عواقب التكنولوجيا على البيئة والصحة

15-07-2015
عمر المنصوري
عمر المنصوري
A+ A-

اصبحت التكنولوجيا جزءا لا يتجزء من حياتنا اليومية وقد غيرت احاسيس الناس واوقاتهم ونمط الحياة لديهم وحتى اوقات الفراغ . البعض لا يرى مشكلة في ان اجهزة الحاسوب (الكومبيوتر) والهاتف المحمول (الموبايل) قد قربت المسافة بين دول العالم فضلا عن اعطاء فرصة كبيرة للتعلم والحصول على المعلومة العلمية . انما التأثير السيء للتكنولوجيا اوجد العديد من المشاكل الصحية للانسان وفرض تساؤلا مثيرا للاهتمام : ماهي علاقة التكنولوجيا على الصحة والبيئة واسلوب الحياة ؟

بعض المدارس حول العالم ادخلت الكومبيوتر لمناهج التعليم التربوية في المراحل الابتدائية وهذه خطوة ايجابية , حتى ان الهند مؤخرا انتجت حاسبات شخصية (لابتوب) بأسعار أقل من 30 دولار أمريكي وهذا سيمنح الفرصة والتحدي للدخول الى الاسواق العالمية من أجل ان تصبح الحاسبة الشخصية في كل غرفة او مقعد دراسي بل يمكننا القول لكل فرد من العائلة . لا يمكنني ان اغفل عن الدور الايجابي للتكنولوجيا في حياتنا اليومية التي وضعتنا في قالب تقني من غير المعقول ان نستغني عنه فالحاسب الشخصي بأحد الايادي والهاتف النقال في احد الجيوب والبلاك بيري في الجيب الاخر واينما ذهبنا نجد شاشات التلفاز تسرق ابصارنا وشغفنا لمتابعتها لساعات طويلة .

ساعات الترفيه او العمل الطويلة على الانترنت وقضاء اغلب الاوقات خلال فترات العطل الفصلية او الاسبوعية للاطفال مع الالعاب التقنية مثل (البلاي ستيشن) او العاب الموبايل تبدو ممتعة لكن النتيجة المعاكسة على الجانب النفسي للطفل وحتى للشخص البالغ ان تجعل منه انعزاليا ومطويا على نفسه ويفتقد للجانب الاجتماعي في حياته والامر الاكثر سوءا ماذا لو سمحنا لاولادنا متابعة مشاهد مثل المخدرات والعنف والالفاظ النابية ؟

الضغط النفسي والارهاق والتوتر العصبي والانعزال عن العائلة والاصدقاء مشاكل صحية ونفسية تفرض اثرها عن طريق الادمان على استعمال التكنولوجيا متمثلة بقضاء معظم الوقت مستخدما شبكة الانترنت او الالعاب الالكترونية . في معظم الحالات ليس هناك مفر من التكنولوجيا وذلك يعكس احترامنا للعلم وقدر الاستفادة من (الكومبيوتر) او التلفاز لكن ان تصبح حياتنا أكثر تشابكا مع التكنولوجيا الرقمية كل يوم وبدأت الهواتف المحمولة واجهزة الكومبيوتر والاجهزة الرقمية الاخرى تثير مشاكل صحية في ادمغتنا والاوسع تأثيرا للتكنولوجيا خطرها على البيئة .

البيئة جزء من حياتنا وبمعدل سنوي هناك الالاف من الاجهزة التكنولوجية تذهب الى النفايات والتي في الغالب معدات تلك الاجهزة ذات عمر قصير لذا فأن مصيرها وبسرعة الى مكب النفايات . الكادميوم والرصاص والزئبق معادن تدخل في صناعة اجهزة الكومبيوتر وما ان تصل تلك الاجهزة الى النفايات وكثير من الاحيان فأن الانهر وموارد المياه الجوفية هي المكب الرئيسي لها ومن هنا تكمن مخاطر الاجهزة الالكترونية على صحة الانسان .

ظهور اجيال جديدة في كل يوم من الاجهزة الالكترونية المنزلية الذكية والكومبيوتر المحمول والهواتف النقالة اوجدت المزيد من النفايا التكنولوجية وذلك يتمثل بحسب احصائية ان 130 مليون جهاز هاتف محمول يتم استهلاكها سنويا في الولايات المتحدة الامريكية وذلك يعني ان 65000 طن وفي اوربا هناك 6 ملايين طن من النفايا الالكترونية التي تحتوي عناصر الكالسيوم والرصاص . ونستمر مع لغة الارقام حيث هناك 50 مليون جهاز كومبيوتر محمول تلقى سنويا كنفايات في الولايات المتحدة وهي تضم مواد الكوبالت والزئبق والزرنيخ والكروم الغير قابلة للتحلل .

ان خطر النفايات الالكترونية يمكن خلال حرقها وتلوث الهواء وتلويث شبكات المياه والتربة وغالبا ما تسبب هذه النفايا عن جزء واسع من الامراض منها ما يتعلق بالجهاز العصبي المركزي وتلف الكلى والضرر المزمن بالدماغ والامراض الجلدية . وتبقى التوعية البيئية الامر المقنع الذي نسلم به من خطر النفايات الالكترونية وكذلك حسن التصرف واستغلال الوقت في استخدام اجهزة الهاتف النقال او الكومبيتر او اجهزة الالعاب الالكترونية وان لا نسرف في هدر ساعات الليل والنهار من أجل العبث او قضاء الوقت على حساب صحتنا او تدمير البيئة .

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب وليس له علاقة بوجهة نظر شبكة رووداو الاعلامية 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب