السوداني يخوض الانتخابات بـ 446 مرشحاً؛ لمن سيصوت أنصار الصدر؟

19-10-2025
رووداو
الكلمات الدالة محد شياع السوداني الانتخابات العراقية
A+ A-
رووداو ديجيتال

دخل رئيس الوزراء العراقي المنافسة في الدورة السادسة للانتخابات البرلمانية العراقية بقائمة جديدة، ويسعى لجني ثمار أربع سنوات من الجهود والمشاريع. ويتوقع خبير في الشؤون العراقية أن تحصل قائمة السوداني على ما بين 50 إلى 70 مقعداً.
 
تخوض قائمة السوداني التي تحمل اسم (الإعمار والتنمية)، المنافسة على 240 مقعداً بـ 446 مرشحاً في 12 دائرة انتخابية، أكبرها بغداد التي ينافس فيها بـ 139 مرشحاً على مقاعدها الـ 71.

المنافسة بين السوداني والمالكي والحلبوسي في بغداد
 
تشهد دائرة بغداد صراعاً شديداً، بين مقاطعة أنصار مقتدى الصدر والمنافسة المحتدمة بين محمد شياع السوداني، ونوري المالكي، رئيس ائتلاف دولة القانون، ومحمد الحلبوسي، رئيس البرلمان السابق ورئيس حزب تقدم، حيث يترأس ثلاثتهم قوائمهم الانتخابية.
 
وسجلت هذه الدائرة الانتخابية في الانتخابات السابقة أدنى نسبة مشاركة على مستوى العراق وإقليم كوردستان، بلغت 33%، لكن خبراء الانتخابات يعتقدون أن نسبة المشاركة في بغداد سترتفع هذه المرة مقارنة بالانتخابات السابقة بسبب المنافسة بين هؤلاء القادة الثلاثة.
 
آرام جمال، مدير المعهد الكوردي للانتخابات، أعلن لرووداو أن المنافسة بين نوري المالكي ومحمد شياع السوداني ومحمد الحلبوسي في دائرة بغداد، سيكون لها تأثير في زيادة نسبة المشاركة في تلك الدائرة.
 
في الانتخابات الأخيرة، وهي انتخابات مجالس المحافظات عام 2023، كانت المنافسة الشديدة في دائرة بغداد بين المالكي والحلبوسي، حيث فاز الأول بـ 9 مقاعد والثاني بـ 8 مقاعد.
 
السوداني لم يكرر تجربة العبادي
 
كان حيدر العبادي رئيساً لوزراء العراق من عام 2014 إلى 2018. خلال فترة رئاسته، كان تنظيم داعش يسيطر على ثلث الأراضي العراقية، لكن الجيش العراقي والحشد الشعبي، بالتعاون مع التحالف الدولي والبيشمركة، تمكنوا من إعلان النصر على داعش في أكتوبر 2017.
 
أراد العبادي استغلال هذا الإنجاز وشكّل ائتلافاً باسم (النصر) لخوض الانتخابات البرلمانية العراقية، وكان له مرشحون، لا في المدن الشيعية فحسب، بل في المناطق السنية ومحافظات إقليم كوردستان أيضاً. لكن النصر على داعش لم ينفع العبادي، حيث حصل ائتلافه على 42 مقعداً، محتلاً المرتبة الثالثة، ولم يتمكن من أن يصبح رئيساً للوزراء مرة أخرى.
 
ليس للسوداني في هذه الانتخابات أي مرشح في دوائر إقليم كوردستان، وربما يرجع ذلك إلى عدم رغبته في تكرار تجربة العبادي نفسها. إضافة إلى ذلك، لم يقم السوداني خلال فترة رئاسته بأي مشاريع إعمار أو بنية تحتية لإقليم كوردستان، بل إنه لم يرسل أموال الميزانية التشغيلية للإقليم باستثناء أموال الرواتب (وذلك أيضاً بعد مفاوضات).
 
السوداني يتطلع إلى أصوات الشيعة
 
من بين الدوائر أو المحافظات الـ12 التي يمتلك فيها السوداني قوائم، 10 منها ذات أغلبية شيعية. ويمتلك السوداني مرشحين فقط في نينوى وصلاح الدين، وهما محافظتان ذَواتا أغلبية سنية.
 
من أصل 329 مقعداً في البرلمان العراقي، ينافس السوداني على 240 مقعداً. ففي البصرة لديه 50 مرشحاً لـ 25 مقعداً مخصصاً للمحافظة، وفي الديوانية 22 مرشحاً لـ 11 مقعداً، وفي المثنى 14 مرشحاً لـ 7 مقاعد، وفي النجف 24 مرشحاً لـ 12 مقعداً، وفي بابل 34 مرشحاً لـ 17 مقعداً، وفي بغداد 138 مرشحاً لـ 71 مقعداً، وفي ذي قار 38 مرشحاً لـ 17 مقعداً، وفي كربلاء 22 مرشحاً لـ 11 مقعداً، وفي ميسان 20 مرشحاً لـ 10 مقاعد، وفي واسط 22 مرشحاً لـ 11 مقعداً.
 
في المحافظتين ذَواتَي أغلبية سنية، يمتلك في دائرة نينوى 62 مرشحاً لـ 34 مقعداً، وفي صلاح الدين 24 مرشحاً لـ 12 مقعداً. لكنه لا يمتلك قوائم في محافظات إقليم كوردستان الثلاث والمحافظات ذات الأغلبية السنية مثل ديالى وكركوك والأنبار.
 
مَن مع السوداني؟
 
يتألف تحالف السوداني من مجموعة من الأحزاب والتيارات، منها تيار الفراتين الذي يترأسه بنفسه، والائتلاف الوطني بزعامة إياد علاوي، وحركة عطاء بزعامة فالح الفياض رئيس هيئة الحشد الشعبي، وحركة إرادة بزعامة حنان الفتلاوي، وإبداع كربلاء بزعامة نصيف جاسم الخطابي محافظ كربلاء، وبلاد سومر بزعامة أحمد الأسدي وزير العمل والشؤون الاجتماعية الحالي.
 
شارك السوداني في الانتخابات الماضية بقائمة الفراتين، وكان لديه 23 مرشحاً في جميع الدوائر الانتخابية، وكان هو أحدهم، لكنه وحده تمكن من الفوز بحصوله على 5333 صوتاً، غير أنه بعد انسحاب نواب التيار الصدري، صعد مرشح آخر من قائمته لم يفز في البداية إلى البرلمان.
 
في تموز من هذا العام، أعلن السوداني عن تشكيل كتلة برلمانية باسم الإعمار والتنمية، تضم أكثر من 50 نائباً.
 
ماذا سيحل بأصوات مقتدى الصدر؟
 
فاز مقتدى الصدر، الذي حصد أكثر من 880 ألف صوت في الانتخابات الماضية، بـ 73 مقعداً برلمانياً، وحصل على 26 مقعداً في دائرة بغداد وحدها، لكنه انسحب من البرلمان ووزعت مقاعده على الأطراف الأخرى.
 
وعلى الرغم من أن مقتدى الصدر قاطع هذه الانتخابات، إلا أنه يُعتقد أنه قد يخبئ مفاجأة لهذه الانتخابات.
 
ياسين طه، المحلل السياسي والخبير في الشأن العراقي، قال لرووداو: "موضوع الصدر ليس واضحاً حتى الآن، لقد أُبعِدَ الناس في التيار عن المشاركة في الانتخابات، وهم يدعون للمقاطعة. قد يقومون بمظاهرات يوم الانتخابات، ولكن من المحتمل أيضاً أن يعلنوا فجأة قبل الانتخابات عن التصويت لجهة معينة، لذا أُبقيَ على هذا الأمر كمفاجأة".
 
سوران عمر، النائب في الدورة الخامسة للبرلمان العراقي، صرح لرووداو أنه على الرغم من مقاطعة التيار الصدري للانتخابات، إلا أنه يعتقد أن أنصار الصدر سيصوتون للسوداني من تحت الطاولة.
 
ويرى سوران عمر أن إزالة حبر الانتخابات له علاقة أيضاً بمسألة الصدر، قائلاً: "لكي لا يتحقق التعرف إلى أنصار الصدر الذين صوتوا بسبب الحبر، وبالتالي لا يتعرضون لمواقف محرجة تجاه تيارهم".

السوداني: سأكون الأول
 
في المؤتمر السنوي السابع لمبادرة العراق، الذي نظمه معهد تشاتام هاوس في لندن بداية هذا الشهر، قال السوداني، "نتوقع الفوز بأكبر عدد من المقاعد، وهذا يعود إلى ثقة الناس التي اكتسبناها من خلال تقديم الخدمات". وأضاف: "لقد أثبت تحالفنا وجوده بين الناس، لذلك أتطلع إلى تشكيل الحكومة المقبلة حتى أتمكن من مواصلة البرامج الاقتصادية والخدمية".
 
"السوداني سيفوز بما بين 50 و70 مقعداً"
 
يؤكد معظم المحللين أن السوداني سيحصل على أكبر عدد من الأصوات في هذه الانتخابات، خاصة أنه رفع شعار الإعمار والتنمية، في وقت لا تزال فيه أجزاء من العراق تفتقر إلى الخدمات.
 
يرى ياسين طه، أن مشاريع السوداني، وبعضها ملموس، "سيكون لها تأثير في أصواته". كما أن لتركيبة قائمته، التي تضم فصائل مسلحة وشيعة ليبراليين وتقليديين ومدنيين وعشائر، تأثيرها الخاص، لذا يتوقع المحلل أن "يفوز السوداني بما بين 50 و70 مقعداً".
 
بالإضافة إلى المشاريع، يعتمد السوداني على الموظفين، حيث يقول سوران عمر، "في عهد حكومة السوداني وحدها، عُيِّنَ أكثر من مليون شخص في العراق. وهذا سيؤثر في أصواته وسيكون الأول بلا شك".

"السوداني سيترأس الطاولة"
 
بعد انسحاب التيار الصدري من العملية السياسية، برزت جبهة المقاومة بصفة فائز في الانتخابات السابقة، وسرعان ما شكلت الإطار التنسيقي، وهو الإطار ذاته الذي يضم السوداني وفصائل جبهة المقاومة، ويوجه هذه الحكومة.
 
وحول مصير جبهة المقاومة الشيعية في هذه الانتخابات، يقول ياسين طه، "لكل طرف ناخبوه، ولديهم أيضاً موظفون، وقد خصصوا رواتب للشهداء، وقدموا خدمات للناس عبر مؤسسات الدولة، ويسيطرون على وزارات. لن يكونوا مفاجأة الانتخابات، لأن خطابهم تراجع في هذه الانتخابات، لكنهم سيحصلون على الأصوات".
 
يعتقد فرهاد علاء الدين، مستشار رئيس الوزراء العراقي، أنه لا يزال من السابق لأوانه التنبؤ بالفائز في الانتخابات، لكنه يقول: "عندما ينجلي الغبار، سيجلس خمسة أو ستة قادة من الكتل الشيعية، سواء تحت اسم الإطار التنسيقي أو أي اسم آخر، في غرفة واحدة ويتفاوضون. وبلا شك، سيجلس محمد شياع السوداني، بصفته الحاصل على أكبر عدد من الأصوات، على رأس الطاولة".

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب