رووداو – أربيل
يقول أحد المقربين من رئيس الوزراء العراقي المكلف، محمد توفيق علاوي، إن الأخير قرر استبدال كل وزراء الحكومة الحالية وطلب من الأحزاب عدم ترشيح حزبيين للوزارة، ويقول نائب كوردي: "ربما يبقى واحد فقط من الوزراء الكورد الثلاثة الحاليين في منصبه".
كلف رئيس جمهورية العراق، برهم صالح، في الأول من شباط 2020 محمد توفيق علاوي بتشكيل حكومة جديدة، وأمام علاوي شهر لتقديم أسماء أعضاء الكابينة الوزارية لمجلس النواب العراقي.
قد لا تواجه كابينة علاوي الحكومية عقبات في مجلس النواب، بفضل الدعم الذي يلقاه من أكبر كتلتين نيابيتين (تحالف سائرون وتحالف الفتح).
وأعلن رئيس كتلة بيارق الخير النيابية، محمد الخالدي، المقرب إلى محمد توفيق علاوي، لشبكة رووداو الإعلامية أن "علاوي سيقدم تشكيلته الوزارية لمجلس النواب بعد 15 يوماً من تكليفه، ولن ينتظر انتهاء مهلة الشهر المتاحة له، لأن أوضاع العراق سيئة ولا تحتمل المزيد من التأخير، ما يعني أنه سيعرض الكابينة الحكومية الجديدة على مجلس النواب في الأيام القليلة القادمة".
على رئيس الوزراء المكلف أن يرضي الأطراف الشيعية والسنية والكوردية جميعاً، فهي الأطراف التي تكون حكومة التوافق في العراق، لكن علاوي لم يفاتح الأطراف في موضوع تشكيل الحكومة حتى الآن.
وأخبر رئيس ممثلية حكومة إقليم كوردستان في بغداد، فارس عيسى، شبكة رووداو الإعلامية بأن: "علاوي يعتزم زيارة إقليم كوردستان، لكنه لم يحدد موعد الزيارة بعد".
وعن زيارة علاوي لإقليم كوردستان، قال محمد الخالدي: "لا أستطيع حتى الآن الكشف عن معلومات بخصوص الموضوع، وقد اجتمع نائب رئيس الوزراء العراقي، فؤاد حسين، ليلة السبت مع محمد توفيق علاوي".
ومع أن أسماء وزراء كابينة علاوي الحكومية ليست معروفة حتى الآن، لكن المقربين إليه يقولون إنه لن يعيد ترشيح أي من وزراء الكابينة الحكومية الحالية.
ويقول محمد الخالدي: "لن يكون أي من وزراء الكابينة الحالية للحكومة العراقية، ومنهم الوزراء الكورد، ضمن الكابينة الحكومية الجديدة، لأن الوزراء الحاليين يعدون مستقيلين كما هي كابينة عادل عبدالمهدي الحكومية".
وأوضح أن "الأطراف الشيعية والسنية والكوردية أطلقت يد محمد توفيق علاوي في اختيار وزراء كابينته الحكومية، على أن يراعي إشراك المكونات، لكن وزراء كابينة علاوي لن يكونوا من قيادات الخطين الأول والثاني للأطراف السياسية".
يشغل الكورد ثلاث وزارات في كابينة عادل عبدالمهدي الحكومية، وهي المالية والعدل والإعمار، ويقول نائب من الاتحاد الوطني الكوردستاني إنه ربما يبقى واحد فقط من الوزراء الكورد الثلاثة الحاليين في منصبه.
فقد صرح النائب من الاتحاد الوطني الكوردستاني، ريبوار طه، لشبكة رووداو الإعلامية: "من بين الوزراء الثلاثة الكورد في بغداد أتوقع بقاء واحد منهم في منصبه".
يشغل الكورد 58 مقعداً في مجلس النواب العراقي في دورته الحالية، من بينهم مجموعة من 15 نائباً تسمي نفسها مجموعة 15، وتتألف من نواب حركة التغيير والاتحاد الإسلامي والجماعة الإسلامية والجيل الجديد، وتنوي التفاوض مع محمد علاوي بمعزل عن بقية النواب الكورد.
ويقول رئيس كتلة الاتحاد الإسلامي في مجلس النواب العراقي، مثنى أمين: "من المقرر أن نجتمع مع محمد توفيق علاوي، لكننا لن نطلب حقائب وزارية بل سنطالبه بالإصلاح، ومحاربة الفساد والفوضى والميليشيات، والإشراف على انتخابات نزيهة، وأن يحفظ حقوق شعب كوردستان ويصرف رواتب موظفي إقليم كوردستان وحصته من الموازنة العامة وحقوق المزارعين".
لكن المعلومات المتوفرة لشبكة رووداو الإعلامية تفيد بأن مجموعة 15 تطمع في وزارة، وليس معلوماً هل سينقص هذا من حصة الاتحاد الوطني الكوردستاني أم الحزب الديمقراطي الكوردستاني، أم سيؤدي إلى زيادة الحقائب المخصصة للكورد حقيبة وزارية، ويقول ريبوار طه: "لا أظن أن هذا سينقص من حصة الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني".
وأضاف طه: "الوزرارات التي شغلها الكورد في الكابينة السابقة، وحتى إن كانت الكابينة الجديدة موقتة، يجب أن تذهب للكورد، وعندها سيكون للكورد تغيير الشخصيات التي تشغلها أم لا، ويبدو أن رئيس الجمهورية والمسؤولين الحكوميين وخاصة رئيس إقليم كوردستان على الخط للتعامل مع هذا الموضوع".
من جانبه قال نائب عن تحالف الفتح الذي يتزعمه هادي العامري إن الأطراف الشيعية قررت عدم ترشيح أو فرض أحد، وإطلاق يد علاوي لاختيار الوزراء.
فقد أعلن النائب عن فتح، أحمد الكناني، لشبكة رووداو الإعلامية: "قررت كافة الأطراف الشيعية أن لا تقدم أي مرشح لمحمد توفيق علاوي، ولا تفرض عليه أحداً، بل ستطلق يده لاختيار الوزراء".
وأضاف الكناني: "قالت قوى شيعية إنه في حال إصرار الكورد والسنة على تقديم مرشحين، فإنها ستتراجع عن قرارها وتقدم مرشحين".
ووصف الكناني الكورد بالشريك الحقيقي في العراق وقال: "لهم تواجد قوي في بغداد، ويجب توجيه رسائل مطمئنة إليهم فهم يتوجسون الآن، واتفاقهم الذي أبرموه مع حكومة عادل عبدالمهدي من الأمور التي يخشون عليها، ويجب تبديد مخاوفهم هذه".
للحزب الديمقراطي الكوردستاني وزيران في بغداد: وزير المالية فؤاد حسين، ووزير الإعمار بنكين ريكاني، وعن مسألة تغيير الوزراء، قال مسؤول ملف بغداد في مقر الرئيس مسعود البارزاني، عرفات كرم: "المكتب السياسي هو الذي سيقرر تغيير الوزراء من عدمه".
ورغم أن محمد الخالدي يقول إن علاوي سيقدم كابينته الحكومية في أسبوعين، فإن الأمر سيستغرق المزيد من الوقت إن أراد التفاوض مع الكورد.
وصرح مسؤول دائرة العلاقات الخارجية لإقليم كوردستان، سفين دزيي، لشبكة رووداو الإعلامية: "سيشارك رئيس إقليم كوردستان ورئيس الحكومة في مؤتمر ميونيخ الأمني هذا الأسبوع، لذا ربما لن يزور رئيس الوزراء المكلف إقليم كوردستان هذا الأسبوع".
وزاد دزيي: "كان هناك اتصالات هاتفية بين رئيس إقليم كوردستان ورئيس حكومة إقليم كوردستان وبينه (علاوي)".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً