الموصل تحت الأنظار.. وداعش يفقد أحد أهم معاقله

13-03-2016
عمر علي
الكلمات الدالة الموصل داعش
A+ A-

رووداو – الموصل

إعتاد تنظيم "الدولة الإسلامية" عدم تمسكه بالمواقع التي يفرض سيطرته عليها وسرعان ما يتخلى عن أبرز معاقله . وأبرز برهان تمثل بتخلي داعش في غضون أقل من شهر من المعارك عن مدينة تكريت في محافظة صلاح الدين نيسان 2015، بعد أن كان يسيطر على أهم الحقول النفطية المتمثلة بحقلي حمرين وعجيل النفطيين . وأعقب ذلك خسائره في معارك عدة أبرزها الرمادي وسنجار .

الحشد الشعبي نقطة الخلاف

رتل عسكري للحشد الشعبي

نقطة الخلاف التي يعزى اليها السبب وراء تأجيل إنطلاق معركة الموصل رغم التحشدات العسكرية للجيش العراقي في قضاء مخمور تكمن بإصرار حكومة بغداد على الزج بالحشد الشعبي للمشاركة في العمليات العسكرية ، بينما تحاول حكومة نينوى المحلية إستبعاد مشاركة الحشد بعمليات الموصل مستندة لإحتمالية إثارة الطائفية أو أعمال العنف المسلحة التي يرجح إندلاعها حال توغل قوات الحشد الى داخل مدينة الموصل (مركز محافظة نينوى وثاني أكبر مدينة في العراق من حيث عدد السكان الذي يقدر بإكثر من 4 مليون شخص) .

وتعزو الحكومة المحلية لمحافظة نينوى خشيتها لمشاركة الحشد لقيامه في أوقات سابقة أبان المعارك في تكريت والرمادي وبيجي والتي صاحبها عمليات حرق ونهب للبنى التحتية وطالت أيضا المعامل والمصانع وأخرها نقل محتويات مصفاة بيجي بعد تفكيكه إلى العاصمة بغداد .

 داعش يفرض على السكان مشاهدة إصداراته الإعلامية


داعش يفقد حاضنته الشعبية


داعش يفرض على سكان الموصل متابعة نشراته الاعلامية التي يبثها عبر محطات تنتشر في شوارع الموصل

ويقبع في مدينة الموصل حالياً أكثر من 2 مليون شخص في أشبه ما يمكن وصفه بــ "المعتقل" وهو ما يحاول سكان الموصل وصفه للحال الذي أعتادوا عليه منذ سيطرة داعش على مدينتهم في العاشر من حزيران 2014 . ويحاول الأهالي إيصال رسائل بين الحين والأخر للجهات الحكومية المعنية بإنقاذهم مما هم عليه .

ويحاول مسلحو داعش بين الحين والأخر لتنفيذ حملة إعدامات لأشخاص يتم وصفهم بالمناوئين لبقاء داعش مسيطراً على مدينتهم فارضاً شروطاً للمعيشة أودت بالكثير منهم الى ساحة الإعدامات في "باب الطوب" .

واتخذ مسلحو داعش من مركز سوق باب الطوب ، مكانا لتنفيذ أحكام الاعدام وسط جماهير حفيفة من اهالي الموصل، ليقوموا بنحر أعناق الرجال تحت ذرائع جمة، قد تكون الغاية منها بث الرعب في نفوس سكان المدينة ليخضعوا للتنظيم . 

ويعاني مسلحو داعش من فقدانهم لإهم حاضنة شعبية لهم في مدينة الموصل جراء الممارسات والإعدامات اليومية التي ينفذها داعش ضد سكانها لذا فمن المتوقع أن تشهد الموصل التي تنتظر إنطلاق العمليات العسكرية "ثورة شعبية" من الداخل تستهدف عناصر داعش الذي يراهن على إستمالة الأهالي في حربه ضد القوات العراقية لذا بدأ بتحشيد الأطفال وتجنيدهم والزج بهم في عمليات إنتحارية .

وتشهد الفترة الحالية اسوأ أوقات داعش الذي خسر أجزاء واسعة من الأراضي التي كانت خاضعة لسيطرته ، لا سيما في محافظة الأنبار (غرباً ) ومحافظة صلاح الدين (شمالاً ) ، لذلك فإن داعش بات يدرك تماماً أن معركة الموصل المرتقبة ستكون المفصل الحقيقي وأخر بؤرة يدور حولها بقاء أو زوال تنظيم "الدولة الأسلامية" من العراق .

  الموصل.. تحت الخناق وتغزوها البطالة


عنصر من الحسبة يتابع الأسواق في مدينة الموصل

بينما كانت مدينة الموصل تعد المركز التجاري والأقتصادي الحيوي للعراق أصبحت اليوم تشهد ركوداً إقتصادياً حاداً . داعش يفرض قيوداً على حرية التجارة وانحصارها بقوانين تفرض دفع الرسوم لدخول البضائع من جهة ، وكذلك العزلة التي تفرضها الحكومة العراقية في محاولة لكبح تحركات عناصر داعش وإنتقالهم بين المدن العراقية .
 الموصل تحت الحصار.. وداعش في حالة إنذار



القوات العراقية التي عانت واضطرت للإنسحاب من الموصل في حزيران 2014 عادت مجددا لتكريس تواجدها بعد أن أرسلت قوة من الجيش العراقي مكونة من 4500 مقاتل داخل معسكر في قضاء مخمور ، إلى جانب ذلك تجري قوات الحرس الوطني والتي يقدر عددها نحو 600 الاف مقاتل والتي يشرف عليها محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي، تدريباتها في معسكر "تحرير نينوى" الواقع في مدينة تلكيف المحاذية لمدينة الموصل .


أحد الشوارع في حي السكر بمدينة الموصل

وزير الدفاع الامريكي اشتون كارتر ، اعلن الأسبوع الفائت عن إمكانية تقديم الفرقة الامريكية 101 المحمولة جوا المساعدة للقوات العراقية ، ومن الخيارات المطروحة لمهام الفرقة مصاحبة القوات العراقية الى أماكن قريبة من الخطوط الامامية والسماح باستخدام مروحيات "الاباتشي" لتقديم الدعم الارضي .

ومن المتوقع الدفع بتلك القوات لتقديم الإسناد الجوي والأرضي للقوات العراقية في معركة الموصل ، فيما تعتزم قوات البيشمركة للزج بجنودها في العمليات العسكرية .

قائد عمليات نينوى اللواء الركن نجم الجبوري، قدر أعداد عناصر داعش داخل مدينة الموصل نحو 5000 الأف مقاتل .

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب