جامع الموصل الكبير
رووداو ديجيتال
مشروع جامع الموصل الكبير، أحد أبرز المعالم الدينية المخططة في محافظة نينوى، يعاني من مشاكل الفساد وتوقف أعمال البناء، في قصة تمتد لأكثر من عقدين من الزمن.
بُني الجامع في أواخر التسعينات وكان يحمل آنذاك اسم "جامع صدام"، ويقع في حي الزراعي بالساحل الأيسر من مدينة الموصل.
توقف العمال عن البناء في عام 2003، وأُحيل المشروع منذ ذلك الحين ثلاث مرات إلى مقاولين مختلفين، لكن الفساد تسبب في توقف العمل مراراً.
يصف معتز الجبوري، أحد المواطنين، حالة الإهمال المستمر قائلاً: "بين الحين والآخر نرى أن هناك شركات تدخل إلى هذا الجامع من أجل إكماله ولكن بعد أيام معدودة نراها تتوقف وتختفي ثم تأتي بعدها شركات أخرى، وبقي على هذا الحال بسبب الظروف التي مرت بالبلد منذ 2003 لحد الآن من حروب وكذلك صراعات سياسية".
تدخل لجنة النزاهة
في السنة الحالية، أُحيل مشروع البناء إلى إحدى الشركات بميزانية مقدرة بـ60 مليار دينار، لكن لجنة النزاهة تدخلت وأوقفت العمل مجدداً بسبب مؤشرات فساد.
وأوضح نائب رئيس لجنة النزاهة في مجلس محافظة نينوى، سعدون الشمري، "حسب التوقعات، المبلغ الذي رُصد أكثر بكثير، يعني 60 مليار أكثر من السقف المحدد للصرف وهذا مبلغ غير قليل. أعيد وأكرر للأسف الفساد وصل إلى هذه الأماكن المقدسة وهذا مؤشر خطير".
رغم تدمير أكثر من 100 جامع ومسجد خلال فترة سيطرة تنظيم داعش على المدينة، تمكنت الجمعيات الخيرية من إعادة بناء معظمها، بينما يبقى جامع الموصل الكبير دون إعمار.
يقول الدكتور رئيس جمعية باب السراي الخيرية، ذاكر محمد، إن "المساجد التي تدمرت أكثر من 100 مسجد وجامع في مدينة الموصل، جمعية باب السراي الخيرية التي نديرها استطعنا من إعادة أكثر من 12 جامعاً ومسجداً في مدينة الموصل، بل أن هناك مساجد تدمرت حتى قبل أن يسيطر تنظيم داعش على مدينة الموصل أيضاً تم إعمارها وإعادة بنائها".
يُعتبر جامع الموصل الكبير من أبرز المعالم الدينية في المحافظة، إذ تمتد مساحته إلى نحو 75 ألف متر مربع، ويضم قاعة رئيسية بمساحة 6000 متر مربع تتسع لأكثر من 5000 مصل. ويُعد هذا الجامع الأكبر على مستوى المحافظة من حيث المساحة والإمكانات، ما يجعله مركزاً مهماً للعبادة والنشاط الديني في المدينة.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً