الخبير الستراتيجي إحسان القيسون لرووداو: اسرائيل لا تطيق التضحيات البشرية وايران عاجزة عن تحمل الخسائر المادية

16-06-2025
معد فياض
معد فياض
الكلمات الدالة ايران اسرائيل
A+ A-
رووداو ديجيتال

يتحدث كبار الضباط العسكريون من حملة شهادات الاركان، والتي تعادل شهادة الدكتوراه في العلوم العسكرية، خاصة اولئك الذين خاضوا حروباً طويلة وقادوا الالوية في المعارك، عن المواجهة العسكرية بين ايران واسرائيل بلغة الحقائق بعيداً عن المجاملة التي تعودها السياسيون. 
 
هم يتحدثون استناداً لخبرات عسكرية وستراتيجية متراكمة، تماماً مثلما ذهب اليه العميد الركن المتقاعد والخبير الستراتيجي إحسان القيسون الذي كان قد خاض العديد من معارك الحرب العراقية الايرانية.
 
القيسون وصف في حديثه لشبكة رووداو الاعلامية اليوم الاثنين (16 حزيران 2025) وبعد أقل من أربعة أيام أو 96 ساعة، حسب القياسات العسكرية، المواجهة العسكرية بين اسرائيل وايران، بـ "الحرب". 
 
وقال: "هذه الحرب بدأت كخداع ستراتيجي قامت به اسرائيل بالتعاون مع اميركا وحصلت فيها على عنصر المباغتة وهو مفتاح نجاح الضربة الاولى، واستطاعت اسرائيل ان تحقق اهدافها الستراتيجية وفي مقدمتها تحييد القيادات العسكرية، وهذا له تأثير سلبي كبير على المستوى الحربي بالنسبة لايران، اضافة الى اغتيال 10 من العلماء النوويين، وايضا تدمير الكثير من مراكز القيادة والسيطرة وجزءاً من البرنامجين النووي والصاروخي. كل هذه تحققت بسبب عنصر المباغتة".
 
وأوضح أن "القيادتين العسكرية والسياسية الايرانية وقعتا تحت تاثير الصدمة والترويع. كلنا نتذكر تصريحات القيادة العسكرية الايرانية ولاكثر من مرة قالت: (سنرد على اسرائيل خلال دقائق من اول صاروخ اسرائيلي يضرب ايران)، ولكن بسبب الصدمة والترويع رأينا ان ايران لم تستطع الرد الا بعد 24 ساعة من الموجة الاولى من الهجوم الاسرائيلي وذلك بعد ان استفاقت من هذه الصدمة".
 
ولفت القيسون الى أن "اسرائيل تتحمل كل الخسائر المادية وتستطيع ان تتعامل معها لان كل اوروبا والولايات المتحدة معها وتدعمها، ولكنها لا تستطيع ان تتحمل اية خسائر بشرية. على العكس منها ايران التي تستطيع ان تتحمل الخسائر البشرية حتى لو قتل من شعبها مليون أو اكثر، ولكنها لا تستطيع ان تتحمل كلفة الحرب الطويلة الامد، فهي تعيش في حصار واقتصادها منهار، ولهذا لا تقدر على تحمل الخسائر المالية لهذه الحرب".
 
وأضاف أن "هناك بعض النقاط لصالح ايران وبعضها لصالح اسرائيل"، منبهاً الى أن "ايران خسرت في حربها مع اسرائيل خلال 72 ساعة ما لم تخسره في حربها مع العراق طوال 8 سنوات، من الناحيتين الاقتصادية والعسكرية، وليس البشرية فهي تتحمل هذه الخسائر".
 
حول تداعيات التدخل الأميركي المباشر في هذه الحرب، رأى القيسون: "إذا تدخلت اميركا، وانا اتوقع جداً تدخلها، إن لم تكن قد تدخلت من الناحية الاستخبارية واللوجستية وتقديمها الاسلحة لاسرائيل، على الاقل، لكنها اذا تدخلت فعلياً لضرب المفاعلات النووية في نطنز وبوشهر وفوردو، لان اسرائيل لا تملك قنبلةGBU-57  الأميركية الصنع، والتي تسمى بـ (خارقة الحصون) التي تستطيع خرق الارض بعمق اكثر من 60 متراً، وعلى افتراض ان اسرائيل تمتلك هذه القنبلة، فانها لا تمتلك الطائرة التي تستطيع حملها والقائها، وهي حصريا طائرة ( بي 2  سبيرت) وهي طائرة حربية أميركية توجد عند سلاح الجو الأميركي فقط"ز
 
وأشار الى أن هذه الطائرة "صممت كقاذفة للصواريخ النووية خلال فترة الحرب الباردة، وتعد أغلى أنواع الطائرات على الإطلاق، ومن أهم ميزاتها اعتمادها على تقنية التخفي والسرغة، واميركا لم تعطها لأي دولة في العالم بما فيها اسرائيل".
 
وتابع القيسون أنه "اذا تدخلت الولايات المتحدة فعليا فالنتيجة محسومة ضد ايران، مشيراً الى ان "اسرائيل لا تستطيع ان تواجه ايران لوحدها. ايران قارة واسرائيل بلد صغير جداً بالنسبة لها، وهي استنجدت بأميركا بعد سقوط عدد من القتلى لا يتجاوز الـ 25 اسرائيلياً، ثم ان سكان اسرائيل شتات من بولونيا واميركا وبريطانيا والمانيا وهنكاريا وروسيا وغيرها، ليس لهم جذور او ارتباط بهذه الارض، وعندما يشعرون بالقلق والخطر الحقيقي يحملون حقائبهم ويغادر من يستطيع ذلك، على العكس من الايرانيين فهم سليلي حضارة عريقة، انا اتحدث عن الشعب هنا، وارتباطهم عميق ببلدهم".
 
وفيما اذا يعتقد ان يتدخل العراق في مرحلة من المراحل بهذه المواجهة العسكرية بين اسرائيل وايران، قال القيسون إن "خطاب رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة، محمد شياع السوداني، واضح بعدم التدخل في هذه المواجهة بالرغم من تأييد الحكومة العراقية لايران، لكنه لا يسيطر على الفصائل العراقية المسلحة الموالية لايران"، مستدركاً: "اذا امرت طهران المليشيات العراقية التابعة لها باستهداف القواعد الاميركية في العراق فسوف يكون العراق في عين هذا الصراع، لأن اميركا لن تتهاون وسترد وتستهدف مواقع داخل العراق وخاصة الفصائل التي ضربت مصالحها".
 
ورأى أنه "حتى الان فان هذه الفصائل تستمتع بضبط النفس ولا اتوقع استمرار هذا الضبط، وهذه اذا استلمت الاوامر من ايران باستخدام الصواريخ والمسيرات ضد القواعد الاميركية في العراق فلا اعتقد انها سوف تتأخر، وهذا بعيد كل البعد عن الذكاء والحكمة والروح الوطنية"، موضحا أن "المليشيات المسلحة الموالية لايران  لن تتدخل كدولة وانما كمليشيات، واميركا واسرائيل سوف تستهدفها ولا تستهدف العراقيين او مواقع مهمة مثل المنشآت الستراتيجية كالنفط والطاقة والموانئ، بل ستستهدف هذه الفصائل المسلحة ومخازن اسلحتهم ومعسكراتهم وليس هناك خوف على الشعب العراقي ولن يحدث مثلما حدث في عام 1991 او عام 2003".
 
ونبّه الخبير الستراتيجي الى ان "ايران ما بعد الحرب لن تكون مثلما كانت عليه قبل هذه الحرب، والهدف الستراتيجي المعلن من قبل اسرائيل هو القضاء على البرنامجين النووي والصاروخي الايراني، لكن ما هو غير المعلن هو تغيير النظام الايراني"، مضيفاً أن "ايران كانت تعتقد ان الصين وروسيا وكوريا الشمالية وباكستان سوف تقف الى جانبها عملياً، لا مجرد تصريحات، لكن حتى هذه اللحظة لم تقف اية دولة معها وتدعمها فعلياً وتساعدها برصاصة وليس بصاروخ، وتشعر بانها تُركت لوحدها، بينما كل العالم الغربي في الاقل يقف مع اسرائيل".
 
وعن حديث اسرائيل عن أن سبب هجومها على ايران هو "الدفاع عن النفس" مع انها هي من بدأت الهجوم على ايران، قال: "نعم اسرائيل هي التي بدات وهاجمت ايران بحجة الدفاع عن النفس، وسبب ذلك ان القيادات السياسية والعسكرية الايرانية كانت تقول وتكرر في خطاباتها عن القضاء على اسرائيل وحرقها، واسرائيل اعتبرت ذلك تهديداً لوجودها، مبررة هذا الخطاب بان ايران اذا امتلكت القنبلة الذرية فسوف تمحي اسرائيل من الارض، والعالم الغربي ايدها في ذلك"، مضيفاً ان "اسرائيل اعتمدت المبدأ العسكري الذي يقول: خير وسيلة للدفاع هي الهجوم".
 
وخلص الخبير الستراتيجي الى انه "لا الصواريخ الباليستية الايرانية سوف تحسم الامر ولا الطائرات الاسرائيلية سوف تنهي هذه الحرب. هذه قاعدة عسكرية معروفة، وليس هناك نصر في هذه المواجهة التي نهايتها هي التوجه نحو طاولة المفاوضات، ولكن السؤال الاهم هنا هو من سيذهب الى المفاوضات رافعاً الراية البيضاء؟".
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

انتشار أمني في محيط دائرة زراعة الكرخ في بغداد- أرشيف

حزب الله: الحكومة زيفت تحقيقات "دائرة الزراعة" ولن نتراجع عن انسحاب الأميركيين في أيلول

اتهمت كتائب حزب الله، الحكومة بتزييف نتائج التحقيق في حادثة دائرة الزراعة ببغداد، معتبرة أن ما أُعلنه الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة ينافي حقائق اللجنة المختصة التي شُكلت باتفاق مع قادة الإطار التنسيقي، مجددة تأكيدها بمطلب انسحاب الأميركيين في أيلول المقبل.