العراق

النائب التركماني ارشد الصالحي وعدد من المنتسبين الامنيين التركمان يرفعون اشارة "الذئب الأغبر"
رووداو ديجيتال
رفع رئيس الجبهة التركمانية العراقية النائب أرشد الصالحي، خلال زيارته إلى المقرات التابعة لقوات "درع كركوك" و"فوج شهداء التركمان للحشد الشعبي" في النواحي والقرى التركمانية الواقعة بأطراف محافظة كركوك، إشارة "الذئب الأغبر" أو ما يطلق عليها البعض "الذئاب الرمادية".
الصالحي، وخلال زيارته التي شملت قرى بلاوة وكومبتلر وتوركلان وجرداغلي وناحية يايجي، اطلع على الأوضاع الامنية، وشدد على أهمية تواصل العمل الأمني المشترك بين جميع صنوف الأجهزة الأمنية، مؤكداً على أن "المناطق التركمانية تشكل الخط الأول لمواجهة الخلايا الارهابية التابعة لتنظيم داعش الارهابي والتي تحاول زعزعة امن واستقرار محافظة كركوك".
وخلال زيارته رفع الصالحي ومعه عدد من المنتسبين الأمنيين، إشارة "الذئب الأغبر"، في إشارة إلى الانتماء القومي التركي، وفي مشهد يعيد إلى الأذهان ما قام به عدد من السياسيين التركمان في أوقات سابقة، من رفعهم لهذه الاشارة في أماكن عدة داخل العراق، منها النائب التركماني السابق نيازي معمار أوغلو داخل مجلس النواب العراقي، والتي شهدت وقتها ردود أفعال مستنكرة.
"الذئب اسطورة للأتراك"
القيادي في حزب تركمن ايلي، تيمور البياتي قال لشبكة رووداو الإعلامية اليوم الثلاثاء (19 كانون الثاني 2021)، إن "هذه الاشارة تعود الى أسطورة تاريخية قديمة، تتمثل بذئب أغبر، أنقذ أتراك العالم، وبدأ يسير إلى جانب جدنا الأكبر أوغوص خان".
البياتي أضاف أن "رفع حركة حركة الذئب الأغبر تمثل تعبيراً عن أسطورة بقاء الأمة التركية على قيد الحياة، وهو دليل على أننا جزء من الأمة التركية بدون استثناء"، مشيراً إلى أن "التركمان يتمسكون بأمتهم وأسطورتهم، مثلما للعرب أساطير كعنترة بن شداد، وكاوة الحداد لدى الكورد".
رفع الصالحي وعدد من المقاتلين التركمان في أطراف كركوك إشارة "الذئب الأغبر"، قد يثير المشاكل مجدداً في هذه المحافظة، المتنازع عليها، والتي تضم خليطاً من الكورد والعرب والتركمان والمسيحيين، وشهدت عمليات تعريب خلال العقود السابقة، وفقاً لوثائق مثبتة رسمياً، كما أن كركوك لم يستكمل فيها تطبيق المادة 140 وتم ايقاف تنفيذ إجراءات هذه المادة القانونية، من قبل عدد من الكتل السياسية الشيعية في البرلمان العراقي، رغم دستوريتها، وبالتالي قد تثير هذه الاشارة "الذئب الأغبر" استفزاز باقي مكونات كركوك، ولاسيما مع قرب الاستحقاق الانتخابي.
في الانتخابات السابقة في البلاد عام 2018 حصل التركمان على 10 مقاعد نيابية من مختلف المحافظات والقوائم.
ودخل التركمان في محافظة كركوك بقائمة مشتركة لأول مرة، ليحصلوا على ثلاثة مقاعد نيابية، بعد أن أحرزوا مقعدين نيابيين اثنين في انتخابات عام 2014.
وتم انتخاب 4 نواب تركمان من نينوى، ونائبين من صلاح الدين، ونائب واحد من العاصمة بغداد، منهم نواب عن قائمة الفتح بقيادة هادي العامري، التي تشكلت ضمن فصائل الحشد الشعبي.
التحالف العربي يرفض "التجزئة"
بدوره، قال عضو التحالف العربي يونس الشيخ عاصي لشبكة رووداو الإعلامية اليوم الثلاثاء (19 كانون الثاني 2021): "نقف مع السلطة والقانون وكل ما يصدر عن الدولة بأي شكل من الأشكال"، مردفاً: "أما الأشكال الأخرى فاذا كانت سلبية وضد المواطنين العراقيين وضد وحدة البلاد فاننا نرفضها ولا نحترمها".
عاصي أضاف أن "التفرقة والتجزئة بين الشعب العراقي مرفوضتان، ونريد وحدة جغرافية العراق".
الاتحاد الوطني الكوردستاني: اجراء غير قانوني
من جانبها، قالت عضو مجلس النواب عن الاتحاد الوطني الكوردستاني الماس فاضل لشبكة رووداو الإعلامية اليوم الثلاثاء (19 كانون الثاني 2021) إنه "لا يجوز قانوناً رفع هذه العلامات والاشارات"، مضيفة: "نحن في كركوك نريد التعايش السلمي ويجب احترام ذلك".
وأوضحت أنه "حسب الدستور فان علم العراق وعلم كوردستان هما الوحيدان اللذان يجب أن يرفعا في العراق وفق الدستور"، مشيرة إلى "ضرورة اشاعة التعامل السلمي وحترام ثقافة التعايش، ورفض أي أمور استفزازية أخرى".
وتسببت صورة لجندي تركي في شمال سوريا، بغضب مغردين من مناطق مختلفة حول العالم، ودفعت البعض من المدونين إلى اتهام الجيش التركي بوجود عناصر "فاشية" داخله.
وظهر في الصورة التي التقطتها الوكالة الفرنسية جندي تركي في بلدة الأتارب غرب مدينة حلب شمال غرب سوريا، وهو يشير بعلامة "الذئاب الرمادية".
جدير بالاشارة أن عدداً من دول العالم، ولاسيما في أوروبا قامت بحظر حركة "الذئاب الرمادية" القومية التركية، حيث أعلنت الحكومة الفرنسية، مطلع تشرين الثاني 2020، حظر هذه الحركة، وذلك بعد تلويح وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان بذلك، لكن أنقرة توعدت بـ"رد حازم" على تلك الخطوة التي اتخذتها الحكومة الفرنسية.
وبعد حوالي سنة من تأسيسها، أعادت الحكومة الفرنسية الحركة المذكورة إلى دائرة الضوء، لتصبح حلقة جديدة في مسلسل التوترات الدبلوماسية بين باريس وأنقرة.
وفي تغريدة له عبر حسابه على موقع تويتر، قال وزير الداخلية الفرنسي إن حركة "الذئاب الرمادية"، "تحرض على التمييز والكراهية، ومتورطة في أعمال عنف".
من جانبها، وصفت أنقرة الخطوة الفرنسية بأنها "استفزازية"، وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان لها: "نشدد على ضرورة حماية حرية التعبير والتجمع للأتراك في فرنسا"، مضيفة: "سيكون ردنا على هذا القرار حازما إلى أقصى الحدود".
ووجهت السلطات الفرنسية أصابع الاتهام لهذه الحركة إثر الصدامات التي وقعت بين الجاليتين التركية والأرمينية في مدينة ليون شرق فرنسا، على خلفية تفاقم التوتر بينهما بسبب النزاع في إقليم قره باغ.
وأفادت وسائل الإعلام الفرنسية بأن عبارة اسم الجماعة "الذئاب الرمادية" كتبت على نصب تذكاري في ليون، لتكريم ذكرى مذابح الأرمن في تركيا عام 1915.
وتعود جذور تأسيس الحركة المذكورة إلى ما قبل نحو 6 عقود، على يد ألب أرسلان توركش (1917-1997)، وهو عقيد سابق في الجيش التركي شارك في دورات عديدة عسكرية بالولايات المتحدة وبلدان أخرى، ونال الاختصاص في الذرة النووية من ألمانيا سنة 1959.
جدير بالذكر أن جماعة "الذئاب الرمادية"، ليست مسجلة رسمياً في تركيا، وتأسست أواخر الستينيات، وهي تقوم على تمجيد الشعب التركي واستعادة أمجاده التاريخية، كما تساند بقوة الأطروحات الرسمية في موضوع الأرمن وكذلك في القضية الكوردية، كما تقول تقارير إن الحركة تساند بقوة تمدد تركيا في محيطها الجغرافي.
بدوره، صادق البرلمان الألماني يوم الأربعاء (18 تشرين الثاني 2020) بالأغلبية على طلب مشترك مقدم من أحزاب الائتلاف الحاكم والحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي) وحزب الخضر، يطالب الحكومة بدراسة حظر منظمة "الذئاب الرمادية" التركية.
وبرر مقدمو الطلب هذه الخطوة بأن المنظمة "عنصرية ومعادية للسامية ومعادية للديمقراطية وتهدد الأمن الداخلي في البلاد".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً