"سيارة إطفاء بلا ماء".. شهود عيان يروون لرووداو تفاصيل اللحظات الأولى لحريق هايبر ماركت الكوت

17-07-2025
زياد اسماعيل
الكلمات الدالة الكوت
A+ A-
رووداو ديجيتال

في غضون ساعات قليلة، تفحّمت خمسة طوابق من مبنى هايبر ماركت الكوت، وسط محافظة واسط شرقي العراق.
 
شدة النيران وكثافة الدخان أسفرت عن مصرع 63 شخصاً وإصابة 40 آخرين، وعلى إثر ذلك أُعلن الحداد لمدة ثلاثة أيام في العراق.
 
علي شاكر، وهو شاهد عيان، يقول: "وصلت سيارة الإطفاء، ولم يكن بها ماء، وبعد 60 ثانية طلبوا المساعدة من دائرة المجاري والبلدية لملء سيارة الإطفاء بالماء".
 
ويعرب عن ألمه مما جرى: "قلوبنا محروقة، لم ننم منذ الأمس ونحن واقفون على أقدامنا. لقد رحل شبابنا وعائلاتنا."
 
أمام دائرة الطب العدلي في واسط، لم يتم التعرف على 18 جثة بسبب شدة الحروق، وتجمع الناس هناك لتسلّم جثامين ذويهم والسؤال عن مفقوديهم.
 
والدة محمد بوري، وهو أحد الضحايا، تصف ابنها بالقول: "كان شاباً صغيراً، أنهى امتحاناته للتو، كان وحيد والدته".
 
بينما يقول عامر خميس، وهو عم أحد الضحايا إن "هناك من لايزال مفقوداً، لم يتم التعرف عليه بعد. لم يتبق سوى جمجمة وعظام".
 
كان الحادث مفجعاً لسكان مدينة الكوت، ولكنه كان أكثر إيلاماً عائلة مكونة من خمسة أفراد، بالإضافة إلى ضيفين وخادمة، لقوا حتفهم في الحريق.
 
علي المهندس، وهو جار العائلة، يقول إن "جارتنا، الدكتورة زينب عبد الحسن لفتة، وزوجها المهندس علي محمود، واثنين من أطفالهما، ووالدة زوجها، وطفلين من أقارب زوجها، وخادمة إثيوبية. جميعهم قضوا في الحادث".
 
إحدى القصص المأساوية لهذا الحادث هي مثال لوفاء طبيب كوردي بقي حتى أنفاسه الأخيرة لإنقاذ صديقه من بين النيران، ليلقيا حتفهما معاً.
 
حيدر الفيلي، وهو خال الدكتور محمد الفيلي، يقول: "عندما اندلع الحريق، لم يستطع محمد ترك صديقه لأنه كان ضعيف البصر، فاضطر لأخذه معه إلى المصعد لأنه لم يكن يستطيع صعود السلالم".
 
ويوضح: "صعد المصعد، وبسبب الحريق انقطعت الكهرباء، فاختنقا داخل المصعد".
 
اندلع الحريق في منتصف ليلة أمس الأربعاء واستمر حتى فجر اليوم الخميس. 
 
شكل مجلس الوزراء العراقي لجنة تحقيق، ومن المقرر أن تكشف عن سبب الحريق في غضون 48 ساعة.
 
لم يكن افتتاح هذا الهايبر ماركت فأل خير على أهالي الكوت، فبعد أسبوع واحد فقط، وقعت هذه الكارثة. 
 
سجل عدد من أهالي الضحايا دعاوى قضائية ضد صاحبه، إذ يعتقدون أنه حصل على ترخيص لافتتاحه بشكل غير قانوني، وإلا، فمع وجود شروط السلامة، كيف كان كل هؤلاء الناس سيقعون ضحية لهذا الحريق في غضون ساعات قليلة.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب