معد فياض
عبر مبدعون من البصرة عن سعادتهم بفوز المنتخب الوطني العراقي على نظيره القطري (2-1)، في المباراة التي جرت مساء اليوم، الاثنين، 16 كانون الثاني 2023، التي جرت على ملعب جذع النخلة في البصرة، وتأهله الى نهائي بطولة كأس الخليج العربي في كرة القدم، معبرين عن سعادتهم لاقامة البطولة في مدينتهم.
وقال شعراء وكتاب وفنانون في احاديث منفردة لشبكة رووداو الإعلامية، اليوم الاثنين، ان:" اقامة بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم في نسختها الـ 25 في البصرة يعد حدث مفصلي في حياة اهل البصرة وكل العراقيين وتاريخ المدينة."
عودة العلاقات بين الخليج والعراق
الشاعر والكاتب المعروف محمد صالح عبد الرضا قال:" انا انظر للحدث من زاوية ايجابية، فنحن شبه منقطعين عن التواصل مع اشقائنا ابناء الخليج العربي، بل منغلقين مع اخواننا العرب بصورة عامة."، مشيدا:" بالانفتاح الذي الذي تحقق مع دول الخليج العربي بفضل اقامة بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم في بصرتنا."
ونبه الشاعر عبد الرضا الى انه:"في احسن الامور تحقق انفتاح بين البصرة واهل الخليج العربي وهذه كظاهرة ادت وظيفة اعلامية للعراق كله وليس للبصرة فقط."، مذكرا بانه:"من المهم ان لا تكون هناك حماسات مؤقة، اعني فقط خلال بطولة كأس الخليج العربي، بل ان تستمر وفي ان تكون البصرة منفذا ليس مع اشقائنا الخليجيين بل مع جميع اخواننا العرب، وان تكون هذه المدينة كما كانت منذ قيامها جسرا للتواصل والوصول الى جميع مدن العراق، من الفاو المطل على الخليج العربي وحتى زاخو."
واضاف قائلا:"من الناحية الابداعية او الثقافية، اتمنى ان يكون نجاح تنظيم بطولة خليجي 25 فاتحة لاقامة مهرجانات ثقافية يحضرها زملائنا الخليجيين بعد ان عرفوا البصرة واهلها وجميع العراقيين وشعروا فيها بالامان لتعزيز العلاقة وان يكون حضور للابداع العراقي ايضا في دول الخليج العربي."
وعن زيارة الخليجيين للبصرة باعداد غفيرة خلال البطولة، قال الشاعر محمد صالح عبد الرضا:"الجسل الحالي من الخليجيين كان منقطعا عن البصرة والعراق بسبب الازمات السابقة، لكننا من جيل سابق ونتذكر كيف ان البصرة كانت تزدحم خلال العطلة الاسبوعية، الخميس والجمعة، بالخليجيين وخاصة الاخوة الكويتيين حيث كانت لهم عوائل وبيوت هنا، والجيل الحالي لا يعرف هذه الظواهر."، متوقعا:ط ان تعيد هذه البطولة التواصل الاجتماعي وان تتحول الى مفتاح للقاءات ثقافية ومهرجانات وهذا ما يطمح اليه المثقف العراقي".
ازاحة الغبار عن وجه البصرة
الفنانة المسرحية، الاكاديمية، ثورة يوسف، التدريسية سابقا في كلية الفنون الجميلة بجامعة البصرة، قالت:" البصرة قبل اقامة بطولة كأس الخليج العربي كانت شبه نائمة، تعيش في سبات، هكذا كنت اشعر بها وانا بنت البصرة ولم اتركها، بعد اقامة البطولة احسست انها غسلت عن وجهها غبار سنوات الازمات والحروب والقطيعة مع اهلنا الخليجيين، وان الناس فيها احياء ويتمعون بالنشاط والروح الابداعية."، مشيرة الى ان:"اهل البصرة معروفين بحبهم للسهر والحفلات والحياة، لكنهم كانوا، ولسنوات طويلة، يخشون البقاء خارج بيوتهم حتى الساعة التاسعة ليلا، اليوم يسهرون مع ضيوفهم الخليجيين حتى الصباح على كورنيش شط العرب، رغم الامكار التي نزلت بكثرة قبل ايام."
واضافت الفنانة المسرحية ثورة يوسف قائلة:"مع التنظيم الناجح لخليجي 25 نشعر بان الحياة عادت بقوة للمدينة خاصة مع زيارات الاخوة الخليجيين، فنحن كعراقيين نشعر بانتمائنا الى الخليج، والعكس صحيح، خاصة من النواحي الاجتماعية والثقافية، موسيقى وغناء وشعر، ونشعر اليوم ان الجزء المفقود رجع الينا وعدنا اليه"، مؤكدة بان:"ما نراه اليوم هو الوجه الحقيقي للبصرة واهلها، هذه هي طباع وتقاليد اهل البصرة التي كانت محجوبة عن الاخرين بسبب الازمات، فمدينتنا كانت قريبة، بل في حمأة الحروب العبثية والازمات التي ابعدتنا عن اهلنا الخليجيين، واليوم اشرقت الشمس عليها وظهر بريقها ولمعان معدنها الاصيل".
وعن سبب عدم قيام الفنانين بالبصرة بعمل فني مسرحي غنائي، أوبريت، في افتتاح بطولة الخليج العربي لكرة القدم، او عمل مستقل عن الافتتاح لا سيما وان البصرة معروفة فنيا بالابداع الموسيقي والغنائي، قالت الفنانة ثورة يوسف:" لم يفاتحنا احد من المنظمين للبطولة بذلك ولم يسمع احد مقترحاتنا فهم يعتقدون ان الابداع موجود ببغداد فقط وهذا خطأ كبير."، منبهة الى ان :"اعمال البناء واعادة الاعمار في البصرة سوف تستمر لان سقف مطالب الناس ارتفع وسنطالب الحكومة المحلية بالاستمرار بالاهتمام بالبنية التحتية مثلما فعلت من اجل البطولة، خاصة وان المحافظ اسعد العيداني وعد بذلك."
البطولة اسعدت اهل البصرة
وعبر الفنان التشكيلي، احمد السعد، رئيس جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين فرع البصرة، عن :"أمنياته بان تستمر حملات البناء والتعمير في مدينة البصرة."، وقال:"في الوقت الذي كان يجب ان تعيد الحكومات المحلية اعادة اعمار البصرة فاننا نطلق عليها وصف (حملة او حملات) وهذا يذكرني بحملة محو الامية مثلا، هذا واجب الحكومات المحلية ومن الطبيعي ان تقوم باصلاح الخراب الذي لحق بواحدة من اجمل واغنى مدن العراق، بدلا من تغطية المناطق الخربة والعشوائيات باسوار من الخشب والكزنكريت كي لا يراها ضيوف خليجي 25."، منبها الى ان:" الاموال التي انفقت لبناء حواجز خشبية وكونكريتية للتغطية على العشوائيات كانت كفيلة لاعادة بناء هذه المناطق الخربة، ونتمنى ان تنفذ الحكومة المحلية وعودها بالاستمرار بالبناء."
ويجد الفنان التشكيلي احمد السعد انه:"من المهم ان اهالي البصرة شعروا بالسعادة وزيارة الجماهير العربية والخليجيين منح المدينة دماء جديدة من النشاط، واعتبراقامة بطولة خليجي 25 في البصرة مسالة مهمة لانها فتحت ابواب العراق عامة والبصرة خاصة امام الخليجيين".
وعبر رئيس جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين، فرع البصرة، عن:" عتب الفنانين على الجهات المنظمة التي لم تستشيرهم او تشركهم برسم الجداريات او نصب المنحوتات التي تعكس الابداع الحضاري لاهل البصرة، والاكثر من ذلك باختيار شكل وتصميم ايقونة البطولة(السندباد) حيث اختاروا شخصية من كارتون ياباني وكنا نتمنى ان نعلن عن مسابقة او نناقش هذه الايقونة ليكون السندباد عراقي، لكن احدا لم يسمع راينا للاسف."
وأكد السعد على ان:"اقامة بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم في البصرة يبقى حدثا تاريخيا اذ نسى الناس مشاكلهم وخلافاتهم واقاموا افراحهم باستقبال الخليجيين عند كورنيش شط العرب، واتسائل: هل مكتوب علينا ان نعيش في ظل الخلافات والاحزان ، وباعتقادي ان شعوب دول الخليج اتخذوا قرار بانهاء العزلة والتقاطع مع العراق من خلال هذا الحدث الرياضي".
مفصل تاريخي مهم
ووصف الكاتب عماد حسن زينل اقامة بطولة الخليج العربي لكرة القدم في البصرة:" باعتبارها مفصل مهم في تاريخ المدينة وحياة الناس، وظاهرة فيها انتاج مؤثر جدا."، وقال:" بما اني متعلق عاطفيا بالمدينة، فالبصرة انتجت افضل ما عندها، الناس اصطفوا واتفقوا جميعهم على ان تنجح هذه البطولة، واعترف باني كنت اعتقد بعدم نجاح تنظيم البطولة لاني اشكك بان اي مجهود سيكون فيه منافع خاصة ولا يخدم العام، لكني مستمتع بما اظهره البصريون من اصطفاف مدهش وابحث بالتفاصيل وادقق بالألية التي جعلت الجميع، خاصة الناس، ومن ثم المسؤولين، ان يتفقوا على التمسك بالفرح وباظهار اروع ما فيهم".
واضاف زينل قائلا:" البلد والناس محتاجة لان تفرح وتحتفل وهم توافقوا جميعا على ذلك، والناس استخدمت كل ما انتجته الايدولوجيات والبرامجيات لانجاح الحدث، وانا على يقين بان البطولة لم تنجح بسبب دعم الفيفا او قرارات دولية او عربية بل بقرار وارادة الناس سواء كانوا من البصرة او عموم العراق او الخليجيين، فهؤلاء هم من انتجوا هذا الفرج وهذه السعادة الغامرة".
هناك، ما بعد البطولة، سوف تكون قرارات دولية او عربية، وليس الفيفا فقط من انتجت هذا النجاح بل الناس، دعنا نستمتع بهذا الحدث التاريخي، وبهذه الحالة الجديدة التي غادرتنا منذ سنوات طويلة بسبب الازمات المتلاحقة التي اتعبت البصرة واهلها، فالناس هنا تسهر للصباح على كورنيش شط العرب، هذه فرحة تاريخية وتحول ومؤشر نفساني ويحتاج الى وقفة متاملة".
البصرة امتداد للخليج العربي
ويؤكد الشاعرعبد الزهرة الديراوي ، بان:"البصرة هي جزء من الخليج العربي، او ان الخليج هو امتداد للبصرة، وبالتالي هي روح واحدة، والبصرة كانت متداخلة مع السعودية والكويت، وما يزال اهلنا واقاربنا مقيمين في الكويت والامارات العربية والسعودية ."، مشيرا الى ان:"الخليج العربي متنفسنا والبصرة متنفس الخليج، فاليوم الكويتيين يتجولون في البصرة و بغداد بعد قطيعة سنوات طويلة بسبب الازمات السياسية التي لا دخل لشعوبنا بها".
وأوضح الديراوي بان:"هذه البطولة حررت اهالي البصرة من قيود احزاب الاسلام السياسي ومشاكلها ولن يرضوا بعودة سيطرة هذه الاحزاب مجددا وان الانفتاح الخليجي والتواصل مع البصرة سوف يستمر حتى بعد البطولة التي كسرت طوق كبير واهمه المخاوف الامنية."، معبرا عن اسفه لقيام بعض الجهات العراقية بترويج الاكاذيب قبل انطلاق بطولة كأس الخليج العربي لكن هذه البطولة كشفت الاكاذيب والناس تعيش الافراح على ارض الواقع حتى انه كان هناك بعض المترددين بالحضور الى البصرة وتجاوزوا الشائعات المغرضة وحضروا افواجا للعراق ذلك ان الشعوب هي من تكسر الحواجز وليس المسؤولين وقراراتهم".
البطولة حطمت حاجز الشك
الشاعر جمال الفريح يقول:" انا كنت انتظر هذا الحدث، كانت هناك سوء فهم والعلاقات قلقة بين البصرة خاصة والعراق عامة مع دول الخليج وخاصة الكويت، لكني عندما شاهدت وصول الخليجيين الى البصرة شعرت بالسعادة فهذه البطولة حطمت حاجز العزلة واعطت شعورا بالامان والاستقرار."، مضيفا:"انا شخصيا سعيدجدا بهذا الحدث.. كان هناك سوء فهم و افكار من ناحية الامان وقد ازال اهل البصرة والخليجيين هذا الشعور".
موضحا:" اما على المستوى الاقتصادي والسياسي فنحن بحاجة الى دول الخليج العربي، والناس سعداء بعد عقود من الشعور بالتعب وبلدنا خالي من الفرح لهذا جاء العراقيون من كل مكان للمشاركة بهذا الحدث التاريخي السعيد وللتعبير عن مؤازرتهم لاهل البصرة وللخليجيين والتأكيد على ان هذا الحدث التاريخي عراقي بلا شك ..وباعتقادي ان هذه المظاهر سوف تستمر حتى بعد نهاية بطولة الخليج".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً