ندى الجبوري لرووداو: انسحبت من الانتخابات لعدم قدرتي على اعطاء وعود كاذبة أو شراء الأصوات

11-08-2025
معد فياض
معد فياض
الكلمات الدالة الانتخابات النيابية
A+ A-
رووداو ديجيتال

لا يقيّم غالبية من المرشحين للانتخابات التشريعية العراقية، بصورة عامة، مواقعهم ونتائج التصويت لهم بأساليب علمية، بل يعتمدون على عشائرهم ومكوناتهم المذهبية والمناطقية، وعلى شراء الاصوات ويعملون أيضاً وفق المثل الشعبي "لو تصيب لو تخيب".
 
لكن النائبة السابقة ندى الجبوري، التي تم ترشيحها ضمن تحالف تقدم بزعامة رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي، عن بغداد، اعتمدت على حسابات علمية شبه دقيقة ومسوحات واستطلاعات قادتها الى نتائج سلبية مما دفعها لتتخذ قرار الانسحاب منذ البداية وقبل ان تسير عجلة الانتخابات والتصويت.
 
ندى الجبوري، رئيسة منظمة المرأة والمستقبل العراقية، تحدثت لشبكة رووداو الاعلامية اليوم الاثنين (11 آب 2025) عن اسباب انسحابها قائلة: "كنت قد ترشحت للانتخابات التشريعية لدورتين، 2005 و2010، وفزت خلالهما، أما في الدورتين اللاحقتين فلم يحالفني الحظ"، مضيفة أنه "تم ترشيحي للانتخابات التشريعية القادمة، التي من المفترض أن تجرى في 11 تشرين الثاني المقبل، قبل حزب تقدم، وانا افتخر بأني احدى عضواته، ومازلت قيادية فيه، وانا مؤمنة بالعمل الديمقراطي وبالعملية الانتخابية، وأعتقد بإمكانية تغيير خارطة ومستقبل العراق من خلال صناديق الاقتراع دون عنف أو دماء".
 
ندى الجبوري أوضحت: "قررت إجراء استطلاع ومسح ميداني في المناطق التي ترشحت عنها، ومنها مدينة الاعظمية التي سبق وان ترشحت عنها وعملت فيها سابقاً والتي لها فيها حضور فعلي، خاصة بين النخبة المثقفة من الزميلات والزملاء"، منوهة الى أن "هذه النخبة تضم شخصيات فكرية وإعلامية وفنية وطبية، إلى جانب أساتذة جامعات وموظفين متقدمين في مؤسسات الحكومة وكانوا جميعاً متحمسين لترشيحي، وأكدوا دعمهم وتصويتهم لي".
 
وأردفت: "بدأت اتحرك بين الناس من أجل رسم ملامح الحملة الانتخابية، بدءاً من مسح العاصمة بغداد وتسليط الضوء على كيفية بناء الحملة، أطلقنا الحملات الميدانية أولاً، ثم انتقلنا إلى الحملات الإلكترونية، ولاحظت أن للحملات الإلكترونية اليوم دوراً كبيراً، يختلف كثيراً عما كان عليه سابقاً".
 
بعد هذه الحملة من الاستطلاعات الميدانية تقرر الجبوري الانسحاب من الترشيح للانتخابات، لانها وعلى حد قولها: "اكتشفت ان جمهور المصوتين ينقسم الى فئتين رئيسيتين، الاولى المقاطعين للانتخابات لاصابتهم بخيبات أمل من أن اصواتهم ستغير واقعهم حيث لهم مطالب كبيرة ومشروعة، خدمية في الغالب، مثل معالجة ازمات السكن وحل مشكلة الكهرباء والماء، وغيرها من المطالب التي اعجز، او يعجز اي نائب غيري من وضع حلول لها، وانا لا اريد ان اقطع لهم وعوداً كاذبة ومن ثم لا احقق اي من مطالبهم لانها بالفعل صعبة التحقيق في مثل هذه الظروف".
 
تستطرد قائلة: "أما الفئة الثانية من الناخبين فهم من عنده استعداد لبيع اصواتهم، وقد صارحوني بذلك، فهم لا يأملون تحقيق اي شيء من النواب، لذلك قرروا بيع اصواتهم والاستفادة قدر الامكان من العملية الانتخابية، وانا لا اؤمن بهذه العملية واعتبرها خاطئة تماماً، لهذا حسبتها بدقة، فانا مهما حققت من أصوات فسوف يأتي من يتغلب على اصواتي بأمواله ويشتري قرارات غالبية المصوتين".
 
وأوضحت ندى الجبوري أن "التصويت سوف يجري، وكما جرت العادة، حسب المكونات المذهبية والاثنية، وبالنسبة للمكون العربي السني فان 40% من مناطق حزام بغداد: الراشدية والكريعات والطارمية والعامرية وغيرها، سيشاركون بالتصويت كونها مناطق عشائرية، وفي المدينة ربما سيصوت 20% من الناخبين من سكان الاعظمية لمكونهم العربي السني، واتوقع حظوظاً جيدة لحزبنا تقدم، خاصة في محافظة الانبار لما تم انجازه من اعمار واستقرار وتوفير فرص عمل للشباب".
 
لكنها اكدت في الوقت ذاته أن "هذه الانتخابات ولا غيرها ستحقق التغيير المنشود، ولم تغير حتى 10% من الاوضاع السائدة بسبب تراكم الاخطاء السياسية وبسبب مشاكل في الدستور"، مردفة: "نحن نحترم الدستور ونعمل وفقه لكنه بات اليوم بحاجة الى تعديل ودساتير العالم، ومنها الولايات المتحدة، تتغير وتغيرت لعدة مرات وحسب الظروف الموضوعية".
 
وأشارت ندى الجبوري الى ان "العراق اليوم بحاجة الىتحقيق الضمان الاجتماعي والضمان الصحي، وانا طبيبة وادرك حاجة المواطن الى هذه لضمانات وتوفير العلاجات لامراض السرطان والامراض المزمنة"، مضيفة: "بحكم كوني رئيسة لمنظمة مجتمع مدني، فكرت جيداً في الأموال التي ستُصرف خلال هذه الحملة، سواء من جانبي أو من دعم الكتلة السياسية، وقررت أن أوظف هذه الموارد والجهود في خدمة العمل المدني، من خلال استمرار برامج المنظمة، والإشراف على المشاريع والتقارير، والعمل في فضاء المجتمع المدني".
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب