رووداو ديجيتال
أكد نواب سابقون، في أحاديثهم بصورة منفردة، لشبكة رووداو الإعلامية اليوم الأربعاء، 11 حزيران 2025، عن رفضهم للترشيح للانتخابات التشريعية القادمة التي من المفترض أن تُجرى يوم 11 تشرين الثاني 2025، لأنها، حسب ما أفادوا: "انتخابات غير نزيهة وقائمة على المال السياسي الحرام، وتستهدف شراء الذمم والأصوات، وتعتمد على السلاح المنفلت بيد الفصائل غير الشرعية، والنتائج محسومة وسوف تُبقي الفاسدين في الحكم".
عزت الشابندر: سمعتي أهم
السياسي المستقل عزت الشابندر أجزم بعدم مشاركته في الانتخابات القادمة، وقال: "بالتأكيد لن أشارك في الانتخابات التشريعية القادمة". موضحاً: "لا أريد أن أخسر سمعتي وفلوسي، المال السياسي الحرام هو المسيطر على سير الانتخابات ونتائجها".
الشابندر، الذي عُرف عن نشاطه السياسي المؤثر قبل وبعد تغيير النظام العراقي، كان قد أسهم بوصول غالبية القادة السياسيين الشيعة إلى مناصبهم حتى لُقّب بـ"صانع الملوك"، وكان عضواً في مجلس النواب العراقي، كما كان الناطق الرسمي باسم القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي، أول رئيس للوزراء بعد تغيير النظام السابق عام 2004، قبل أن يخرج، الشابندر، منها عام 2010.
وتوقع السياسي العراقي المستقل عزت الشابندر "حظاً جيداً لرئيس الحكومة الحالية محمد شياع السوداني، الذي سيخوض الانتخابات التشريعية بائتلافه (الفراتين)". وقال: "سوف يصوت للسوداني الناخبون الذين قاطعوا الانتخابات السابقة التي كانت انتخابات حزبية بامتياز".
وفيما إذا كان يعتقد أن يتحالف السوداني مع الإطار التنسيقي بعد ظهور نتائج الانتخابات، أفاد: "ربما يتحالف مع الإطار التنسيقي، فالإطار، رغم عِلاته، لا بد منه".
حامد المطلك: لا يشرفني
ووصف النائب السابق حامد المطلك، الذي شغل منصب عضو في مجلس النواب العراقي عن محافظة الأنبار في دورته الثانية (2010-2014) والثالثة (2014-2018)، عضوية البرلمان بـ"مخزية ومعيبة". مبرراً ذلك بأن "مجلس النواب والقوى السياسية لم تقدم أي شيء للبلد وللشعب باستثناء الوعود الفارغة وتضخم الفساد وسيادة المحسوبية والاهتمام بالمصالح الشخصية والطائفية والخلافات، بدون أن يتم بناء البلد وتطويره، وسيطرة الفصائل المسلحة، فأصبحت المشاركة في العملية السياسية معيبة ومخزية".
وكشف المطلك: "تلقيت الكثير من العروض لغرض الترشيح للانتخابات التشريعية القادمة، كما أني زعيم حزب (الحوار والتغيير)، ورفضت بشدة لأنني لا أريد أن أُحسب على هذه الطبقة السياسية التي 95% منها فاسدة و(حرامية)، والنواب نفس الحالة لأنهم من ذات القوى السياسية التي تقود البلد". مضيفاً: "هذه القوى السياسية، بدلاً من أن يعالجوا الخلافات فيما بينهم من جهة، وبينهم وبين إقليم كوردستان من جهة ثانية، عملوا على تعميق الخلافات وتوسيعها، وصارت هناك خلافات بين أفراد العشيرة الواحدة، والحزب الواحد، والمذهب الواحد، والقومية الواحدة، اليوم نجد الخلافات بين الشيعة والشيعة، والسنة والسنة، والكورد مع الكورد، فهم لم يستطيعوا جمع كلمتهم من أجل وحدة العراق والعراقيين، ناهيك عن أن الفساد تضخم أكثر والخراب تعمق".
وعبّر عن قناعته بأن: "هذه الوجوه التي تحكم العراق اليوم، همّها المادة والكسب الحرام وعدم الاتفاق على بناء البلد وانتشاله مما هو فيه، ولا أعتقد أن هناك أي خير من ممارساتهم.. والموضوع لا يتعلق بالبرلمان فقط، بل إن كل العملية السياسية التي تقود البلد، بما فيها رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ومجلس النواب".
وتساءل المطلك: "هل هذا يشرف شخص مثلي عمره أكثر من 75 سنة أن أهدر تاريخي وسمعتي بالعمل مع مثل هذه الطبقة؟". وفي رده عن سؤالنا عن سبب عمله سابقاً مع هذه الطبقة السياسية، لا سيما وأنه كان عضواً في مجلس النواب لدورتين؟ أجاب قائلاً: "نعم، هذا صحيح، وقتذاك كان عندنا أمل أن نبني العراق، لكننا لم نستطع تقديم أي إنجاز بسبب سيطرة القوى السياسية الماسكة بزمام الأمور، التي أشاعت الطائفية والخلافات وشجعت على السرقة وبيع البلد لهذه الجهة أو تلك، وكل طرف يشد البلد من هنا وهناك، مما أدى إلى تدهور الأمور عاماً بعد عام، واليوم نحن في أسوأ حال.. أكرر هنا لا يشرفني أن أكون ضمن هذه العملية السياسية والعمل فيها، وأخجل أن أقول إنني ضمن العملية السياسية وعضو بالبرلمان. وبناءً على هذه المعطيات، فإن الدورة البرلمانية القادمة لن تحقق أي شيء لصالح العراق، خاصة وأنهم يستخدمون المال السياسي لشراء الذمم والأصوات بالمال الحرام".
وائل عبد اللطيف: المال الحرام
وائل عبد اللطيف، الذي كان عضواً في مجلس الحكم العراقي من تموز 2003 حتى حزيران 2004، وشارك في اللجنة التي صاغت دستور العراق، ثم عضواً في مجلس النواب العراقي في الانتخابات التشريعية التي جرت في كانون الأول 2005 ضمن ائتلاف القائمة الوطنية العراقية، حسم أمره بعدم الترشيح، وقال: "كنت متردداً ما بين الترشيح والرفض، بسبب ضغوط أهالي البصرة للعمل النيابي ومحاولة إصلاح ما أفسده السياسيون، لكني فكرت بالأمر وقررت عدم الترشيح، وباركت عائلتي هذا القرار".
وأضاف: "البرلمان القادم، وحسب قراءتي للمرشحين، سيكون برلمان غير الناضجين عمراً وفكراً، كما أن الترشيح يحتاج إلى ملايين الدولارات للإنفاق على الدعاية الانتخابية، وهناك من رصد بالفعل خمسة أو سبعة ملايين دولار من المال السياسي لخوض الانتخابات، وأنا (ما عندي)".
وخلص وائل عبد اللطيف إلى أن: "البرلمان العراقي طوال السنوات الماضية كان فاشلاً ولم يحقق أو يقدم أي شيء"، متوقعاً "أن تكون الدورة القادمة هي الأكثر فشلاً في تاريخ البرلمان العراقي، لأن من سيصل ليس بسبب روحه الوطنية أو إنجازاته، بل بواسطة المال السياسي. وأعرف مرشحين زوروا شهاداتهم الدراسية، وأنفقوا الكثير من أجل الوصول إلى البرلمان بدعم من إحدى الفصائل المسلحة التي ضمنت لهم الوصول إلى مجلس النواب.. هذا استهتار بأصوات الناخبين"، متوقعاً بأن "يكون هناك بعض الإقبال على التصويت في الانتخابات القادمة، بتشجيع من رجال الدين الشيعة والسنة ولأسباب طائفية، وأنا لا يشرفني أن أكون عضواً في هكذا برلمان".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً