جراء انخفاض منسوب بحيرة الرزازة.. صيادوها تركوا المهنة وآلاف العوائل فقدت مصدر معيشتها

09-10-2025
صياد سمك وبحيرة الرزازة
صياد سمك وبحيرة الرزازة
الكلمات الدالة بحيرة الرزازة كربلاء
A+ A-
رووداو ديجيتال

تسبب الانخفاض الكبير بمنسوب مياه بحيرة الرزازة بفقدان آلاف العوائل مصدر معيشتها، والتي كانت تعتمد على صيد الأسماك والطيور ونقلها الى مختلف المحافظات لبيعها.
 
بحيرة الرزازة تقع بين محافظتي كربلاء والأنبار، وتستمد مياهها من نهر الفرات، غربي العراق.
 
كانت الرزازة تعد من بين أكبر بحيرات البلاد، وهي جزء من واد واسع يضم بحيرات الثرثار والحبانية وبحر النجف.
 
لكن هذه البحيرة شهدت في السنوات الأخيرة انخفاضاً حاداً بمنسوب مياهها، حيث كانت تقدر مساحتها الكلية بـ(1810) كيلومتراً مربعاً وتبلغ سعتها الكلية للخزن 17 مليار متر مكعب، فيما يصل أقصى منسوب للخزن فيها الى 40 متراً فوق مستوى سطح البحر.
 
حتى أوائل سبعينيات القرن الماضي كان طول البحيرة 60 كيلومتراً وعرضها 30 كيلومتراً.
 
غير أن مساحتها تقلصت ومنسوبها المائي انخفض كثيراً، وبالتالي أدى ذلك الى ترك غالبية الصيادين، الذين كانوا يعتاشون على هذه البحيرة، لمهنتهم.
 
"الاستفادة من الرزازة سياحياً"
 
يقول صياد الأسماك فاضل خضر محمد لشبكة رووداو الإعلامية إن "معاناتنا تتجسد بنقص المياه في البحيرة"، مردفاً: "نريد المياه كي يكون هنالك استثمار لكل الأهالي، وبالتالي يعتاش من البحيرة الفقير والصياد والناقل ومن يعمل في السوق أيضاً في ظل ما تدره من ثروة سمكية".
 
ورأى أنه في حال عودة المياه اليها مثلما كانت في السابق "بالامكان الاستفادة من البحيرة في مجال السياحة أيضاً".
 
بدوره، يقول بائع الأسماك أرشد حميد لشبكة رووداو الإعلامية إن "منسوب البحيرة كان مرتفعاً بنحو 15 – 20 متراً، لكنه انخفض كثيراً الآن"، مردفاً: "تضررنا كثيراً من نقص المياه، وانخفض عدد الأسماك وغادر الصيادون المهنة".
 
أرشد حميد، دعا الحكومة الى "توفير المياه للبحيرة، على اعتبار ان الصياد يعتاش على توفر المياه"، لافتاً الى أن "بحيرة الرزازة كانت مصدراً كبيراً للأسماك، وكانت فيها عدة أنواع، منها الشبوط والكطان والبني، وكنا نبيع الأسماك الى مختلف محافظات العراق".
 
البحيرة تشبه الكمّثرى، حيث يقع رأسها قرب بحيرة الحبانية التابعة لمحافظة الأنبار، والقاعدة العريضة تقع ضمن محافظة كربلاء، وكانت البحيرة في السابق تتكوّن من هور أبي دبس الذي يقع شمال غرب المدينة، وبحر الملح الذي يقع إلى الشمال من هور أبي دبس مقابل حصن الأخيضر وقضاء عين تمر التمن.
 
تراجع أعداد الطيور والأسماك
 
من جانبه، يقول حميد عبد زيد، وهو من أهالي المنطقة، لشبكة رووداو الإعلامية إن "أعداد الأسماك والطيور في البحيرة تراجعت، جراء انخفاض المياه الشديد فيها".
 
ويضيف أن الصيادين المتبقين باتوا يصيدون أنواعاً صغيرة ومحدودة من الأسماك، مؤكداً أن "الاف العوائل كانت تعتاش على هذه البحيرة".
 
في السياق، يعزو مدير الموارد المائية في محافظة كربلاء عبد الأمير الخرسان لشبكة رووداو الإعلامية، انخفاض منسوب المياه في البحيرة الى "تنفيذ السدود على نهر الفرات، من قبل تركيا وسوريا، حيث أصبحت السيطرة على المياه من قبل دول المنبع".
 
ويبيّن أن "مستوى منسوب البحيرة حالياً 20 متراً عن مستوى سطح البحر، وكمية المياه في البحيرة هي بنحو 300 مليون متر مكعب".
 
ويضيف عبد الأمير الخرسان أنه "وقبل قبل 30 سنة كان منسوب مياه البحيرة يصل الى أكثر من 38 متراً عن سطح البحر، وعمق البحيرة نحو 18 متراً، فيما كانت كميات الخزين فيها تصل الى 17 مليار متر مكعب".
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب