستوطنين العرب.
وتحدد المادة 140 من الدستور العراقي عملية حل النزاعات على هذه المناطق المتنازع عليها
ديلان صلاح الدين، يعيش في كركوك. كرس نفسه لاستقبال الكورد العائدين بكتيبات ترحيب وكلمات تشجيع، حيث قال للسائقين الذين يصلون إلى المدينة إن "منازلنا تحت تصرفكم. هذه مدينتكم".
فيما قال نجاة أحمد رضا، وهو من قضاء داقوق في كركوك: "أطلب من جميع الكورد الذين هم من كركوك العودة".
وقال مدير مكتب إعلام شرطة كركوك صابر محمد إنهم سيسهلون المواصلات لأولئك الذين هم من مدن أخرى ويريدون العودة إلى مدينتهم من أجل التعداد، مضيفاً أنه سيتم إغلاق نقاط التفتيش فقط بعد نهاية يوم الثلاثاء.
"عودوا إلى منازلكم"
بدوره، قال وزير التخطيط في حكومة إقليم كوردستان دارا رشيد لشبكة رووداو الاعلامية يوم الثلاثاء: "عودوا إلى منازلكم. اليوم هو الفرصة الأخيرة".
ونفى مزاعم مفادها أن الناس ليسوا بحاجة إلى العودة إلى مدنهم الأصلية.
وقال غوهدار محمد علي، رئيس القسم الفني والميداني لفريق التعداد في إقليم كوردستان، لشبكة رووداو الاعلامية يوم الأحد إنه خلال التعداد سيتم أخذ سجلات مكان الإقامة الحالي ومكان الأصل.
وأكد رشيد أن "من يحتاج إلى أي دعم، وليس لديه مكان للإقامة، فنحن كحكومة إقليم سندعمه بالكامل"، مضيفاً أن "العائدين من المناطق المتنازع عليها بموجب المادة 140 لا يكلفهم شيئاً للعودة إلى ديارهم"، مؤكداً أن حكومة إقليم كوردستان اتخذت الترتيبات اللازمة لدعم العائدين.
وسبق أن قرر مجلس وزراء إقليم كوردستان عطلة رسمية لمدة أسبوع لتمكين الموظفين والطلاب، وهم من السكان الأصليين للمناطق المتنازع عليها، من العودة إلى مدنهم من أجل المشاركة في التعداد السكاني، الحاسم والحيوي لمستقبل هذه المناطق.
وشدد وزير التخطيط على أهمية التعداد، مشيراً إلى أن بياناته ستؤثر على صنع السياسات المستقبلية.
وقال إنه "يجب أن يعلم الناس أن هذا التعداد مهم للغاية وسيتم استخدام بياناته في المستقبل"، محذراً من الافتراضات غير الصحيحة حول العملية.
كما أكد على فوائد بيانات التعداد لإقليم كوردستان.
وأكد الوزير: "ستزداد نسبة سكاننا، وستزداد ميزانيتنا، وسيزداد تمثيلنا في الحكومة الاتحادية".
وسلط الضوء على التغيرات الديموغرافية التي حدثت مع كل تعداد، مؤكداً أن نسبة الكورد في كركوك انخفضت بشكل كبير مع كل تعداد.
من المتوقع أن يكون عدد سكان كركوك الكورد قد انخفض بشكل كبير بعد عملية التعريب التي قام بها نظام البعث وكذلك أحداث أكتوبر 2017 بعد استفتاء الاستقلال عندما دخلت القوات العراقية الى كركوك.
في تعداد عام 1957، شكل الكورد 48 في المائة من سكان كركوك، والعرب 28 في المائة، والتركمان 21 في المائة.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً