رووداو - أربيل
قال المفكر السياسي والمؤرخ العراقي، حسن العلوي، أن نيجيرفان البارزاني رجل مدني ويحب السلام، وهو يمثل مرحلة في تاريخ الشعب الكوردي، وسيتمكن من التفاهم مع بغداد.
وفي مقابلة أجرتها معه شبكة رووداو الإعلامية ضمن برنامج "حدث اليوم" الذي يقدمه هيوا جمال، تحدث العلوي عن انتخاب نيجيرفان البارزاني كرئيس لإقليم كوردستان، وحل المشاكل العالقة مع بغداد، وغيرها من المواضيع الهامة.
وفيما يلي نص المقابلة:
رووداو: كيف سيتمكن الرئيس الجديد لإقليم كوردستان، نيجيرفان البارزاني، من تنظيم العلاقات الداخلية بالإقليم؟
حسن العلوي: أخاطب صاحبي نيجيرفان البارزاني، وأنا لست ممن يكتم عواطفه، فأنا أعلن حبي وكرهي وأعلن معارضتي وولائي، وهذا الرجل قد التقيت به مرات عديدة ودرسته دراسة سايكلوجية، وأنا "صراف رجال"، وبحسب علم الرجال وجدت به ما يلي، أولاً هو "شبعان" ولم يأت للسلطة وهو "جوعان"، هو لم يمكث في الكهوف لذلك ليست لديه عقدة الكهف أو ردة الفعل من الكهف، ولكن لديه اصرار على ان يقيم معماريات في كوردستان تتنافس مع جبالها بالارتفاع، وعينه دائما الى الأعلى وليس الى الأدنى، فهو صاحب فكرة المباني المرتفعة في كوردستان، إلا ان عليه ان يتوقف، فإذا استمر سيكون هناك خلل في التوازن الاجتماعي والاقتصادي، فكوردستان أرض الزراعة، كوردستان كان بها 3 ملايين راس غنم، وكانت تصدر الجلود وأحسن انواع الاصواف الى دول أوروبا، بالإضافة الى أحسن انواع التبغ في العالم".
رووداو: بحسب الأسس التي اعتدمتم عليها في تعريف شخصية نيجيرفان البارزاني، برأيكم كيف سيتمكن من رسم وانشاء علاقات داخلية رصينة؟
حسن العلوي: القادر على فرض السلم يجب ان يكون محباً للسلم، وليس مثل جماعة بغداد في وقتها، عندما طلبوا منهم ان يعقدوا السلم فأرسلوا جماعة لإغتيال الملا مصطفى البارزاني، فهذا لا يعتبرا سلماً، ونيجيرفان البارزاني كائن من كائنات السلم الأهلي، وهو رجل مدني، فقد بدأت كوردستان تنتقل الى مرحلة تاريخية جديدة، التمدن الكوردستاني الذي انقطع منذ سنوات طويلة بسبب الحروب بدأ يعود، كوردستان بلد زراعي ولن يكون قويا الا بالزراعة، واذا شكلت كوردستان قوتها الزراعية، فستنظر اليها بغداد بصورة مختلفة".
رووداو: كيف سيتمكن من بناء علاقات سلمية مع بغداد وان لا تكون هناك هجمات وتهديدات مثل ما حدث في السابق؟
حسن العلوي: منذ أكثر من 60 عاماً وانا اعمل في السياسة، لقد كان صدام حسين بالرغم من انه كان يميل للعنف يريد ان يوقع بيان السلم مع الكورد وقد اخبرني بذلك في وقتها، لكي يؤسس قاعدة شعبية ويقول للجيش ولأحمد حسن البكر انتم كعسكريين لم تتمكنوا من تحقيق السلم، أما انا فتمكنت ذلك بالسلم، ولذلك وضع كل ثقله لتوقيع بيان آذار، ولذلك بغداد الان لا تستطيع ان تخرج من بيان اذار، فقد انتهى ذاك الزمان ووجود طائرات لتقصف كوردستان، فكوردستان ستعيش بالأمن والامان الى ما لا نهاية، فالمجتمع الدولي لن يسمح بإعتداء على شعوب دول صغيرة، ولن تستطيع قوات بغداد ان تمس أمن كوردستان بوجود الدول الضامنة، وهي امريكا، فلا ايران ولا تركيا ولا بغداد ستتمكن من التحرش ومس الأمن بكوردستان، لأن كوردستان دخلت في التاريخ الآمن، واختارت الرجل المناسب للبناء، فنيجيرفان البارزاني ليس شخصا فقط، بل هو مرحلة في تاريخ الشعب الكوردي، وليست لديه عقدة مكان ولا يهمه ان تكون في السليمانية أو أربيل أو بغداد".
رووداو: كيف نستطيع الاستفادة من هذه الدول الضامنة، في 16 اكتوبر امريكا لم تقف مع كوردستان وحتى عندما هاجم تنظيم داعش إقليم كوردستان، وصلت امريكا متأخراً لتقديم الدعم اللازم، وكيف يمكن لإقليم كوردستان اخراج اخوانه الكورد من أراضيه؟
حسن العلوي: ان الكورد يمسكون الحدود في مواجهة حزب العمال الثوري، وهي متواجدة في الإقليم وهذا يجعل الولايات المتحدة الامريكية ان لا ترمي بكل ثقلها بإتجاه كوردستان، وتركيا تضغط على الحلف الاطلسي بعدم اعطاء الاسلحة للكورد بسبب وجود حزب العمال الكوردستاني في سنجار، فتركيا مدللة الحلف الاطلسي، فالموقف الكوردي صعب للغاية، ولا يستطيع ان يوفق بين حركة حزب العمال وبين المطاليب الامريكية والتركية، لأنها مطاليب صعبة، فالافضل ان يقوم الاقليم بدور سلمي لحل بعض المشاكل وعقد هدن متقطعة، مثلما يحدث في فلسطين، لكي يسيطروا على نشاط حزب العمال الكوردستاني".
رووداو: يعني هل يعتمد الكورد على امريكا فقط، أم يكون هناك ايضا تنسيق في العلاقات مع الدول الاخرى مثل روسيا؟
حسن العلوي: ان روسيا تعمل ضد الناتو، والناتو يعمل ضد روسيا، والمنطقة الحساسة المتصلة جغرافيا بين القوتين هي كوردستان، لذلك تستطيع ان تلعب دوراً مهماً بسبب هذا الموقع الجغرافي وخصوصا في مسألة كسب الجانبين، الناتو وروسيا، وهذه اللعبة السياسية يستطيع ان يلعبها السياسي وليس العسكري، فلا تستطيع قوات البيشمركة ان تحل هذه المشكلة ولا حزب العمال الكوردستاني، بل تحلها سياسة نيجيرفان البارزاني، وسيحل مشاكل كثيرة مع بغداد وتركيا وايران، فهو يمثل مرحلة جديدة في البناء السلمي لكوردستان، فلا توجد لديه سرايا للاغتيال ولم يأت للقتال، هناك جيش رسمي اسمه البيشمركة".
رووداو: اكثر مشاكل الإقليم هي مع بغداد، فاذا لم تضمن لنا بغداد حل جميع هذه المشاكل العالقة، فإلى أين ستنتهي الأمور؟
حسن العلوي: أن بغداد ستتفاهم مع نيجيرفان البارزاني وسيعود منتصراً، لأن الوضع غير متأزم مع نيجيرفان البارزاني، وبغداد لديها عقدة من مسعود البارزاني، وهذا الكلام سجلوه علي.
رووداو: كيف سيتمكن نيجيرفان البارزاني من ترتيب البيت الكوردي؟
حسن العلوي: تقبلوا مني الصراحة في كلامي، ولكن اود أن أوضح أنه لم يُبذل جهد كافي لحل المشاكل داخل كوردستان، فهناك نار تحت الرماد في العلاقات الكوردية الكوردية، ويجب ان تعرف السليمانية جميع الخطوات المتخذة ويجب ان ترضى، لانها تمثل نقطة الضعف والقوة بإقليم كوردستان، وهي المدينة الاكبر والاكثر تاريخاً في السياسة ولكن بسبب جوارها لإيران هناك ضغوط إيرانية عليها وقد تكون سرية، وحدثت هناك مشكلة في احدى المرات فذهبت الى الرئيس السابق المرحوم جلال، فقال لي لا استطيع ان اعمل شيئا لأن المسؤول الايراني الكبير الذي يزور العراق ينام في بيتي هنا، فعندما ينام المسؤول الايراني في بيت جلال الطالباني في قصره، فماذا يفعل الزعيم في السليمانية، اذن السليمانية ليست حرة بإتخاذ القرارات مثل أربيل، فأنا هنا اتكلم كعراقي، وعلاقتي مع مام جلال يعرفها الجميع كم كانت قوية، ولكنني اريد ان اقول بأن الضغوط على أربيل هي أقل من الضغوط على السليمانية وعليكم تقدير هذا الوضع.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً