مختص بعلم الزلازل لرووداو: حدودنا مع ايران اخطر مناطق النشاط الزلزالي.. وسدود تركيا لم تسبب الهزة الارضية

18-02-2023
معد فياض
الكلمات الدالة الزلزال العراق تركيا
A+ A-
معد فياض

أوضح البروفيسور، واثق غازي عبد النبي، اختصاص علم الزلازل، انه: "لا توجد فترة محددة بين وقوع الزلزال الحالي واحتمالية تكراره مرة اخرى وبنفس الشدة، وما يمكن ان أؤكده هو ان الطاقة المخزونة على جانبي الصدع المسؤول عن حدوث الهزة الارضية قد تحررت اثناء حدوث الزلزال وانها تحتاج الى سنوات طويلة لكي تتجمع من جديد. ما يحدث من هزات ارضية حاليا في نفس مكان الزلزال هي مجموعة الهزات التي نسميها التوابع (تسمى خطأ بالارتدادية) والتي سوف يستمر حدوثها لاشهر وقد تصل الى السنة"، مضيفا: ان" الهزات الأرضية التي حدثت مؤخراً في تركيا هي هزات طبيعية (تكونية) حدثت نتيجة لحركة صدع الأناضول الشرقي، وهذه الحركة هي نتيجة طبيعية لحركة الصفيحة الاناضولية باتجاه الغرب وحركة الصفيحة العربية باتجاه الشمال تقريباً، إذ أن صدع الأناضول هذا يمثل الحد الفاصل بين الصفيحتين المذكورتين.
 
وحول احتمالية وقوع زلزال في نفس المنطقة التي وقع فيها بتركيا، قال استاذ قسم علم الأرض بكلية العلوم في جامعة البصرة، لشبكة رووداو الاعلامية اليوم السبت (18 شباط 2023)، أن "الممكن ان تحدث هزات ارضية على صدع الاناضول الشرقي وبمقادير مختلفة، واكيد هناك امكانية لحدوث هزة ارضية كبيرة لكن على مكان اخر من الصدع وليس نفس المكان"، مشيرا الى ان "زلزل تركيا الاخير هذا لا يعد الاقوى فخلال المائة وعشرين سنة الماضية حدثت هزات ارضية اكبر، لكن ما يميز هذا الحدث الزلزالي الاخير هو انه يتضمن هزتين ارضيتين كبيرتين وليس هزة ارضية واحدة حدثتا على صدعين متجاورين والفترة الزمنية الفاصلة بين حدوثهما لا تتعدى الاثنا عشر ساعة، وهذا أمر نادر الحدوث عند تعقبنا لتاريخ 
حوادث الزلزالية في العالم".
 
وعن امكانية حدوث هزة أرضية أكبر، قريبا من نفس المنطقة، من التي حدثت في أول يوم للنشاط الزلزالي في تركيا، قال البروفيسور واثق غازي: "كلا.. الهزة الأرضية التي حدثت بتاريخ 6 / 2 / 2023 في الساعة الواحدة وسبعة عشر دقيقة بالتوقيت العالمي وبمقدار 7.8 على مقياس العزم الزلزالي (وليس مقياس ريختر)، هي الهزة الأرضية الرئيسية التي تحررت خلالها أغلب الطاقة المخزونة في الصخور على جانبي صدع الأناضول. وبالتالي، فإن ما يتبعها من هزات أرضية والتي تسمى بالتوابع (وليس الارتدادية) يجب أن تكون ذات مقدار أقل. وهو ما تؤكده التسجيلات الزلزالية للتوابع. يطلق على الهزة الأرضية وما يتبعها من هزات والتي تحدث في مكان واحد تقريباً وفترة زمنية محددة بالسرب الزلزالي (Earthquake swarm) وهي التسمية العلمية لما حدث من هزات في تركيا. "
 
وفيما يتعلق بحجم الخسائر الهائلة التي خلفها زلزال تركيا وامتداد تاثيره الى الاراضي السورية، اوضح  البروفيسور واثق غازي ان "حجم الخسائر يعتمد على مقدار الزلزال وعلى طبيعة الصخور في المنطقة وعلى كثافة الابنية والمجمعات السكنية فيها وعلى مدى الالتزام بتطبيق شروط معامل البناء الزلزالي عند بناء المنشئات والتجمعات السكنية وعلى قربها من البؤرة السطحية للزلزال، وان ما حدث في سوريا هو بسبب الزلزلازل  التي حدثت ضمن الاراضي التركية اذ انه لم تحدث هزة ارضية داخل الاراضي السورية نفسها".
 

 
ونفى استاذ علم الزلازل في جامعة البصرة ان "يكون للسدود الموجودة في تركيا تاثير على حدوث هذه الهزات الارضية الكبيرة وتوابعها، هذه هزات ارضية عميقة لا يمكن لنشاط بشري ان يكون مسؤول عنها".منبها الى ان:" جميع السدود الكبيرة في العالم تقريبا يمكن ان تولد هزات ارضية نسميها بالهزات الارضية الصناعية، لكن ما يميز هذه الهزات انها ذات مقادير صغيرة لا تتجاوز الخمسة درجات عادة وذات عمق لا يتجاوز الاربعة كيلومتر، وهذا ما لم يتوفر في هزات تركيا الاخيرة"،  مستطردا بقوله: "يمكن للنشاط البشري المتمثل ببناء السدود او سحب النفط والغاز او سحب المياه الجوفية او حفر المناجم او التفجيرات النووية ان تسبب هزات ارضية نسميها بالهزات الصناعية، وهي ذات مقادير صغيرة واعماق ضحلة".
 
واستبعد ان تتأثر سدود تركيا قد تاثرت بهذا الزلزال، وقال: "السدود وجميع المنشئات الكبيرة تصمم وفقاً لمعامل البناء الزلزالي لمنطقة البناء. هذا المعامل يعتمد على ما يسمى بخريطة المخاطر الزلزالية، وهي بتبسيط شديد خريطة تبين معدل اهتزاز الأرض الذي يحدث عند اعلى هزة أرضية متوقعة في هذه المنطقة. تركيا تملك خريطة مخاطر زلزالية ممتازة ومعامل بناء زلزالي يراعي حدوث هزات أرضية بمقدار يفوق ما تم تخمينه، وذلك لضمان جودة البناء. طبعاً يراعى في معامل البناء الزلزالي الجمع بين سلامة المنشأ وكلفة إنشائه بسبب ذلك، فإن السدود في تركيا تحظى بدرجة امان عالية وهي تحت المراقبة الدورية، إذ ان كل سد له أجهزة رصد زلزالي خاصة به تحسب أصغر هزة أرضية يمكن أن تحدث. الخلاصة، السدود في تركيا (وفي أغلب دول العالم) مصممة لتكون مقاومة للنشاط الزلزالي حتى العالي منه".
 

 
وأكد البروفيسور واثق غسان أن "هناك معامل بناء زلزالي حديث في العراق تم اعداده من قبل لجنة مختصة تابعة لوزارة النقل ضمت اشخاصا من داخل وخارج الوزارة ،وتم اكماله عام 2017 "، مؤكدا ان "معامل البناء الزلزالي في العراق تم اعداده بالاعتماد على خريطة مخاطر زلزالية عمل عليها كادر مختص في علم الزلازل من جامعتي البصرة وبغداد وبأشراف ودعم من جامعة اركنساس في الولايات المتحدة الاميركية، ومختبر لورنس ليفرمور الوطني في أميركا، ومكتب بحثي مختص في كندا، واستمر العمل على اعداد هذه الخريطة فترة تجاوزت الثلاث سنوات، بعدها تم تسليمها بشكل رسمي إلى وزارة النقل العراقية لغرض تحديث معامل البناء الزلزالي عندهم، وفعلاً تم هذا الأمر. حالياً، معامل البناء الزلزالي الحديث متوفر في وزارة النقل ويتم اعطاؤه لكل الشركات التي تقوم ببناء منشآت حيوية كبيرة مثل الجسور والسدود والابراج والمباني الشاهقة، وكذلك المجمعات السكنية الحديثة، لكن السؤال الآن: هل يتم الالتزام بهذا المعامل الزلزالي عند تنفيذ هذه المشاريع؟ هذا ما لا نعرفه".
 
وحدد البروفيسور واثق غازي، المختص بعلم الزلازل في كلية العلوم بجامعة البصرة أخطر مناطق النشاط الزلزالي في العراق، وهي "المنطقة الممتدة على طول الحدود العراقية الإيرانية من مندلي (ديالى) مرورا ببدرا (واسط) ولغاية الطيب (ميسان) هي المنطقة الأكثر نشاطاً زلزالياً في العراق. هذه المنطقة هي مكان صدع يعرف بصدع (مندلي – بدرا – الطيب) ناتج من حركة انضغاطية تحدث بسبب تصادم الصفيحتين العربية والإيرانية. وخلال المائة وعشرون سنة الماضية (1900 – 2020) حدثت مئات الهزات الأرضية على طول هذا الصدع، وبمقدار لم يتجاوز الستة درجات، لكن هذا لا يمنع من حدوث هزة أرضية تتجاوز هذا المقدار، وذلك بسبب  موقع الصدع من نطاق التصادم، والامتداد الطويل للصدع،  والحركة المعكوسة عليه، والمنطقة الثانية في شدة المخاطر الزلزالية هي المنطقة الواقعة ضمن النطاق الجبلي للعراق (محافظات دهوك، أربيل، السليمانية، كركوك، الموصل)، اما المنطقة الثالثة هي منطقة سهل وادي الرافدين، والمنطقة الرابعة والأخيرة هي منطقة الصحراء العراقية الممتدة من أسفل نهر الفرات في الأنبار لغاية غرب البصرة. "
 
وأوضح البروفيسور واثق غازي انه "توجد في العراق أجهزة رصد زلزالي في موزعة على شبكتين رئيسيتين هما: أولاً، شبكة الرصد الزلزالي العراقي والتابعة إلى هيئة الأنواء الجوية والرصد الزلزالي في وزارة النقل، وتتألف من خمسة أجهزة موجودة في محافظات الموصل وكركوك وبغداد والكوت وذي قار. ثانياً، شبكة وادي الرافدين التي يديرها أساتذة مختصين من عدد من الجامعات العراقية ومركز جمع بياناتها هو مختبر الرصد الزلزالي في قسم علم الأرض، كلية العلوم بجامعة البصرة، وتتألف هذه الشبكة من اثني عشر جهاز رصد موزعة على محافظات دهوك والسليمانية وكركوك وديالى وبغداد والانبار وكربلاء والكوت وذي قار والمثنى وميسان والبصرة".
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب