رووداو ديجيتال
دعا المتحدث باسم المجلس الأعلى الإسلامي، علي الدفاعي، إلى تحرك عاجل لحل الأزمة المتصاعدة في الشرق الأوسط، متهماً إسرائيل بإفشال المفاوضات بين طهران وواشنطن وجرّ المنطقة إلى الفوضى، في الوقت نفسه أكد رفض استغلال الأجواء العراقية وضرورة تزويد العراق بمنظومة دفاع جوي متطورة.
وقال علي الدفاعي، في لشبكة رووداو الإعلامية، اليوم الثلاثاء (17 حزيران 2025)، إن "الدول في المنطقة، في إقليمنا في الشرق الأوسط، يجب أن تتخذ موقفاً عاجلاً لحل هذه الأزمة"، مشدداً على ضرورة "تشخيص الأزمة تشخيصاً موضوعياً".
وأضاف: "الكيان الإسرائيلي اعتدى على الجمهورية الإسلامية فجر يوم الجمعة تحت ذرائع واهية، قضية القنبلة النووية والملف النووي، في وقت تخوض الجمهورية الإسلامية مفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية ووصلت إلى جولتها السادسة، وهناك دائماً خطوات إلى الأمام في هذا المجال"، متسائلاً: "لماذا اعتدى الكيان الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية في هذا التوقيت؟".
وتابع: "نعتقد أن الكيان الإسرائيلي أراد أن يقضي على مسار المفاوضات الناجحة بين الجمهورية الإسلامية والولايات المتحدة الأميركية، وأن لا تذهب المنطقة إلى حالة من الاستقرار، وأن تكون هناك توافقات سياسية وتوازنات في جميع هذه الملفات".
وأكد أن "الكيان الإسرائيلي أدخل المنطقة، أدخل إقليمنا اليوم، في نفق مظلم، والخطر يدهم جميع دول المنطقة"، مضيفاً: "نعم، الحوارات توقفت بفعل الاعتداء الإسرائيلي، وإلا كانت المفاوضات والحوارات تسير بسلاسة عالية بين فيينا وسلطنة عمان، وهناك إيجابية واضحة في المشهد، وهناك ارتياح من الطرفين، تصريحات المسؤولين في إيران وتصريحات المسؤولين في الولايات المتحدة الأميركية كانت تشير إلى تقدم في النقاط المشتركة".
وقال: "إيران قبل ترمب هي التي قالت لن أذهب إلى مفاوضات يوم الأحد، كان مقرراً أن تكون الجولة السادسة في سلطنة عمان، وحصل الاعتداء الإسرائيلي، وإيران قالت: أنا لن أذهب، وهذه المفاوضات لا جدوى منها، فإيران سبقت ترمب، هذا أولاً".
وأضاف: "تصريحات ترمب حقيقة متناقضة ومتخبطة، نلاحظ أنه غرد يهدد أهل طهران بمغادرتها وإخلائها، ثم حذف هذه التغريدة، اليوم لكي نذهب إلى مفاوضات جديدة، إذا كان هناك في الأفق مقبولية لهذه المفاوضات، أولاً وقبل كل شيء يجب إيقاف العدوان الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية".
وتابع الدفاعي: "أنا قلت هو في موقع خاص به غرد ثم حذف، والبيت الأبيض أعاد التغريدة، ربما هذا نوع من الرسائل، ولكن هذه التغريدة نفسها تدين الموقف الأميركي، تطالبون الشعب الإيراني أن يُخلي العاصمة طهران التي فيها أكثر من 20 مليون مواطن، أليس هذا تهديداً أمنياً لحياة سكان العاصمة؟ بأي حق تطالبون أهل العاصمة بإخلائها؟".
وأضاف: "الإطار التنسيقي وبعده ائتلاف إدارة الدولة، الموقف واحد: أولاً، إدانة هذا الاعتداء الإسرائيلي على الشعب الإيراني، إيران جارة، وإيران صاحبة حق في الدفاع عن نفسها، نحن موحدون في هذا الموقف في إدانة هذا الاعتداء، وفي دعم الجمهورية الإسلامية في حربها العادلة في الدفاع عن نفسها".
وأشار إلى أن "إسرائيل تريد جر المنطقة إلى فوضى عارمة بعد أن فشلت في غزة وفي وضعها الداخلي، وتريد تصدير هذه الأزمة إلى دول المنطقة، لذلك يجب أن نقف وقفة حازمة".
وأوضح: "نحن في الإطار التنسيقي وائتلاف إدارة الدولة نستشعر خطراً كبيراً، كما هناك موقف رسمي داعم ومتضامن من حكومة العراق مع الجمهورية الإسلامية، نهيئ لتظاهرات شعبية، والشعب العراقي سيكون حاضراً، لأن العلاقة مع الجمهورية الإسلامية علاقة تاريخية وجغرافية ودينية".
وقال: "الدستور العراقي يمنع أن يكون العراق ممراً أو مقراً لأي اعتداء، وموقفنا الرسمي الذي عبّر عنه السيد رئيس مجلس الوزراء والقوى الوطنية واضح، لا نقبل أن تُستغل أجواؤنا".
وأضاف: "نطالب بمنظومة دفاع جوي متطورة، فالعراق لا يمكن أن يبقى خاضعاً لإرادة خارجية. إذا كانت الولايات المتحدة ترفض تزويد العراق بهذه المنظومة، فيجب التوجه إلى دول أخرى لحماية سيادتنا".
وأردف: "نتوقع أن الصمود والاقتدار الذي أظهرته الجمهورية الإسلامية، والدمار الحاصل في الكيان اللقيط في إسرائيل، سيقلب معادلات المنطقة، نحن أمام مشهد شرق أوسط جديد".
ونوه إلى أن: "كانت إسرائيل تطمح إلى شرق أوسط قائم على الهيمنة الغربية، وعلى أن تكون القوة المقتدرة الوحيدة، لكن صواريخ الجمهورية الإسلامية أثبتت أن الشرق الأوسط سيرسم بأيدي أبناء المنطقة أنفسهم".
وأضاف: "لن تكون هناك مصالح للغرب ولا لدول الخليج في أمان إذا استمر العدوان الإسرائيلي بهذه الوتيرة، وإذا توفرت الظروف لتبرير هذا العدوان، فجميع المنطقة ذاهبة إلى الجحيم".
وأكد قائلاً: "لأول مرة نشاهد غزة في تل أبيب، وهذا الصمود للجمهورية الإسلامية سيرسم معالم شرق أوسط جديد، يقوم على أن يديره ويقوده أبناء دوله، ويجب أن تعرف إسرائيل حجمها الطبيعي، وأنها كيان غريب على المنطقة، وإذا لم تلتزم بالقوانين الدولية، فهذه الصواريخ ستدمرها قريباً".
وفي سياق مختلف، أشار الدفاعي إلى ملف رواتب موظفي إقليم كوردستان، قائلاً: "رواتب موظفي كوردستان مسألة وطنية يجب أن تُبحث بعيداً عن أي ضغوطات سياسية أو مناكفات"، مضيفاً: "هذا الموضوع محل اهتمام عالٍ لدى قوى الإطار التنسيقي، وأهلنا في إقليم كوردستان يجب أن ينالوا استحقاقهم الطبيعي من الرواتب".
وأكد أن "المشكلة تتعلق بقرار المحكمة الاتحادية وعدم التزام حكومة الإقليم بتطبيق هذا القرار"، مشيراً إلى أن "قضية الرواتب قانونية بحتة ولا علاقة لها بالمناكفات السياسية"، وأن "إعطاء أموال من خزينة الدولة لا يمكن أن يتم دون الالتزام بقرار المحكمة".
وشدد الدفاعي على أن "المطلوب حالياً هو توطين رواتب الموظفين في الإقليم، وأن تكون صادرات النفط اتحادية مركزية عبر شركة سومو، كما حصل في باقي محافظات العراق"، مشيراً إلى أن "رواتب موظفي الإقليم يجب أن تصل إليهم أسوة بباقي المحافظات، وحل هذه الإشكالات يجب أن يتم عبر الالتزام بالقانون والدستور".
في لقاء مع صحفيين وإعلاميين عرب وأجانب، أكد رئيس مجلس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أن بغداد حسمت ملف النفط مع إقليم كوردستان، الذي بقي معلقاً منذ عام 2009، مشيراً إلى أن المباحثات الجارية بشأن الإيرادات غير النفطية "لن تؤثر" على استمرار صرف رواتب موظفي إقليم كوردستان.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً