شواهد موصلية على سكن اليهود فيها

17-02-2024
بيت قديم لليهود في الموصل
بيت قديم لليهود في الموصل
الكلمات الدالة الموصل اليهود
A+ A-

رووداو ديجيتال

يقع الحي اليهودي بجانب شارع الفاروق في مدينة الموصل القديمة، في محافظة نينوى.
 
مثنى فاضل، مواطن موصلي يعرف المدينة تمام المعرفة، فقد قضى حياته كلها فيها، ويعرف بيوت اليهود بيتاً بيتاً. ففي طفولته كان يتردد كل يوم على هذه المحلات التي كانت في السابق مملوكة لليهود.
 
يقول مثنى فاضل لشبكة رووداو الاعلامية: "أنا قريب من منطقة اليهود، منطقة الشيخ فتحي، لم تكن هنالك اذاعة أو غيرها، لذلك كان اباؤنا واجدادنا يتحدثون لنا عن هذه المنطقة التي تعد قريبة علينا".
 
حفر اليهود كل كتاباتهم على أحجار المرمر في الموصل، الكتابات هي باللغة العبرية وهي مؤلفة من رموز خاصة. كان الموصليون يستخدمون أحجار المرمر لتزيين بيوتهم منذ مئات السنين.
 
ويضيف مثنى فاضل: "كان هنالك بقالون يهود نتعامل معهم بشكل طبيعي، ويتحدثون لنا عن بيوتهم ومدارسهم، وكان الناس يتعايشون معاً والبيوت والمنقوشات عليها شاهدة"، مردفاً: "كانت لديهم أماكن خاصة لهم للصلاة، وكل بيوتات اليهود فيها صوامع يكتبون عليها باللغة العبرية".
 
أكثر من 500 بيت لليهود في محلتهم
 
سالم الحلاق، من أهالي حي النبي جرجيس في الموصل، ويتجاوز عمره 85 سنة وهو لايزال يمارس مهنته. 
 
لديه ذكريات طفولة مع اليهود، حيث ابتاع كثيراً من الحلويات وألعاب الأطفال من محلات اليهود.
 
ويقول سالم الحلاق لشبكة رووداو الاعلامية: "كنت صغيراً وكانوا تجاراً يعرفون مهنتهم ويستفيدون ويفيدون الناس منها"، مضيفاً أن "أكثر من 500 بيت كانت في محلة اليهود، وقد أعطتهم الدولة في العهد الملكي تعويضاً مقابل منازلهم".
 
في الحي توجد واحدة من المدارس اليهودية في الموصل، درس فيها المئات من أولاد اليهود وتعلموا في القرن التاسع عشر، وكانت المدرسة تعلم الدروس الدينية اليهودية في الغالب.
 
شيدت المدرسة على مساحة 1300 متر مربع، وبعد رحيل اليهود أصبحت ملكاً للحكومة العراقية وقد درس سالم الحلاق فيها.
 
اليهود كانوا أكثر من المسيحيين في العراق
 
فرست مرعي، مؤرخ كوردي له العديد من المؤلفات عن حياة اليهود في إقليم كوردستان والعراق، يذكر أن اليهود هم أول من سكنوا في الموصل القديمة.
 
ويوضح فرست مرعي لشبكة رووداو الاعلامية: ""كان اليهود في العراق كثيرين، اليهود كانوا أكثر من المسيحيين. عندما كان عدد سكان العراق أربعة ملايين نسمة كان اليهود 140 ألفاً منهم، بينما المسيحيون كانوا 120 ألفاً".
 
ويشير فرست مرعي الى أن "أغلب أعضاء غرفة تجارة بغداد كانوا من اليهود، وكان اليهود قريبين من شيعة العراق وسنته. كانوا أقوياء، وكان التعامل التجاري مع هونغ كونغ وأوروبا والصين كله بيد اليهود".
 
وينوه الى أن "أغلب اليهود كانوا في بغداد وقليل منهم في البصرة وقليل منهم في الموصل"، لافتاً الى أن "الذين في الموصل كانوا يقطنون حي الأحمدية والموصل القديمة وحي النبي جرجيس، ولم تكن علاقاتهم مع المسلمين سيئة. لم تكن عندهم مشاكل. كانوا دائماً يقيمون جنباً إلى جنب وتسمى أحياؤهم (غيتو) وكانت ضيقة، لم يكونوا يتدخلون في شؤون أحد ولا يثيرون المشاكل".
 
تشير إحصائية للدولة العثمانية أجريت في العام 1917 إلى أن اليهود كانوا يشكلون 40% من سكان العراق حينها.
 
لكن بعد قيام دولة إسرائيل سنة 1948، زادت الخلافات والحملات التي استهدفت اليهود، فاضطرت الغالبية العظمى منهم إلى الرحيل عن العراق والذهاب إلى إسرائيل.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب