فصيل مسلح يختطف ناشطاً كوردياً في بغداد.. وذووه يسردون لرووداو التفاصيل

18-12-2021
هيمن عبدالله
الكلمات الدالة بغداد الفصائل المسلحة اختطاف النشطاء
A+ A-
رووداو ديجيتال

بختيار ابراهيم، ناشط مدني كوردي يحمل الجنسية الالمانية، تعرض للخطف في العاصمة العراقية بغداد قبل نحو أربعة أشهر عنددما زارها قادماً من اسطنبول، بعد أن كان يعتزم من هناك توقيع عقد عمل.
 
شقيق الناشط المدني، قال خلال استضافته في برنامج "دياسبورا" الذي يقدمه الزميل هيمن عبد الله، انه كان لدى شقيقه مقابلة مع تلفزيون النهار في شهر كانون الثاني 2021، والتقى مدير القناة حسن جمعة وشخصاً آخر يدعى علاء الدين الزبيدي في ألمانيا، تحدّثوا خلال اللقاء مع شقيقه المختطف حالياً في عدّة محاور، وتطرق في حديثه الى حياته الشخصية.
 
في حزيران 2021 ذهب بختيار ابراهيم الى اسطنبول لحضور معرض دولي مشترك لغرف تجارة العراق وإقليم كوردستان وتركيا، وكان جمعة والزبيدي هناك، حيث بقوا في اسطنبول لمدة شهر، وبعد ذلك توجهوا الى أربيل، وفقاً لشقيقه الذي يسرد التفاصيل خلال البرنامج.
 

تابعوا قناة رووداو عربية على تليغرام

واضاف أنه "كانت هناك مفاوضات بين أخي ومدير قناة النهار لافتتاح فرع للقناة في اسطنبول، على أن يتسلّم أخي الاشراف عليها وادارتها، وبعد ذلك تم عرض منصب وزاري عليه في بغداد، ولم يتم التوقيع على العقود في اسطنبول، فطُلب منه الحضور الى بغداد لتوقيع العقد".
 
وأكد شقيق بختيار أن الأخير اتصل به واخبره بأنه حجز للذهاب الى بغداد في 4 آب 2021، وبعد وصوله الى بغداد أرسل له صوراً تجمعه بحسن جمعة في المطار، مضيفاً انه نزل بعد وصوله الى العاصمة في فندق بغداد بساحة التحرير وحجز هناك لتاريخ 12 آب، وفي اليوم الذي يليه (13 آب) كان في منزل حسن جمعة وأرسل مقطعاً مصوراً له وصوراً من هناك.
 
"كانت اخر رسالة تسلمتها منه قبل لقائه مع مستشار رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي وبعض الأشخاص، من بينهم وائل العلامي وأحمد العلامي وآخرين لا أذكر اسماءهم، وكان معهم حسن جمعة"، وفقا لشقيق بختيار، الذي أضاف أنه "وبحسب ما قاله جمعة فإنه بعد انتهائهم من الاجتماع اعترضتهم 3 سيارات، وغضب أخي منهم واخبرهم أنهم دبلوماسيون ولا يحق لهؤلاء الأشخاص إيقافهم، لكنهم غضبوا منه وقاموا بأخذه وتهديد حسن جمعة بالقتل في حال عدم مغادرته للعراق".
 
ويضيف أنه "وبعد إجراء البحث والتحقيق في الحادثة ظهر أن عصائب أهل الحق بزعامة قيس الخزعلي اختطفت بختيار ابراهيم، وأظهر حسن جمعة استعداده لتقديم كل انواع المساعدة لتحريره، لكن كل ذلك حتى الآن مجرد كلام".
 
شقيق الناشط الكوردي المخطوف، أوضح ان شقيقه كان في الأيام الأخيرة من فقدانه، أي في 8-9 آب، يشعر بالخوف اثناء اقامته في الفندق ويشعر بأنه مراقب، وكان من المقرر نقله الى المنطقة الخضراء بسبب استباب الأمن فيها، لكن تم تأجيل العملية لعدة مرات حتى اختفائه.
 
وأشار الى انه "اتصل بالفندق وان إدارة الفندق أكدت أنه كان يظهر على الناشط خوف واضح، وكان يشعر بمراقبته، لذلك فضل ترك المكان"، مردفاً أن أخيه "اقام في سنوات سابقة في العاصمة بغداد لغرض الدراسة الجامعية، ودرس اللغة الروسية في كلية الآداب هناك".
 
شقيق الناشط المدني الكوردي ذكر أن شقيقه كان مناصراً للسلام والتعايش السلمي بين الشعوب "ولم يقم بأي جرم أو فعل باعث للشك"، فيما أشارت شقيقته الى أنه "كان شخصاً مسالماً، وأباً وشقيقاً جيداً".
 
وذكر ذوو المفقود انهم حاولوا بشكل شخصي تحرير شقيقهم بالسبل القانونية ولجأوا الى محامي، لكن الأخير رفض تولي القضية، دون ذكر الأسباب، مضيفاً: "قمت بالاتصال به مرة أخرى وأصريت على معرفة السبب، فعلمت انه تعرّض للتهديد بالقتل في حال استمراره بالقضية".
 
واشار الى ان "حسن جمعة تعرض الى التهديد عقب اختطاف بختيار، وغادر الى اسطنبول. وبعد ايام اتصلت به فأخبرني أنه ذهب الى لبنان لمحاولة التفاوض مع الجهة المختطفة، لكن الجهة المختطفة لا تتواصل مع أحد ولا تقوم بتشكيل ارتباط مباشر مع أحد".

 

 

 

 
لكن حسن جمعة عاد الى العراق ولا أحد يعرف كيف تمت تسوية الأمر، وفقاً لشقيق بختيار ابراهيم.
 
تقوم الشرطة الألمانية بالتحقيق في حادث اختطاف الناشط بختيار ابراهيم، وهي في تواصل مع الحكومة العراقية، وعينت موظفاً خاصاً بالقضية نتواصل معه، لكن حتى الآن لم يتم الوصول الى نتيجة، "لأن الحكومة العراقية ليست لها أي سلطة على هذه الجماعات"، على حدّ قول شقيق الناشط بختيار ابراهيم.
 
عائلة الناشط المدني، دعت رئاسة اقليم كوردستان وحكومة اقليم كوردستان ورئاسة الى العمل على تحرير المختطف سواء بطرق رسمية او شخصية، مشيرة الى انه مضى على اختطاف الناشط 4 أشهر، والعائلة تشعر بقلق كبير جداً.
 
شقيق بختيار ابراهيم، قال أيضاً أن "العائلة لا تملك أية معلومات عن بختيار ولا محلّ تواجده الآن، سوى ان عصائب أهل الحق هي الجهة التي قامت باختطاف ابنها"، داعياً زعيم العصائب قيس الخزعلي وكذلك زعيم تحالف الفتح هادي العامري الى تحرير شقيقه "لأنه بريء".
 
شقيقة المفقود، طالبت الجهة الخاطفة بتحرير شقيقها، والاحتكام الى القانون إذا كان قد قام بجرم أو فعل مخالف للقانون، مؤكدة ان شقيقها "بريء ولم يقم بأي جريمة. هو شخص بسيط وحيادي وعمل دائماً من أجل السلام".
 
وتشهد العاصمة بغداد وعدد من المحافظات الوسطى والجنوبية بين الحين والآخر عمليات خطف لناشطين ورجال الأعمال ومستثمرين، من قبل جهات مسلحة ومافيات، حيث يتعرض ذوو المخطوفين على الغالب الى مساومات لتقديم فدية مالية مقابل اطلاق سراحهم، أو يتم العثور عليهم كجثث ملقاة في مناطق متفرقة.
 
ولجأ العديد ممن تعرضوا للخطف، وحالفهم الحظ بالنجاة، الى مغادرة مدنهم صوب اقليم كوردستان او الهجرة الى خارج العراق، بحثاً عن الأمان.
 
واندلعت في خريف 2019 في بغداد ومدن جنوب العراق تظاهرات واسعة النطاق ضد الحكومة، حيث قُتل العشرات من المحتجين في أعمال عنف، بينهم ناشطون قضوا برصاص مسلحين مجهولين على متن دراجات نارية، كما خُطف عشرات آخرون، أُطلق سراح بعضهم فيما بعد بالقرب من منازلهم، فيما لا يزال مصير الآخرين مجهولاً.

 

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب