رووداو ديجيتال
اتجهت الهجمات المتبادلة بين اسرائيل وايران نحو مواقع المفاعلات الذرية لينتقل النزاع الى مراحل اكثر خطورة اليوم الثلاثاء (17 حزيران 2025).
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن الجيش سيواصل اليوم "ضرب أهداف مهمة في إيران، وسنعلن للإيرانيين عن المواقع التي يجب عليهم مغادرتها"، كما توعد باستهدافات جديدة للقادة العسكريين والمنظومة الصاروخية والبرنامج النووي الايراني.
وكشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن أن القصف الإسرائيلي على المجمع النووي الإيراني في نطنز أصاب بشكل مباشر محطة تخصيب اليورانيوم تحت الأرض هناك، لتتراجع بذلك عن تقييمها الأولي للأضرار.
وقالت الوكالة التابعة للأمم المتحدة في منشور على إكس، اليوم الثلاثاء، "استناداً إلى التحليل المستمر لصور الأقمار الصناعية عالية الدقة التي جُمعت بعد هجمات الجمعة، حددت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عناصر إضافية تشير إلى أضرار مباشرة في قاعات التخصيب تحت الأرض في نطنز".
وأضافت أنه "لا يوجد أي تغيير يمكن الإبلاغ عنه" في الموقعين النوويين الرئيسيين الآخرين في إيران: أصفهان وفوردو.
يمثل هذا الإعلان تراجعاً عن تقييم أولي للوكالة جاء فيه أن محطة التخصيب تحت الأرض في نطنز، وهي الأكبر في هذا المجمع، تعرضت لإصابة غير مباشرة، فيما دُمرت محطة التخصيب التجريبية فوق الأرض.
وفيما يتعلّق بمنشأة فوردو الحصينة التي تقع في عمق الجبال، قال المدير العام للوكالة رافائيل غروسي، أمس الاثنين، إنه لا يوجد أي ضرر واضح في المنشأة، التي تخصب فيها إيران اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%، أي ما يقارب درجة 90% اللازمة لصنع الأسلحة.
في الوقت نفسه، قالت الوكالة إن عدة منشآت في مجمع أصفهان النووي دُمرت، بما في ذلك المحطة التي تعالج اليورانيوم بما يسمح بتخصيبه داخل أجهزة الطرد المركزي.
ويضغط رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على الرئيس الاميركي دونالد ترمب للمشاركة في الحرب ضد ايران من اجل ضمان تدمير المواقع النووية الايرانية.
وقال الجيش الإسرائيلي إن تدمير منشأة فوردو الحصينة يتطلب قراراً من الرئيس الأميركي ترمب بالمشاركة في قصف إيران، إذ لا تمتلك إسرائيل الذخائر اللازمة لاستهداف المنشأة.
وفي هذا الخصوص أوضح الخبير العسكري العراقي إحسان القيسون لشبكة رووداو الاعلامية أن "قصف المفاعلات النووية الايرانية، في نطنز وبوشهر وفوردو، يتطلب تدخلاً اميركياً مباشراً، لأن اسرائيل لا تملك قنبلةGBU-57 الأميركية الصنع، والتي تسمى بـ (خارقة الحصون) التي تستطيع خرق الارض بعمق اكثر من 60 متراً، وعلى افتراض ان اسرائيل تمتلك هذه القنبلة، فانها لا تمتلك الطائرة التي تستطيع حملها والقائها، وهي حصريا طائرة (بي 2 سبيرت) وهي طائرة حربية أميركية توجد عند سلاح الجو الأميركي فقط".
ووسط تكهنات متصاعدة لمراقبين بمشاركة قريبة لواشنطن في الحرب، قال ترمب في آخر تصريحاته اليوم الثلاثاء إنه بات "لدينا الآن سيطرة كاملة وشاملة على سماء إيران"، في إشارة إلى ما سمي التفوق الإسرائيلي الجوي منذ بداية القصف.
في هذه الأثناء نقلت فوكس نيوز عن مسؤول بالبيت الأبيض أن ضربات أميركية على أهداف بإيران بما في ذلك المنشآت النووية مطروحة على الطاولة، كما أشارت صحيفة وول ستريت جورنال نقلا عن مسؤولين أميركيين أن ترمب يدرس في اجتماع مجلس الأمن القومي خيارات بينها توجيه ضربة لإيران.
وتصاعدت لهجة التهديدات لتطال حياة المرشد الاعلى الايراني علي خامنئي. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن "مكان المرشد الإيراني علي خامنئي معروف، وأنه هدف سهل لكن لن يتم استهدافه في الوقت الحالي"، مطالباً إيران بالاستسلام "غير المشروط".
وأضاف في تغريدة على منصة تروث سوشيال "نعرف تماماً أين يختبئ المرشد الأعلى في إيران. المرشد الأعلى هدف سهل ولن نقضي عليه على الأقل في الوقت الحالي"، مردفاً أن "صبرنا ينفد. لا نريد استهداف جنودنا".
وأعلن الرئيس الأميركي في وقت سابق اليوم الثلاثاء أنه يريد "نهاية حقيقية" للنزاع بين إسرائيل وإيران وليس مجرد وقف إطلاق النار، قبل اجتماع مخصص لهذا الموضوع في البيت الأبيض، نافياً عقد محادثات سلام مع طهران بعد بدء المواجهة.
وجدد ترمب تحذيره لطهران من التعرض للقوات أو المصالح الأميركية، متوعداً "سنرد بقوة شديدة، لن يكون هناك أي رادع".
من جهته وجّه وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف كاتس، تهديداً مباشراً للمرشد الإيراني علي خامنئي، محذراً إياه من "مصير مشابه" لمصير الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، في حال استمرار طهران في استهداف المدنيين الإسرائيليين.
وخلال تقييم أمني عقده صباح اليوم الثلاثاء مع كبار قادة الجيش الإسرائيلي، قال كاتس في بيان صادر عن مكتبه: "أُحذّر الديكتاتور الإيراني من الاستمرار في ارتكاب جرائم حرب وإطلاق الصواريخ باتجاه المدنيين في إسرائيل".
وأضاف: "من الأفضل له أن يتذكر مصير الديكتاتور في الدولة المجاورة لإيران، والذي اختار الطريق ذاته ضد دولة إسرائيل"، في إشارة إلى صدام حسين، الذي أُطيح به خلال الغزو الأميركي للعراق عام 2003.
وأضاف كاتس: "سنواصل اليوم أيضاً ضرب أهداف تابعة للنظام والمؤسسة العسكرية في طهران، كما فعلنا بالأمس مع هيئة البث والدعاية والتحريض التابعة للنظام".
وشنت ايران اليوم الثلاثاء هجوماً صاروخياً جديداً على إسرائيل يشمل المنطقة التي يقع فيها مفاعل "ديمونا" النووي. وحض رئيس هيئة الأركان في القوات المسلحة الإيرانية عبد الرحيم موسوي، سكان مدينتي حيفا وتل أبيب الإسرائيليتين إلى إخلائهما، محذّراً من هجمات "عقابية" تعتزم طهران شنّها.
وقال موسوي في بيان بالفيديو أورده التلفزيون الرسمي في اليوم الخامس من المواجهة غير المسبوقة بين إسرائيل وإيران والتي بدأتها إسرائيل باستهداف مواقع عسكرية ونووية في ايران: "ستُنفّذ عمليات عقابية قريباً".
وحث موسوي بشدة "سكان الأراضي المحتلة، وخاصة تل أبيب وحيفا، على مغادرة هذه المناطق من أجل سلامتهم".
وفي وقت سابق، أعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، إطلاق صفارات الإنذار في مناطق جنوب إسرائيل، بما في ذلك ديمونا، المدينة التي تضم محطة لإنتاج الطاقة النووية.
ودوت صفارات الإنذار في منطقة تل أبيب وأجزاء من شمال إسرائيل، الثلاثاء، بحسب ما أعلن الجيش الإسرائيلي، وذلك بعد تحذير من وابل جديد من الصواريخ القادمة من إيران، بحسب وكالة فرانس برس.
وجاء في بيان للجيش: "دوت صفارات الإنذار في عدة مناطق في أنحاء إسرائيل بعد رصد صواريخ أُطلقت من إيران باتجاه دولة إسرائيل"، وطُلب من السكان في منطقة تل أبيب والمناطق الشمالية التوجه إلى الملاجئ واتباع التعليمات.
وقال الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، إنه اعترض "معظم" الصواريخ التي أطلقتها إيران بعد ظهر الثلاثاء، موضحاً في بيان أنه "تم إطلاق عدة صواريخ من إيران باتجاه دولة إسرائيل، وتم اعتراض معظمها".
كما قال مسؤول عسكري إسرائيلي، اليوم، إن إيران أطلقت حوالي 400 صاروخ ومئات المسيرات على إسرائيل منذ يوم الجمعة الماضي، فيما تعرضت إسرائيل لعشرات الضربات، لكن وتيرة الهجمات انخفضت في اليومين الأخيرين، نقلاً عن وكالة الأنباء الألمانية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي تدمير عشرات الصواريخ الإيرانية، وأكثر من ثلث قاذفات صواريخ سطح - سطح.
وأقر مسؤولون عسكريون إسرائيليون بأنه قد تكون هناك عوامل أخرى غير محددة لها دور، لكن انخفاض الهجمات الإيرانية ربما جاء نتيجة للعمليات الإسرائيلية.
وبرغم هدوء الأجواء مؤخراً، فإنه من المرتقب أن تشن إيران هجمات صاروخية كثيفة. وأفاد مسؤولون عسكريون بأن إسرائيل تواصل ضرباتها على أهداف في إيران.
وبدأت عدة دول بإجلاء مواطنيها من إسرائيل وإيران في ظل التصعيد المتزايد في الصراع بين البلدين، حيث قالت وزارة الخارجية الألمانية، يوم أمس الاثنين، إن ألمانيا ستنظم رحلات طيران عارض من العاصمة الأردنية عمّان إلى مدينة فرانكفورت غربي البلاد ابتداء من يوم غد الأربعاء، في ظل إغلاق المجال الجوي الإسرائيلي بسبب تبادل الصواريخ مع إيران.
وأضافت الوزارة أن على الألمان الراغبين في مغادرة إسرائيل أن ينظموا بأنفسهم وسائل نقلهم إلى الأردن، مشيرة إلى أن المغادرة عبر مصر ممكنة أيضاً.
وفي بولندا، أعلنت نائبة وزير الخارجية هنريكا موسيكا - دينديس في وارسو، عن إطلاق خطة لإجلاء المواطنين البولنديين من إسرائيل. وسينتقل موكب بري إلى الأردن المجاور، حيث سيتم نقل من تم إجلاؤهم جواً إلى بولندا. وقد سجل حوالي 200 شخص أنفسهم للمشاركة في العملية، ولا توجد في الوقت الحالي خطط لإجلاء المواطنين البولنديين من باقي أنحاء الشرق الأوسط.
في السياق نفسه، بدأت سلوفاكيا في نقل مواطنيها ومواطنين آخرين من الاتحاد الأوروبي جواً من إسرائيل عبر الأردن وقبرص. وأعلنت وزارة الخارجية في براتيسلافا، أن أول رحلة إلى العاصمة السلوفاكية نقلت 73 شخصاً، بينهم 30 سلوفاكياً و43 مواطناً من دول الاتحاد الأوروبي. ومن المقرر تنظيم المزيد من رحلات الإجلاء يومي الثلاثاء والأربعاء.
و أجلت روسيا مواطنين من إيران. وذكرت مفوضة حقوق الإنسان الروسية، تاتيانا موسكالكوفا، عبر تليغرام، أن مجموعة من 86 شخصاً تم إجلاؤهم إلى أذربيجان. وتم تنظيم عبور حدودي يوم الأحد لـ 238 روسياً آخرين، من بينهم عائلات دبلوماسيين.
وفي بغداد أفادت وزارة الخارجية العراقية بتسجيل 30 ألف عراقي أسماءهم للعودة من ايران الى البلاد.
وذكر مدير مكتب وزير الخارجية العراقي سلوان شنكالي لشبكة رووداو الاعلامية، يوم الاثنين (16 حزيران 2025): "وفرنا حافلات لعودة المواطنين، لكن عملية تجميعهم ليست سهلة".
وأوضح أن "العراقيين الذين سجلوا أسماءهم للعودة، جزء منهم طلاب، والجزء الآخر توجهوا إلى إيران إما للعلاج أو للسياحة".
وأشار سلوان شنكالي الى "تأمين حافلات لعودة الناس، لكن تجميعهم صعب؛ فبعض الأشخاص لا يملكون المال، وبعض السيارات لا يوجد بها وقود".
مدير مكتب وزير الخارجية العراقي، لفت الى أن "بعض المواطنين الخليجيين، كالكويتيين والبحرينيين، سجلوا أسماءهم للعودة أيضاً"، مضيفاً: "هناك طلاب، وبعض الأشخاص زاروا إيران للعلاج أو السياحة، لكنهم الآن عالقون".
بدورها، حضّت الصين عبر سفارتها، مواطنيها على مغادرة إسرائيل في أسرع وقت ممكن. وفي بيان صدر عن السفارة الصينية في تل أبيب اليوم الثلاثاء، دعت البعثة الدبلوماسية المواطنين الصينيين إلى مغادرة البلاد بأسرع وقت ممكن عبر الحدود البرية، مع التوصية بالعبور إلى الأردن.
يضاف الى هذا قيام موجات من المواطنين الاسرائليين بالفرار من تل ابيب ومدن أخرى بواسطة الزوارق واليخوت الى قبرص، وبالطائرات الى باريس ولندن ووارسو، حسب شهو عيان ولقطات فيديو تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً