المخدرات تتصدر أزمات الشباب العراقي

20-03-2024
رووداو
صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
الكلمات الدالة العراق
A+ A-

رووداو ديجيتال

أدى العنف والبطالة والفقر والنظام الصحي الهش بعد عام 2003 إلى تحويل العراق الخالي من المخدرات في الأصل إلى واحة لتعاطي المخدرات والاتجار بها، والتي أصبح الشباب العراقي أكبر ضحاياها.

قائد فرقة الرد السريع ثامر الحسيني، أكد أن المشكلة الأكثر تعقيداً التي تواجه المجتمع العراقي هي انتشار المخدرات، خاصة بين الشباب.

وأضاف أن "الهدف الأساسي حالياً هو مكافحة المخدرات، تليها مكافحة الإرهاب، وعلى خلفية وجود عدد قليل فقط من فلول التنظيمات الإرهابية في العراق، فإن المخدرات هي السبب الرئيسي في تهديم البنية الاجتماعية للشعب العراقي".

وبموجب القانون العراقي، يعاقب كل من يستورد أو يصدر أو يصنع مواد مخدرة بالإعدام أو السجن المؤبد، ومن يحوز المخدرات يعاقب بالسجن من 10 إلى 15 سنة، كما أن هناك عقوبات على من يتعاطى المخدرات.

لكن العقوبات القاسية فشلت في الحد من انتشار المخدرات، ناهيك عن أنشطة الاتجار بها.

الناطق باسم وزارة الداخلية مقداد الموسوي ذكر أنه "بحسب المعلومات المتوفرة لدينا فقد تم القبض على 19135 متهماً في مجال المخدرات، وضبط أكثر من 4 أطنان من المخدرات و15 طناً من المؤثرات العقلية في عام 2023، إضافة إلى القبض على 144 من تجار المخدرات الدوليين، وضبط 1700 قطعة سلاح و1300 عجلة". 

وقع ماهر جياد، 32 عاماً، ضحية للمخدرات في سن العشرين عندما قُتل إخوته الثلاثة على يد داعش، وتذكر محنة الإدمان على المخدرات.

"بعد تعاطي المخدرات، كدت أفقد الوعي، شعرت بعدم الارتياح الشديد، وأعاني من صعوبة في التنفس ولم أتمكن من النوم. شعرت أنني لم أعد أستطيع البقاء على قيد الحياة، وفي وقت لاحق، راودتني فكرة أنه يجب علي التخلص من المخدرات"، بحسب قوله.

ويعمل جياد الآن في أول منظمة خيرية عامة في العراق تعمل في مجال إعادة تأهيل مدمني المخدرات والعلاج النفسي، وقد ساعد ما يقرب من 50 شاباً على الإقلاع عن المخدرات.

وقالت رئيسة منظمة "التعافي" إيناس كريم، إن "مؤسستنا تستقبل سنوياً ما يقارب أقل من 400 مريض، يأتون من مختلف محافظات العراق، ذكوراً وإناثاً، وهذا متوسط عدد الحالات التي تستقبلها مؤسستنا سنوياً" لعلاج الإدمان.

قبل عام 2003، كان استخدام وتجارة المخدرات في العراق محدوداً للغاية، إن لم يكن منعدماً تقريباً، وكان العراق نموذجاً في المنطقة من حيث الإجراءات الأمنية المشددة ضد تعاطي المخدرات والاتجار بها.

تغير كل شيء بعد عام 2003 حيث فتح الباب أمام تجار المخدرات الذين حولوا العديد من العراقيين إلى مدمنين على المخدرات، كما أعاقت الفوضى والصراعات المستمرة التي اجتاحت البلاد الحكومات المتعاقبة من معالجة مشكلة المخدرات بشكل صحيح منذ عام 2014.

وبالإضافة إلى ذلك، أدى انتشار الفقر وارتفاع معدل البطالة إلى تفاقم إحباط الناس وزيادة احتمالات تعاطي المخدرات.

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب