رووداو ديجيتال
بغداد تستقبل ضيوف مؤتمر القمة العربية بالإعلام والابتسامات وعبارات الترحيب غير المبالغ بها. منذ أول خطوة تدخل بها إلى طائرة الخطوط العراقية ستفاجأ بأن ما يشاع في بعض مواقع التواصل الاجتماعي والتي تهاجم وتسخر من طائرات وخدمة هذا الناقل الوطني بعيد عن الواقع تماماً.
تقول المضيفة الشابة الحسناء التي تجيد الحديث باللغة الإنكليزية كما إجادتها للهجة العراقية، "ليس بسبب مؤتمر القمة العربية، طائرات الناقل الوطني تاريخها عريق، كانت تلف وتدور حول العالم دون أن تسجل أية حوادث والحمد لله".
الرحلة من مطار أربيل الدولي، الذي يقدم فريقه خدمات لا تقل في جودتها عن خدمات أي مطار دولي آخر، أشعرتنا بالرقي. مطار بغداد الدولي تم تجديد مرافقه الخدمية، أيضاً يعيد عليّ مرافقي الذي استقبلنا ذات الفكرة بأن هذه التجديدات تمت منذ أكثر من عامين وليس بسبب مؤتمر القمة العربية. فرق من الموظفين والإعلاميين جندت نفسها لاستقبال ضيوف القمة بلياقة عالية "أشعرتني وكأني رئيس جمهورية" حسب الكاتب المغربي ورئيس مهرجان أصيلة العالمي، حاتم بطيوي.
العاصمة العراقية اليوم هي غيرها عن الأمس. اليوم هي مدينة منظمة للغاية، لا أقول تعود لسابق عهدها بل تتقدم مسافة طويلة إلى الأمام لتقول للقادمين هذه بغداد آمنة ومستقرة ومدينة حضارية في كل شيء.
لم نأكل بملاعق (خواشيك) من ذهب، كما أشاع البعض على مواقع التواصل الاجتماعي، بأن "الحكومة العراقية اشترت ملاعق من ذهب ليأكل بها ضيوف القمة العربية بـ 14 مليون دولار"، كما أن الاهتمام بحدائق وشارع مطار بغداد هي ذاتها التي كنت قد شاهدتها قبل أكثر من شهر، وهذه ليست بسبب ذات الشائعات التي روجت بأن: "الحكومة أنفقت 13 مليون دولار لتنظيم شارع المطار خلال الأيام الماضية".
ما قرأناه من هجمات حتى من نواب أو مسؤولين سابقين على مؤتمر القمة والمبالغة في النفقات وأن العراقيين غير راضين عن هذا المؤتمر كشفت الوقائع عدم حقيقته.
,قال حاتم بطيوي، لرووداو اليوم الخميس 15 آيار 2025: "هذه هي المرة الأولى التي أزور فيها بغداد خاصة والعراق عامة، كانوا يشيعون بأنها مدينة غير آمنة والمحلات والمطاعم تغلق أبوابها منذ وقت مبكر من المساء، حتى إن صديق لي في العاصمة الرباط نصحني بعدم المجيء إلى هنا ولو كنت قد فعلت ذلك لشعرت بندم كبير".
يضيف الكاتب المغربي ورئيس مهرجان أصيلة الدولي قائلاً: "أمس تمشينا في شوارع منطقة الكرادة حتى الساعة الواحدة ليلاً، وتمتعنا ونحن بين الناس الذين رحبوا بنا بحفاوة من دون أن يعرفوننا، وهذا ليس جديداً على العراقيين المعروفين بكرمهم وحفاوتهم والاحتفاء بالزوار، وسنزور شارع المتنبي غداً الجمعة، وكنا قد زرنا فندقي (الموفمبك) و(قلب العالم) حيث يعدان من الإنجازات المعمارية الحضارية المتطورة وتدل على أن فرص الاستثمار الكبيرة متاحة وهذا يعني أن البلد آمن ومستقر للغاية".
,قال الكاتب السياسي اللبناني عبد الوهاب بدر خان، لرووداو اليوم، كنت قد زرت بغداد وأربيل عام 2017، وقبل فترة عدت لأربيل عاصمة إقليم كوردستان، ووجدتها مدينة قفزت بخطوات واسعة إلى الأمام من حيث أسلوب الحياة والبناء والقوانين، واليوم كأني في مدينة أخرى هي ليست بغداد، انفجار عمراني وناس مستقرة تستقبلنا بالابتسامات. منبهاً إلى أن "هؤلاء الذين صادفناهم ونصادفهم بالشوارع ليسوا إعلاميين تابعين للحكومة ولا يتحدثون من باب الدعاية بل يعبرون عن مشاعرهم بإخلاص وصدق، وأنا غالباً أهتم بآراء الناس أينما أذهب في العالم".
واعتبر ,بدر خان، المقيم في لندن أن "ظاهرة سعادة العراقيين وحفاوتهم بانعقاد مؤتمر القمة العربية بعاصمتهم تستحق القراءة والبحث، فهم فخورون بأن تكون بغدادهم في مقدمة عواصم العرب وتكون محط اهتمام القادة العرب ليجتمعوا فيها وأن يلتقوا بضيوف القمة في الشارع والأسواق، مع أن جولاتنا هذه لم تنظمها أية جهة رسمية أو تشير إلينا للقيام بها، وأنا أعتبر هذا الإنجاز بحد ذاته نجاحاً لقمة بغداد".
السائق الذي نقلني من مطار بغداد الدولي إلى فندق بابل المترف، كان سعيداً وهو يشرح لي الطرق وكيف كانت قبل سنوات والشعور بالاطمئنان، قال ونحن نعبر نهر دجلة من فوق الجسر المعلق "شوف استاذ بغداد شكد حلوة وراح تصير أحلى إن شاء الله". البغداديون يعشقون مدينتهم ويتباهون بها، بعيداً عن السياسة وما ستقرره القمة العربية".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً