"رجال دين تحت الإقامة الجبرية في الموصل يروون خيبة أملهم بــ"الدولة الإسلامية

20-10-2014
سلام منتصر
الكلمات الدالة ابو بكر البغدادي داعش نينوى
A+ A-
رووداو – الموصل 

"مبايعة أمير المؤمنين الخليفة أبو بكر البغدادي لم تعد اختيارية في نينوى، بل أصبحت واجبا شرعيا، حسبما يقوله عناصر تنظيم الدولة الإسلامية، ومن يخالف الواجب الشرعي فهو مرتد".

هكذا وصف الشيخ وإمام الجامع في الموصل سالم حسيب، سبب هروبه من مدينته، بعد أن رفض "مبايعة الخليفة" التي بدأت الدعوة لها بعد أول جمعة من خطبة أبو بكر البغدادي في أقدم واكبر جوامع المدينة، وهو جامع النوري الكبير وسط المدينة، في الخامس من تموز يوليوالماضي.

ويقول سالم بعد أن استقر في العاصمة بغداد بعد رحلة مضنية قضاها وعائلته إن "العشرات من أئمة وخطباء الجوامع في الموصل رفضوا مبايعة البغدادي، والتي تعرض على أثرها العديد من رجال الدين إلى الاعتقال، فيما اجبر آخرون على الإقامة الجبرية في منازلهم وتم منعهم من الذهاب إلى الجوامع أو أي مكان آخر".

والإقامة الجبرية هي طريقة جديدة للضغط على رجال الدين لطاعة أمير تنظيم الدولة الإسلامية، ولم تشمل فقط مدينة الموصل، بل امتدت إلى كل أقضيتها ونواحيها التي يسيطر عليها المسلحون.

ويروي الشيخ سالم كيف أن عناصر تنظيم الدولة الإسلامية اعتقلوا أساتذة وعددا من طلبة كلية الإمام الأعظم الدينية، بحجة عدم التعاون معه ومع تعليمات الخليفة، فيما أغلقوا أكثر من ستة وثلاثين مدرسة دينية في الموصل منها مدارس سنية.

ويقول سالم إن "تنظيم الدولة الإسلامية أجبر جميع الأئمة والخطباء على المبايعة العلنية للبغدادي مع مصليهم في خطبة جمعة الثامن من آب الماضي، وبينوا فيها المبايعة بالسمع والطاعة وعدم الخروج عن أوامر الخليفة مهما كان السبب".

وكان أول من وقع عليه حكم الإقامة الجبرية ابرز علماء المسلمين في الموصل الشيخ نافع أبو معاذ، بعد رفضه إعلان البيعة للبغدادي، بينما يعد الشيخ حازم شيت وهو ايضا احد ابرز علماء الدين في المدينة، آخر المحكومين من قبل التنظيم.

من جهته، يتحدث الشيخ والإمام (أبو سعيد) والذي طلب عدم الكشف عن اسمه الصريح، كيف أن ديوان المساجد التابع لتنظيم الدولة الإسلامية اجبر جميع رجال الدين على توحيد خطب الجمعة بالدعوة إلى دعم الخليفة البغدادي وتنظيمه، وعدم الاجتهاد بخط لا يدعم الدولة الإسلامية وتمددها من عاصمتهم نينوى إلى الكويت والسعودية بعد الاستيلاء على المحافظات العراقية كافة.

ويقول أبو سعيد إن "تنظيم الدولة الإسلامية يحاول استغلال أكثر من ألفين وثمانمائة جامع موزعة في الموصل لخدمة أجندته، وتجنيد رجال الدين للترويج لمشروعه الداعشي".

ويضيف أبو سعيد، والقلق باد على محياه "نحاول أن نبحث لنا عن خط للعودة إلى الحكومة العراقية، فنحن على يقين بأنها ستعود في يوم ما وربما قريبا، ونخشى من عواقب وخيمة حينها".

ويتحدث أبو سعيد عن محاولات أجراها وعدد من رجال الدين مع الحكومة المركزية في بغداد، وأخرى مع الحكومة المحلية التي اتخذت من إقليم كوردستان مقرا لها، لكنه ينفي "وجود أي أمل قريب إلا بتحرير الموصل من السحابة السوداء التي شوهت الإسلام وسمعة أهله".

فيما يتحدث المواطن احمد الطائي كيف أن جوامع الموصل شهدت انخفاضا تدريجيا في عدد المصلين منذ أن رفع تنظيم الدولة الإسلامية رايته السوداء فوق جميع الجوامع والمساجد، وكثف من عناصره داخل الجوامع.

ويقول الطائي "لم اعد ارغب في الذهاب إلى الجامع كما كنت افعل في السابق، فإجبارهم لنا على مبايعة البغدادي بالسمع والطاعة لم ترق لي وللكثير من الأهالي، رغم أننا لا نستطيع إعلان ذلك، لأنهم قالوا لنا علانية إنكم إن لم تكونوا مع الخليفة فانتم ضده ومرتدون".

ويضيف الطائي أن "كلمة (مرتدون) عندما تطلق على أي شخص فإنها تؤدي به إلى حكم الإعدام من قبل الدولة الإسلامية.

ويروي احمد كيف أن تنظيم الدولة الإسلامية انقلب على خلاياه النائمة في الموصل، ومنهم رجال الدين اللذين كانوا متعاطفين معه، لما عانوه من بعض التصرفات الفردية للقوات الأمنية وتهميش دورهم وتمثيل الموصل بصفوف الجيش والشرطة.

ويردف قائلا "التنظيم خيب آمال رجال الدين المتعاطفين معه قبل العاشر من حزيران الماضي، كما خيب آمال فصائل مسلحة كانت تدعمه في السابق منها النقشبندية والبعثيون وكذلك أنصار السنة اللذين أعلنوا مبايعتهم له قبل الآخرين".

وبات الموصليون على يقين باختلاف التطبيق عن النظرية التي يحملها تنظيم الدولة السلامية، خاصة بعد تفجير مراقد الانبياء يونس وشيت وجرجيس في الرابع والعشرين من تموز يوليو الماضي، وتداعيات أخرى أدت إلى تشويه صورة الإسلام الحنيف وصورة الموصل، في نظر الغرب والديانات الأخرى في منطقة الشرق الأوسط.

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب