رووداو ديجيتال
كشف رئيس مجلس أعيان الصابئة المندائيين غانم هاشم، عن أن أكثر من 50 عائلة صابئية غادرت العراق خلال الأشهر الخمسة الأخيرة.
وقال غانم هاشم لشبكة رووداو الإعلامية، اليوم الأربعاء (20 آب 2025) إن "عملية مغادرة العوائل الصابئية الى خارج العراق مستمرة منذ 2005 ولحد الآن، وهي لم تتوقف".
وأوضح أنه "خلال الأشهر الخمسة الأخيرة غادرت العراق نحو 50 – 60 عائلة صابئية باتجاه تركيا والأردن، كمحطتين انتقاليتين صوب دول أخرى"، مبيناً أن "هذه العوائل من مختلف المحافظات، سواء كانت البصرة أو ميسان أو بغداد أو كركوك".
غانم هاشم، رأى أن أسباب المغادرة هي "الحالة الاقتصادية وغياب فرص العمل، لاسيما أن الصابئة يتقنون مهنة الصياغة على الأكثر، والتي تراجعت كثيراً في السنوات الأخيرة".
تعد الطائفة من أقدم الأديان في العراق، حيث تمتد بجذورها لنحو سبعة الاف عام داخل بلاد الرافدين، وكلمة الصابئة مشتقة من "صبا" بمعنى انغمس أو غطس، فيما تفسر المندائي بالمعرفة، فيطلق عليهم اسم العارفين بدين الحق أو المتعمدين، وبسبب قدم تاريخهم وتعرضهم لنكبات عديدة على امتداد المراحل الزمنية لا يملك المندائيون تاريخاً مدوناً للحديث عن ماضيهم، حيث تم إتلاف وحرق مدوناتهم بمرور السنين.
المخطوطات المندائية القديمة تشير إلى وجود أكثر من 400 معبد للطائفة، كانت موزعة على عموم العراق وغالبيتها في جنوب البلاد قبل العهد الساساني في بلاد النهرين، ثم تقلصت بشكل كبير بعد ذلك، بسبب سياسات مختلفة.
مارس المندائيون في العراق عدة مهن، أغلبها حرفية، مثل النجارة وصياغة الذهب وصناعة السفن والحدادة وصناعة الات الزراعة.
يطلق رجال الدين المندائيون لحاهم، والسبب كما يعزوه الترميذا كريدي أنه ورد في الديانة المندائية عدم المساس باللحى وشعر الرأس، بسبب الإيمان الكامل بأن النفس موجودة في الرأس، واقتصر إطلاق اللحى والشوارب وشعر الرأس لأسباب اجتماعية على رجال الدين.
أقدم المعابد المندائية في التاريخ، توجد في منطقة الطيب في محافظة ميسان، جنوبي العراق، وكانت تسمى قديماً وباللغة المندائية والتي هي جزء من اللغة الآرامية القديمة بـ"الطيب ماثا" وتعني أرض الطيب والتي اندثرت معظم مدنها وآثارها.
يختلف التقويم المندائي عن التقويم الميلادي من حيث ترتيب الأشهر ويتفق مع عددها، وتبدأ السنة المندائية في شهر طابيت ويوافق شهر تموز في التقويم الميلادي، ويقع البرونايا في الشهر التاسع المندائي.
ضم صابئة للحشد الشعبي
في شأن آخر، قال رئيس مجلس أعيان الصابئة المندائيين إنه "وبحسب معلوماتي، تم جمع ملفات ومستمسكات نحو 60 – 70 صابئياً وذلك بهدف ضمهم الى الحشد الشعبي وتحقيق أهداف سياسية"، مضيفاً: "أرادوا في البدء تشكيل فصيل داخل الحشد باسم الصابئة، ومن ثم قالوا إنهم سيضمون الشباب من الصابئة بشكل فردي، لكنني عارضت ذلك".
وتساءل غانم هاشم: "لماذا لا يوجد صابئة في الأمن الوطني أو وزارة الداخلية أو الشرطة المحلية"، عاداً أن "أهدافاً ستراتيجية" وراء تطويع الصابئة داخل الحشد الشعبي.
وشدد على أنه "لا توجد وظائف للصابئة، لذلك اضطروا الى الدخول في الحشد الشعبي في سبيل توفير رواتب لإعالة أسرهم"، منتقداً وضع مكتب للنائب الصابئي أسامة البدري داخل المعبد في منطقة القادسية".
مندى الصابئة هو معبد للصابئة المندائيين بحي القادسية في العاصمة بغداد على جرف نهر دجلة غربيّ جزيرة الأعراس، يُتخذ المعبد مكاناً يجتمع فيه الصابئة للاحتفال بأعيادهم ومناسباتهم الدينية.
بُني المندى في ثمانينات القرن الماضي، في أرض ملك صرف باسم وزارة المالية مخصصة لطائفة الصابئة، بمساحة 1200 متر مربع.
يحتوي المندى على قاعات تعازي ودار ضيافة لاستقبال ومبيت الضيوف، واتخذ مأوى لبعض الصابئة المهجّرين من مدن أخرى.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً