رووداو ديجيتال
تعد (البرمة) واحدة من وجبات الفطور الشتوية في مدينة الموصل، وهي بمثابة الغذاء الغني بالطاقة لدى شريحة العمال.
مكونات (البرمة) هي العدس، والعدس الأخضر، واللوبياء الحمراء، والباقلاء، واللحم، علماً أن هذه الأكلة دخلت الموصل في العهد العثماني.
يوجد في سوق (باب جديد) في مدينة الموصل العديد من المطاعم التي تقدم وجبة الفطور للعمال وأصحاب المصالح في المدينة، لكن محلاً واحداً يبدأ العمل في الساعة الثالثة فجراً على إعداد طبق (البرمة).
محمد الموصلي، وهو مالك مطعم، قال لشبكة رووداو الاعلامية ان "أكلة البرمة تسمى بالخلطات السبعة"، مبيناً: "استخدم القدر البخاري لعمل البرمة".
ويضيف محمد الموصلي أنه "في السابق كانت تطبخ هذه الأكلة على الفحم، حيث يطبخها العم متي في منطقة الميدان بوعاء يدعى البرنية، لكن العصر الجديد شهد تطوراً ويتم طبخها في أواني كبيرة وبخارية"، موضحاً أن "بعض المواد كالشحم، تعطي أكلة البرمة نكهة خاصة".
ينطلق العمال إلى العمل قبل أن تشرق الشمس، ويتناولون ببعض آلاف من الدنانير طبق (البرمة) الغني بالطاقة.
من جانبه، يقول المواطن المتقاعد جمال علي لشبكة رووداو الاعلامية، إن "أكلة البرمة قديمة، وهي أكلة شتوية جاءت الى الموصل من تركيا، حيث اهتم بها أجدادنا وكانوا يضعون فيها اللحم، لكنا الآن أصبحت تجارية ويضعون فيها مادة الحمص"، مؤكداً أن "أكلة البرمة لذيذة".
ويضيف أن "عدداً من المناطق في الموصل كانت شهيرة بهذه الأكلة، منها سوق اليهودي والمكاوي"، لافتاً الى أن باقي المناطق في العراق سواء في الجنوب أوالشمال أخذوا هذه الأكلة الى مناطقهم".
إلى جانب العمال، يقبل الناس العاديون والمعلمون والمتقاعدون على هذا المكان لتناول البرمة، وقسم منهم يحمل معه من هذا الطبق إلى البيت لأولاده.
المواطن علي فراس، وهو عامل، يقول لشبكة رووداو الاعلامية إن "هذه الأكلة ثمينة، وكل يوم أخذ الى البيت وجبة من هذه الأكلة لتتناولها أسرتي".
الموصل هي ثانية كبرى مدن العراق، وتاريخ بنائها ليس معروفاً على وجه التحديد حتى الآن، لكن التحليلات التاريخية تشير إلى أن تاريخ المدينة يعود إلى حوالى 1800 سنة قبل الميلاد.
توالت حضارات ودول عدة في السلطة على هذه المنطقة، وخلف كل منها خصائصه وبصماته على هذه المدينة، ومن بينها (البرمة) العثمانية.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً