رووداو- اربيل
ابلغ رئيس اللجنة المالية النيابية، أحمد الجلبي، قبل 23 يوما من وفاته، هيئة النزاهة العراقية بملف خطير "للفساد المالي"، داعيا الهيئة الى "ايلاء الاهتمام قبل ان ينزلق العراق نحو الافلاس".
رحل الجلبي يوم 3/11/2015، لكن سرعان ما اثار بعض المسؤولين العراقيين الشكوك حول وفاته، وعلى الرغم من عدم وجود اي ادلة مؤكدة، لكن المسؤولين العراقيين لم يستبعدوا ان يكون الكشف عن هذه الوثائق السبب وراء وفاته.
ويظهر التحقيق في وثائق اللجنة المالية في مجلس النواب العراقي، ذي الرقم (74) الذي سلم في 11 تشرين الاول 2015 بتوقيع رئيس اللجنة المالية د.احمد الجلبي الى هيئة النزاهة، ان العديد من البنوك العراقية تقوم يوميا بعمليات غسيل للاموال باسماء وهمية ومع شركات وهمية.
وجاء في جزء من التحقيقات التي حصلت شبكة رووداو الاعلامية على نسخة منها، ان "شخصا باسم محمد ياسر محسن، وهو مؤسس شركة (الطيب) ومدير بنك الهدى، قام بشراء الدولار من البنك المركزي العراقي بشكل يومي بوثائق مزورة وحولها لشركة تزوير وهمية".
وتشير التحقيقات الى ان "محمد ياسر وخلال السنوات الثلاث الماضية حول ستة مليارات وخمسمئة وخمسة وخمسين مليونا وستمئة وستين الفا وثلاثمئة وثمانية وستين دولارا من البنك المركزي الى حسابه في ثلاث شركات وهمية في بنك الاسكان الاردني"، فضلا عن بعض المعاملات الاخرى.
ويصنف احمد الجلبي في الوثيقة هذه العملية بـ"غسيل الاموال"، ويكشف عن ان "لديه معلومات دقيقة عن قيام مصرف الشرق الاوسط ومصرف اربيل بنفس تعاملات مصرف الطيب".
وفي هذا الشأن طلبت اللجنة المالية في البرلمان العراقي من هيئة النزاهة، "التحقيق في عمليات الحوالات النقدية بين المصارف والتي لا تجوز باي شكل من الاشكال وفقا للقوانين المالية العراقية".
وتبين التحقيقات التي وقع عليها الجلبي ان "هذه بعض النماذج البسيطة من فساد المصارف في عموم العراق، وهذا امر خطير وسيؤثر في المستقبل على الاحتياطي المالي العراقي في البنك المركزي، ارجو الاهتمام بالموضوع قبل ان يتجه العراق نحو الافلاس".
وتحدث الجلبي قبل وفاته عن الفساد المالي بالقول "اتضح لنا وجود مافيات فساد كبيرة استولت على المصارف ولديها شركاء في البنك المركزي، كما ان هناك مسؤولين كبار في الدولة يدعمون تلك المافيات ويحمونها".
والى جانب الوثائق التي قدمها لهيئة النزاهة، تشير الانباء الى ان الجلبي قبل يوم من وفاته، سلم ملف فساد اخر الى المرجعية الشيعية العليا، تضمن معلومات تفصيلية حول فساد العديد من الشخصيات والقوى السياسية العراقية والبنك المركزي، واحتوى ايضا على اسماء الدول المشاركة في عملية سلب العملات العراقية والتي تحولت الى مزاد للعملة الاجنبية.
وكان للشكوك حول وفاته اصداء عدة، فبعد اسبوع من وفاته قرر البنك المركزي العراقي ومجلس القضاء الاعلى التحقيق في الوثائق التي كشف عنها الجلبي قبل وفاته.
وحول الملف نفسه، قررت لجنة النزاهة النيابية التنسيق مع اللجنة المالية البرلمانية العراقية لتوحيد هذه الوثائق فيما بينهما.
وقال المتحدث باسم لجنة النزاهة عادل نوري، لشبكة رووداو الاعلامية "لدينا وثائق اكثر حول هذا الفساد، لكننا ننسق مع اللجنة المالية لتوحيد التحقيقات".
واضاف البرلماني الكوردي "سنجتمع مع عائلة الجلبي لتسلم الوثائق السرية جدا، المحفوظة لدى عائلته، والتي لم ترسل حتى للمرجعية الشيعية العليا".
واي كان سبب الوفاة المفاجئة لاحمد الجلبي، فانه كشف بعد رحيله عن اسرار كبيرة جدا، واذا ما حققت مؤسسات المراقبة والمساءلة العراقية فيها، فانها ستمنح السلام لروح الجلبي، الى جانب قيامها بواجبها.
من هو احمد الجلبي؟
ولد أحمد الجلبي عام 1945 لأسرة عربية شيعية، وكان والده وزيرا للتجارة في العهد الملكي، وهو حاصل على درجة الدكتوراه الفلسفية بالرياضيات من جامعة شيكاغو ثم بمعهد ماساشوستس للتكنولوجيا.
وكان من السياسيين المعارضين لنظام الرئيس العراقي الاسبق، صدام حسين، وبعد تأسيسه بنك البتراء في الأردن، اصبح تاجرا، وحاول في التسعينيات تنظيم انتفاضة ضد حكومة صدام حسين.
وكان الجلبي يحظى بدعم من العديد من اعضاء الكونجرس الأمريكي ووزارة الدفاع (البنتاجون)، واختير الجلبي عضوا في مجلس الحكم العراقي الانتقالي الذي اسس عام 2004.




تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً